الكوميديا السوداء: حبا في جمال وعلاء.. أم كراهية في يناير؟

الأربعاء 11-01-2017 PM 02:59

جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال حضوره وشقيقه علاء مباراة ودية بين منتخبي مصر وتونس، استاد القاهرة، 8 يناير 2017- رويترز

"جمال مبارك رئيسا لمصر" جملة تتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتؤكد أن مصر دارت خلال ست سنوات دورة كاملة منذ انتفاضة يناير 2011.

خلال السنوات القليلة التي سبقت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، كان الترويج لتوريث السلطة لجمال مبارك مثار جدل وشد وجذب بين مؤيدين ومعارضين. واعتبره البعض أحد خطط النخبة الحاكمة التي سعت الانتفاضة إلى قطع الطريق عليها.

ورغم إدانة جمال وشقيقه علاء ووالدهما في قضية القصور الرئاسية بحكم نهائي، إلا أن ذلك لم يمنع مؤيدين من معاودة الترويج لانتخاب جمال رئيسا لمصر. الإدانة تشكل حائلا قانونيا أمام أي مسعى من جمال، ولو نظريا، للترشح للرئاسة. لكن نشطاء واعلاميين مؤيدين يستخدمون عودة نجلي الرئيس السابق لحياتهما الطبيعية للعزف على وتر تقريع المصريين على الانتفاضة وتأكيد أنها كانت خطأ وربما "ضلالة" تسببت فيما تشهده البلاد من تراجع لأوضاع الاقتصاد والأمن خلال سنوات ما بعد الانتفاضة.

"يحرم من مباشرة الحقوق السياسية (الترشح والانتخاب) كلا مَنْ صدر ضده حكم نهائي في جناية، لفترة 6 سنوات من تاريخ تنفيذ العقوبة، أي بعد إنهاء فترة السجن المقررة"- قانون مباشرة الحقوق السياسية.

وعلى موقع فيس بوك الذي انطلقت منه الدعوات -قبل ست سنوات- للنزول إلى ميدان التحرير تحت شعار "عيش، حرية، عدالة الاجتماعية"، ظهر ما لا يقل عن 30 صفحة على الموقع نفسه تطالب بجمال مبارك (53 سنة) رئيسا لمصر.

ومؤخرا عادا نجلا مبارك للظهور في أماكن عامة، بعد سنوات في الحبس على ذمم قضايا فساد. وحضر جمال وعلاء، الأحد الماضي، مباراة ودية بين منتخبي مصر وتونس على أرض استاد القاهرة قبل أيام معدودة من الذكرى السادسة لانتفاضة 25 يناير.

جلس جمال وعلاء في مدرجات الدرجة الأولى ليعيدا إلى الأذهان صورا لتواجدهما في مقصورة الاستاد قبل 2011، وكأن لم تقم ثورة. وتزاحم مشجعون عقب المباراة لالتقاط صور شخصية مع جمال وعلاء اللذين تجنبا الحديث عن السياسة والماضي.

الحنين لأيام مبارك ونجليه ربما يرجع الى الشدة التي يمر بها المصريون حاليا. لكن البعض سعى لتوجيه المشاعر في اتجاه محدد قبيل ذكرى الانتفاضة التي عادة ما يستغلها نشطاء وجماعة الإخوان المسلمين للدعوة إلى تجدد الثورة.

وقال رئيس تحرير جريدة خاصة متحدثا عن علاء وجمال "دول قُلتوا لأبوهم: امشي مشي، تعالى نحبسك راح اتحبس، هات عيالك نحبسهم خد عياله حبسهم، هات حساباتك في البنوك، اهي... وكله طلع فالصو".

وأضاف خلال برنامج تلفزيوني يقدمه على فضائية خاصة "لقد وقعنا في الفخ...هذه الأمة اجتمعت على ضلالة في 25 يناير 2011، مش عاوزين ضلالة تانية إن شاء الله". 

فساد

في يناير 2016، صدر حكم نهائي بالسجن ثلاث سنوات على مبارك وابنيه، في قضية فساد، أدينوا فيها بإنفاق مخصصات لقصور رئاسية على قصور ومكاتب خاصة بهم. وقضت محكمة بإخلاء سبيل نجلي الرئيس الأسبق لانقضاء مدة العقوبة.

وفي الخامس عشر من يناير الجاري يستكمل القضاء محاكمة جمال وعلاء بتهمة التربح والحصول على مبالغ مالية تقدر بملايين الجنيهات في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "التلاعب بالبورصة".

ورغم الإدانة التي أقرها القضاء بحق مبارك ونجليه -وإن برأهم في قضايا أخرى- يتأسف مصريون على إنهاء حكمه الذي امتد ثلاثين عاما، في ظل تعثر الاقتصاد وعدم نجاح أجهزة الأمن حتى الآن في وضع حد لهجمات الجماعات المتشددة.

تعليقات الفيسبوك