الكوميديا السوداء.. "انقلاب تركيا نجح .. في الصحافة المصرية فقط"

السبت 16-07-2016 PM 05:23

مواطن تركي يحمل علم بلاده أمام مدرعة عسكرية بمطار صبيحة ، اسطنبول ، رويترز

أحداث العنف التي وقعت في تركيا، مساء الجمعة، ومحاولة قطاع من الجيش التركي السيطرة على السلطة والانقلاب على النظام الحاكم، كشفت عن هشاشة كبيرة في مهنية عدد من الصحفيين المصريين ومتصدري المشهد الإعلامي في مصر.

فما أن وردت الأنباء الأولية عن ما يحدث في تركيا، حتى سارع إعلاميون وصحفيون للإعلان عن أن الأمر حُسم وأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد تم عزله نهائيَا، بعكس الأخبار الواردة من تركيا. ووصل الأمر إلى شماته في إردوغان وعدد من قيادات جماعة الإخوان في تركيا.

وقتل أكثر من 90 شخصا وأصيب المئات مساء الجمعة، فيما ألقي القبض على 1563 عسكريا في تركيا بعد محاولة انقلاب نفذتها عناصر من الجيش، لكنها فشلت بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان للنزول إلى الشوارع للتعبير عن تأييدهم له.

كما الحال في البرامج الفضائية وتعليقات الإعلاميين حول ما حدث في تركيا، صدرت الصحف المصرية صباح السبت، بمانشيتات موحدة تقريبًا، تقول إن الانقلاب في تركيا قد نجح وإن إردوغان يسعى للجوء إلى ألمانيا بعد خسارته لكرسي الرئاسة.

بعض الصحف المصرية الصادرة يوم السبت الموافق 16 يوليو 2016 - صورة لأصوات مصرية

وفي وقت لاحق حذرت الرئاسة التركية على تويتر من أنه من الممكن تنفيذ محاولة انقلاب أخرى في أي وقت.

الأمر لم يقف عند حد الانحياز في تغطية الأخبار الواردة من تركيا، بل تعداه إلى الشماتة وتوجيه السباب إلى أطراف أخرى ليس لها علاقة بالأمر، مثل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد ووالدته، الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وهو ما سبق وسبب أزمة في العلاقات المصرية - القطرية، وصلت إلى تقديم اعتذار رئاسي عنها من عبد الفتاح السيسي إلى أمير قطر.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 28 فبراير 2015، في حوار مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية، إنه قدم اعتذارًا إلى تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر عن الإساءات التي صدرت ضد والدته الشيخة موزة، من وسائل إعلام المصرية.

وبالنظر إلى شكل التغطية المتسرعة والمنحازة وغير الموضوعية لما حدث في تركيا، فقد خالف صحفيون مبادئ الصحافة المهنية والتي تتمثل في عدم الانحياز وتبني الموضوعية والحياد عند تغطية الأخبار، وهي المباديء التي تحاول كل المؤسسات الإعلامية والصحفية الكبرى في العالم تطبيقها.

فتحت عنوان "دليل أخلاقيات المهنة للصحفيين"، جاء ميثاق الشرف الصحفي الذي أصدرته مؤسسة تومسون رويترز، والذي أكد أن "الواجب الأول للصحفي هو تجاه الحقيقة"، وعدم تضمين رأي في أي خبر، أو تحويل الخبر الى مقال رأي.

"الحياد لا يتطلب من الصحفي عدم امتلاك انحيازات أو مواقف أو قيم، ولكنه يتطلب أن ينحي الصحفي هذه الانحيازات والمواقف جانبًا عند تصديه للمعالجة الخبرية"، حسبما جاء في دليل الإرشادات التحريرية للصحفيين المصريين، الصادر عن النادي الإعلامي التابع للمعهد الدنماركي المصري للحوار.

تعليقات الفيسبوك