شريف سعيد يلقي الضوء على الختان الفرعوني في "وأنا أحبك يا سَليمة"

الإثنين 13-02-2017 PM 12:47

غلاف رواية سليمة - أصوات مصرية

"وأنا أُحبك يا سَليمة" هو عنوان رواية صدرت حديثا للكاتب شريف سعيد عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، وتلقي الضوء على معاناة المرأة التي أجري لها الختان "الفرعوني".

والختان الفرعوني هو عملية تتم بإزالة الجُزء الخارجي من الأعضاء التناسلية الأنثوية وخياطتها، بحيث لا يُترك إلَّا فتحة صغيرة، ويتم فتح المهبل للسماح بِالجماع والإنجاب لاحقًا.

وقدَّر صندوق الأُمم المتحدة للسكان سنة 2010 أن 20% من الإناث اللواتي خُتِنَّ تمت إزالة الجُزء الخارجي من أعضائهنَّ التناسلية وخياطتها.

ويقول شريف سعيد، لأصوات مصرية، إن "تلك الكارثة المُرتكبة فوق أسرَّة الجهل هي أكثر قسوة بسنوات ضوئية من جريمة ختان الإناث المتعارف عليها بيننا، كانت صدمة عارمة لخيالي حين اكتشفت أن هذا الختان الفرعوني ما زال يُجرى لمصريات في الجنوب تحت جُنح الليل وخلف جدران السر والكتمان".

ويضيف "لا دافع لهذه الجريمة بخيال هؤلاء الجزارين إلا ضمان العفاف وصون الشرف".

ويرى الكاتب أن حكاية سَليمة هي حكاية كل بنت تُعاني في هذا العالم، وتدفع أثمانًا باهظة من روحها وجسدها لأسباب لا ذنبَ لها فيها، قائلا "سَليمة الرقيقة تحملت ما لا طاقة لبشر به، لظرف قهري اُضطر أبوها لتقييدها حتى تقوم أمها بختانها على الطريقة الفرعونية بعدما قامت بختانها سُنيًا وهي طفلة".

"أحيانًا يكون من الشرف بتر الشرف" هكذا قال والد سَليمة في الرواية وهو يُقيد ابنته ليُختنها، ويوضح شريف أن أبو سَليمة يعكس رؤية شريحة من المجتمع تجاه عملية الختان.

وسَليمة هي تلك المرأة التي اكتشف أحد المخرجين الوثائقيين مُذكراتها المكتوبة بخط يدها خلال الثُلث الأول من القرن التاسع عشر، وذلك أثناء محاولة هذا المخرج البحث عن فكرة مختلفة تصلح كفيلم وثائقي يُخرج به إلى النور.

ويقول شريف سعيد إن "هذا الكنز الأنثوي المكتوب يفتح أبوابًا خلفية لمُشاهدة الماضي على نحو مثير وغير معروف بالروايات التاريخية التي نعرفها".

ويضيف "من خلال الأوراق القديمة لسَليمة يتعرف المُخرج على حكايات سرية للقاهرة ويتسلل إلى كواليس أهلها في هذا الزمن البعيد، الذي يسافر إليه ويعود منه طوال أحداث الرواية، مُكتشفًا إلى أي مدى تتشابه أزمته مع حبيبته بأزمة سَليمة مع حبيبها، رُغم الهوة الواسعة بين القرنين التاسع عشر وبدايات الحادي والعشرين، وفي الصفحات الثلاث الأخيرة فقط نكتشف مصير كل منهما".

وعن قيامه بإهداء الرواية إلى سليمة بقوله "إلى سَليمة.. في كل زمان وفي أي مكان"، يوضح "أكاد أقسم أن داخل كل امرأة، وفي ركن عميق منها، قطعة حلوة من سَليمة وأيضًا في حياة كل رجل سَليمة التي لا يعرفها أحد، تلك التي يصعد إليها بقلب المساء، وحيدًا فوق مسرح الخيال، بعيدًا عن صخب الواقع، ليهمس لها من جديد بأربع كلمات: وأنا أُحبك يا سَليمة".

تعليقات الفيسبوك