تباين ردود فعل السياسيين حول زيارة شكري لإسرائيل

الإثنين 11-07-2016 PM 08:06

"شكري" و"نتنياهو" بمؤتمر صحفي بالقدس في أول زيارة لوزير خارجية مصري لإسرائيل منذ 9 سنوات، 10 يوليو 2016. صفحة الخارجية الإسرائيلية

قال كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، بمجلس النواب، إنه لا يوجد مبرر منطقي للمقارنة بين زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل، وبين إسقاط عضوية عضو المجلس السابق توفيق عكاشة على خلفية تصريحاته عقب استقباله للسفير الإسرائيلي بمنزله".

والتقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، في القدس لبحث مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين، في زيارة تعد الأولى لوزير خارجية مصري منذ تسعة أعوام.

كان مجلس النواب قرر، مطلع مارس الماضي، إسقاط العضوية عن عكاشة بأغلبية 465 صوتا، على خلفية لقائه بالسفير الإسرائيلي في القاهرة.

وأضاف عامر، في تصريح ﻷصوات مصرية، أن "إسقاط عضوية عكاشة لم تكن بسبب استقباله للسفير الإسرائيلي، ولكن بسبب تصريحاته التي اعتبرها أعضاء المجلس في حينها تضر بالأمن القومي المصري".

وتابع عامر "تربطنا بإسرائيل علاقات عمرها أكثر من 30 عاما، وزيارة مسؤولين مصريين لها أمر طبيعي، وطبيعي أيضا استقبال مسؤولين إسرائيليين بالقاهرة.

زيارة دبلوماسية

وقال محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل مؤخرا هي زيارة دبلوماسية لدولة تربطنا بها علاقات بمقتضى اتفاقية موقعة بين البلدين.

وأضاف "من المنطقي والمطلوب أن يكون لمصر دور محوري وهام في حل القضية الفلسطينية، والزيارة كانت تصب في هذا الاتجاه، وتتمشي مع المبادرة التي أطلقتها مصر لحل القضية".

ويرى العرابي أن الانتقادات التي تعرض لها وزير الخارجية بسبب هذه الزيارة غير مبررة، معتبرا أن الزيارة تأتي في إطار دعم الفلسطينيين في إيجاد حل لمشكلتهم.

واعتبر سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، ورئيس ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية في مجلس النواب، أن الزيارة تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإحياء عمليه السلام في الشرق الأوسط، وإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

وأوضح أن الهدف من الزيارة تفعيل المبادرة العربية 2002، لتحقيق السلام العادل والشامل والمعروفة بـ "الأرض مقابل السلام"، والعودة لحدود ما قبل 1967، وما سيترتب على الزيارة من إنهاء لمعاناة الفلسطينيين من بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.

خطوة غير مبررة

وبالمقابل وصف هيثم الحريري، عضو المجلس، الزيارة بالخطوة غير المبررة، متوقعا عدم استجابة إسرائيل ﻷي مساع مصرية تهدف إلى حصول الفلسطينيين على حقوقهم.

ويري الحريري أن إسرائيل تسعى جاهدة للإضرار بالأمن القومي المصري، مدللا على صحة حديثة بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لعدد من الدول الأفريقية بهدف الضغط على مصر فيما يتعلق بحصتها من مياه النيل، وتحديدا أثيوبيا.

وتقدم مصطفي بكري، عضو المجلس بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان، يطالب من خلاله باستدعاء البرلمان لسامح شكري لمعرفة أسباب ومبررات زيارته لإسرائيل.

وأحدثت زيارة شكري إلى إسرائيل ردود فعل واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي.

تنسيق مع الفلسطينيين

وأكد سفير فلسطين في القاهرة جمال الشوبكي إن زيارة شكري إلى إسرائيل تمت بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، وقال "إننا نفهم زيارة الوزير سامح شكري والتي تمت بعد زيارة رام الله، وذلك لدعم جهود الإسراع بعقد المؤتمر الدولي للسلام ووضع مرجعيات للتفاوض وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، وفي إطار جدول زمني محدد".

وأوضح السفير جمال الشوبكي في تصريح للصحافيين اليوم "إننا نتابع النتائج ونأمل في أن نطلع كجانب فلسطيني عما أسفرت عنه الزيارة، خاصةً وأن كل القرارات الصادرة حول القضية الفلسطينية بإجماع عربي تمت بدعم وتنسيق مصري، ونرحب دومًا بالدور المصري".

وقال السفير الفلسطيني إن التعنت الإسرائيلي أدى إلى جمود عملية السلام، وتزايد وتيرة الاستيطان غير الشرعي وعمليات تهويد القدس والمضايقات المستمرة للمواطن الفلسطيني في كل أوجه العيش، مما يجعل الخروج من تلك الدائرة أمرًا ملحًّا وضرورة قصوى، مطالبًا كل الأطراف المعنية بإلزام إسرائيل بالشرعية الدولية والقانون الدولي وصولًا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

خطوة مطلوبة

واعتبر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية مساعد وزير الخارجية الأسبق لقطاع إسرائيل، السفير حسين هريدي، أن زيارة الوزير سامح شكري إلى تل أبيب خطوة مهمة في دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي على أرض الواقع.

وقال هريدي، لأصوات مصرية، إن مصر تنتظر رد الفعل الإسرائيلي بعد المباحثات التي أجراها الوزير شكري من حيث الوصول إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة المقبلة من أجل دعم عملية السلام وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مايو لاغتنام الفرصة لتحقيق سلام تاريخي وربط إقامة "سلام أكثر دفئا" بين مصر وإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل.

وقال السيسي إن مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 ربما تكون طريقا لحل الصراع. وتتضمن المبادرة اعترافا كاملا بإسرائيل إذا ما أنهت احتلالها لكامل الأراضي التي احتلتها عام 1967 ووافقت على "حل عادل" لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

وأوضح عضو المصري للشؤون الخارجية أن التحركات المصرية في الملف الفلسطيني وما تقوم به من خطوات لدفع عملية السلام إلى الأمام إيجابية للغاية، وأنه لا توجد دولة حتى الآن قادرة على تجاوز الدور المصري في دفع عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

وتوقع هريدي أن تعمل زيارة شكري لتل أبيب على إعطاء عملية السلام "الفلسطينية الإسرائيلية" دفعة جديدة للأمام، خاصة في ظل التحضير للمؤتمر الدولي التي ترعاه باريس نهاية العام بشأن دعم السلام في المنطقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معتبرا أن زيارة شكري قرار دبلوماسي وخطوة ناجحة ومطلوبة، حيث تعيد الدور الريادي لمصر في القضية الفلسطينية.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن زيارة شكري تعد جس نبض لإسرائيل حول خطوات تحريك عملية السلام والتعرف على الرؤية الإسرائيلية في القضايا الإقليمية أيضا، وهو ما يعطي لمصر الحق في التعرف الشامل على التحركات الإسرائيلية ووجهات نظرها في ما يحدث في المنطقة ككل.

 زيارة بزيارة

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، عضو مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية طارق فهمي إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل تأتي للرد على زيارة وفد أمني إسرائيلي للقاهرة خلال الشهر الماضي لبحث مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن عملية السلام التي دعا لها.

وأشار فهمي إلى أن زيارة شكري سوف تتجه إلى استطلاع الرأي الإسرائيلي في القضايا الإقليمية الأخرى وكيف تفكر إسرائيل في ذلك الأمر، حتى يساعد ذلك في عملية السلام بالمنطقة.

وتوقع فهمي نجاح زيارة شكري لتل أبيب في إقناع إسرائيل وفلسطين بالتفاوض المباشر بشأن عملية السلام خلال الفترة المقبلة دون الحاجة للتوسط من قبل أطراف إقليمية ودولية، وأنه يتوقع أيضا عقد اجتماع مباشر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بحضور ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن عملية السلام، وأن زيارة شكري إلى إسرائيل ستمهد لتلك الخطوات المتوقع حدوثها في الفترة المقبلة في القاهرة.

كما أكد فهمي أن زيارة شكري لتل أبيب هي أولى الخطوات الفعالة في دفع عملية المصالحة الفلسطينية وتوحيد الجبهة الداخلية لدفع عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي.

وحول مدى ارتباط الزيارة بجولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو في أفريقيا مؤخرا وإثارة شكري لتلك القضية، قال أستاذ العلوم السياسية إن زيارة شكري لتل أبيب ليس لها علاقة بهذه الجولة، ولن يتم إثارتها حيث إن التنسيق بين مصر وإسرائيل لا يستلزم القيام بزيارة نادرة مثل التي قام بها شكري.

تعليقات الفيسبوك