هجمات الكنائس تعود للقاهرة في ذكرى المولد النبوي ومقتل 25 أثناء صلاة الأحد

الأحد 11-12-2016 PM 04:52

آثار الانفجار الذي وقع بالكنيسة البطرسية بالعباسية، 11 ديسمبر 2016 - صورة من رويترز

قتل 25 شخصا وأصيب 49 آخرون في انفجار وقع صباح اليوم الأحد الموافق لذكرى المولد النبوي في الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الارثوذكس بالعباسية شرق القاهرة في أكبر هجوم من نوعه منذ تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية قبل نحو ست سنوات.

وتناثرت اشلاء الضحايا والحطام المخضب بالدماء في ساحة قاعة الصلاة بالكنيسة في مشهد أعادة للأذهان تفجيرات كنيسة القديسين التي أدت إلى مقتل 23 فردا واصابة 97 ليلة احتفالات رأس السنة الميلادية عام 2011 .

وقالت وزارة الداخلية، في بيان اليوم، إن الانفجار وقع "صباح اليوم في نطاق الكنيسة البطرسية بالعباسية وأسفر عن وقوع وفيات ومصابين".

وقال مصدر أمني، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة شديدة الانفجار، كانت تحتوي على نحو 12 كيلو جراما من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار.

وكلف النائب العام نبيل صادق نيابة أمن الدولة العليا بسرعة فتح تحقيقات موسعة في الحادث، وطالب وزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات وجمع المعلومات للتوصل إلى الجناة في أسرع وقت.

وأمر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار بتشكيل فريق بحث موسع؛ لسرعة تحديد هوية الجناة المتورطين في الانفجار.

ورفعت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار الأمني حول المطرانيات والكنائس بمختلف محافظات الجمهورية تحسبا لأي حالات طارئة، عقب الانفجار.

 

وكشفت المعاينة الأولية للنيابة العامة لموقع الانفجار أن التفجير وقع في الجانب الذي تجلس فيه السيدات أثناء أداء الصلوات، حيث بدت آثار التفجير واضحة وتناثرت الأشلاء ومحتويات القنبلة المستخدمة.

وعلقت الكنيسة الأرثوذكسية على الانفجار قائلة "نأسف لهذا العنف والإرهاب الذي يعتدي على مصلين آمنيين ونصلي من أجل هؤلاء الشهداء ومن أجل المصابين".

وأكدت الكنيسة، في بيان لها اليوم، أن الحدث لن يؤثر على الوحدة الوطنية التي تجمع كل المصريين، وقالت "نصلي أيضا لأجل المعتدين لكي ما يرجعوا إلى ضمائرهم حيث ينتظرهم حكم الديان العادل والذي الكل مكشوف أمامه والعزاء لنا جميعا".

وقرر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قطع زيارته الرعوية إلى اليونان والتي بدأها يوم الخميس الماضي، والعودة إلى القاهرة لمتابعة تداعيات الحادث.

وأدان الأزهر التفجير، وقال في بيان له، إن "استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان التي دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها"، مؤكدا تضامنه الكامل مع الكنيسة المصرية في مواجهة هذا "الاستهداف الإرهابي".

وأدانت رئاسة الجمهورية الانفجار، وأعلنت الحداد ثلاثة أيام بدءا من اليوم.

ووجه رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل بإلغاء الاحتفالات الرسمية (بالمولد النبوي) تضامناً مع أسر القتلى والمصابين.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن "هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وإن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف"، وشدد على أن الدولة ستقتص "القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر".

وشدد السيسي على أن "الدماء التي سالت اليوم والحادث الأليم الذي استهدف قوات الشرطة يوم الجمعة الماضي.. لهي جميعاً فصول من حرب الشعب المصري العظيم ضد الإرهاب، الذي لن يكون له مكانٌ في أرض مصر".

 ونظم عشرات الأقباط مسيرة احتجاجية بشارع رمسيس أمام الكاتدرائية للتنديد بالحادث، مرددين هتافات معادية لوزارة الداخلية والحكومة، مطالبين بالقصاص للضحايا ورحيل وزير الداخلية.

وقال وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، خلال زيارته لموقع الانفجار، إن "هذا الحادث الخسيس يستهدف المصريين جميعاً ولن يفلت مرتكبوه من العدالة التي ستقتص منهم"، مضيفا أن يد الشرطة قوية وقادرة على حمل أمانة أمن واستقرار مصر.

وأدانت عدة دول من بينها السعودية والكويت وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانا وروسيا الحادث، وأعربت عن تضامنها مع مصر في مواجهة الإرهاب.

 

ويأتي تفجير الكنيسة البطرسية عقب يومين من مقتل 7 أشخاص بينهم 6 من الشرطة في انفجارين آخرين وقعا يوم الجمعة في الهرم في محيط مسجد السلام وكفر الشيخ. وأعلنت جماعة متشددة تدعى "حسم" مسؤوليتها عن انفجار الهرم. 

وتقول وزارة الداخلية إن جماعة "حسم" هي الذراع المسلح لجماعة الإخوان المسلمين.

ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين- في يوليو 2013، تعددت حوادث العنف والتفجيرات خاصة التي تستهدف قوات الأمن في القاهرة ومدن أخرى.

وأدانت جماعة الإخوان المسلمين الانفجار الذي وقع اليوم، وقالت إنها تدين كل العمليات والمخططات التي تستهدف النَّيل من أرواح أبناء الشعب المصري.

وقالت الجماعة، في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، "نؤكد أن للدماء حرمة عظيمة في الإسلام.. وعليه فإن دماء المصريين كلهم حرام، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين"، محملة رئيس الجمهورية مسؤولية الحادث.

وحظرت مصر جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها "جماعة إرهابية" في ديسمبر 2013، بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة والذي أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات، وألقت قوات الأمن القبض على ألوف من قادة ومؤيدي الجماعة.

 

 

تعليقات الفيسبوك