الكوميديا السوداء.. لماذا تخشى مصر "بوكيمون جو" منذ 15 عاما؟

الخميس 14-07-2016 PM 07:53

ممارسة لعبة "بوكيمون جو"، صورة من رويترز

ما أن انتشرت لعبة "البوكيمون جو"، في العالم وبدأ المصريون في استخدامها، إلا وتسارعت بشكل كبير الإشاعات والأقاويل حولها، والتي وصلت إلى حد زعم البعض بأن اللعبة صنعت خصيصَا للتجسس على مصر، كما وجهت الحكومة المصرية الأجهزة المعنية لمتابعتها ورصد خطورتها، وتدخل الأزهر للمرة الثانية للتعليق عليها بعد فتوى بتحريمها من قبل 15 عامًا. 

ولعبة "بوكيمون جو" مطورة وفق تقنية الواقع الافتراضي المعزز، التي تضيف عناصر افتراضية إلى العالم الحقيقي الذي يظهر عبر الكاميرات الموجودة في الهواتف الذكية، وتستخدم خاصية تحديد الموقع الجغرافي للسماح لمستخدميها بالعثور على كائنات "بوكيمون"، الصغيرة ذات الأشكال المتعددة والقوى السحرية المختلفة، التي حققت نجاحا كبيرا قبل ما يقرب 20 عامًا.

وتجتاح حمى لعبة "بوكيمون جو" العالم بأجمعه، وفق تقارير صحفية، ويتم تنظيم نشاطات في عدة دول، تقوم على البحث عن الشخصيات الافتراضية لهذه السلسلة الكرتونية الشهيرة في الشوارع والمتنزهات والساحات العامة، وصولا إلى المستشفيات وسكك الحديد.

انتشرت اللعبة بشكل كبير حول العالم، ورغم عدم افتتاحها بالشرق الأوسط، إلا أن المستخدمين قاموا بالتحايل على اللعبة وتنزيلها على أجهزة الأندرويد من المصدر المباشر لتثبيت البرنامج الخاص بها على الموبايل أو تغيير موقع التواجد على أجهزة الـ IOS.

الحكومة المصرية: الأجهزة المعنية تتابع ما يثار حول لعبة "البوكيمون" ووضع آليات للحد من خطورتها

الحكومة توجه الأجهزة المعنية لمتابعة البوكيمون

قال حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الأجهزة المعنية تتابع ما يثار حول اللعبة الجديدة، في إشارة للعبة "البوكيمون".

وأضاف "متحدث الحكومة"، في مُداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية، مع معتز بالله عبد الفتاح الأربعاء، "الأجهزة المعنية تتابع وضع آليات جديدة خاصة بألعاب الإنترنت، وسيتم التحقيق في الأمر، ووضع الآليات المناسبة للحد من خطورة هذه الألعاب".

 

قال هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث سابقا، إن لعبة «البوكيمون» وسيلة للتجسس، وأداة للتظاهر وقطع الطرق، مطالبا المصريين بعدم تحميلها.

وقال "الناظر" في مُداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية، مع معتز بالله عبد الفتاح الأربعاء، "إن الــ "بوكيمون" وسيلة سهلة للغاية للتجسس على حياة حضراتكم الشخصية بتفاصيلها الدقيقة وعلى الأماكن التي تترددون عليها وعلى غيرها، ووسيلة لجمع المعلومات والصور الشخصية والأماكن المختلفة والتي قد تخدم أهدافا استخباراتية أو للابتزاز المادي".

وحذَّر الناظر، المواطنين من استخدام اللعبة وتداولها قائلا: "إحنا متعريين قدام العالم، وادعو الشباب والبنات بعدم تحميل هذه اللعبة على أجهزة الموبايل والتابلت وغيرها الخاصة بكم ولأسركم".

أهل الشر وراء "بوكيمون جو" (نظرية المؤامرة يا فندم)

وساخرًا علق محمد طارق في حسابه على الفيس بوك، قائلا، إن "بوكيمون هدفها قلب نظام الحكم، وآخر مرحلة في اللعبة سوف يكون بوكيمون في القصر الرئاسي، المبرمجون قاصدين يعملوا كده عشان الشباب يروحوا يحاصروا الرئيس ويسقطوه".

وأضاف، "لازم كلنا نفهم، انشروا المعلومة على أوسع نطاق، مافيش حاجة هتقف قدام الإنجازات ومصر هتبقى قد الدنيا غصب عن بوكيمون والخونة".

وعلق عليه ساخرًا مهاب أحمد، قائلا، "البوكيمون وسيلة تجسس لصالح أهل الشر يا فندم".

أنس نجاتي، خبير التسويق الإلكتروني، قال إن "موقف الناس من لعبة البوكيمون يلفت الانتباه لنقطة مهمة ذكرها مصطفي حجازى لما كتب قبل كده، (فشل تحقيق الذات يولد أشد مشاعر الذنب التي تفجر بدورها عدوانية شديدة)، العدوانية والخوف بيخلوا الانسان حاسس إن كل حاجة حواليه تهديد خصوصا لو كان ناجح وسريع".

وأضاف "نجاتي" عبر حسابه على الفيس بوك، "الخوف ده ممكن يظهر في التعامل مع أى حاجة ناجحة حتى لو كانت لعبة على الموبايل، في أغلب نظريات المؤامرة أصحابها بيبقوا عدوانيين جدا في الدفاع عن نظرياتهم لدرجة بتخسرهم ناس كتير مع إتهامات جاهزة إن اللي مش شايف إنها مؤامرة إما جاهل أو متآمر".

وأضاف نجاتي، "نظريات المؤامرة دايما جاهزة لتفسير أي حاجة في أي مكان، وغالبا بيلجأ لها الجهلة لتبرير أي حاجة بتحصل حواليهم، الإنسان الجاهل -بسبب خوفه- دايما مقتنع إن فيه حد مهتم إنه يعطله أو يحاربه، من أول الحسد والعمل لحد الموساد ونظريات المؤامرة كلها تعتبر خوف بيترجم لعدوانية".

وأختتم نجاتي مشاركته بالإشارة إلى فيلم Grand Budapest Hotel حيث ظهرت حكمة على لسان بطل الفيلم مسيو جوستاف "rudeness is merely the expression of fear""العدوانية هي التعبير النقي عن الخوف".

فيما قالت صفحة باسم الشرطة المصرية على فيس بوك، وصل عدد متابعيها إلى مليون شخص، إن لعبة "بوكيمون جو" من أدوات حروب الجيل الخامس، وهدفها التجسس على الدول".

الأزهر يحارب البوكيمون (للمرة الثانية)

اعتبر وكيل الأزهر عباس شومان، أن لعبة "البوكيمون" تعد في "حرمانية الخمر" لأنها تذهب العقل وتؤدي إلى تغييب ممارسها وتجعله قد يضر نفسه أو غيره دون أن يدري.

وقال شومان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس إن "الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة أمر محمود جدا يساعد البشر وييسر لهم أعمالهم، ويوفر الوقت والجهد في المعرفة والتواصل أيضا".

وأضاف أن "البعض تجاوز في استخدام التكنولوجيا وتركها تصرفه عن ممارسة عمله وعباداته، حتى أن البعض أصيب بالهوس من تعلقهم بألعاب إلكترونية أصبحت تمثل ضررا بالغا".

وأشار إلى أن "هناك من بلغ به الهوس إلى ألا يكترث بما يمكن أن يتعرض له من أضرار بالغة سواء على حياته أو مستقبله، وهو ما يجب أن يتوقف فورا، وقد سبق ورأينا من يستهين بمؤسسات الدولة أو دور العبادة منساقا وراء تعلقه بألعاب إلكترونية كما يحدث في لعبة البوكيمون".

تصريحات وزير الأزهر أعادت إلى الأذهان، فتوى شيخ الأزهر ومفتيي مصر والقدس في العام 2001، من تحريم اللعبة في ظهورها الأول، وهو ما أعاد نشطاء نشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في التغطيات الصحفية وقتها أن "أفتى مفتى مصر فضيلة الدكتور نصر فريد واصل بتحريم لعبة (البوكيمون) الكرتونية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في الدول العربية والاسلامية، والتي ترجمت أو دبلجت فنيا وتعلق بها الأطفال. وقد أرجع مفتى مصر تحريمها إلى أنها تمثل خطرا على العقيدة لأنها (البوكيمون) تتبنى فكرة (الداروينية) المعروفة بنظرية (النشوء والارتقاء) وتروج فكرة تطور الأجناس والأنواع من مخلوقات دنيا إلى مخلوقات أرقى وأكثر قدرة بما في ذلك الإنسان نفسه الذي تطور من أجناس أدنى منه وصار قردا، والقرد هو أقرب شيء إلى الإنسان، ثم انتهى في تطوره إلى الإنسان".

ومن جانبه أكد شيخ الأزهر -وقتها- الدكتور سيد طنطاوي، أن هذه اللعبة "طالما فيها ما يسئ إلى ديننا وعقيدتنا ويشجع على القمار ولعب الميسر وتعود الأطفال على العنف والانحراف فإنها تكون حراماً ولا يجوز التعامل معها في بلاد المسلمين لأنها تصطدم بعقيدتهم".

كما أكد مفتى القدس أيضا في تصريحات صحفية، على أن الله سبحانه وتعالى كفيل برد غيظ هؤلاء الصهاينة ومن والاهم إلى نحورهم، وأنه كما قال الله تعالى (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) وقد كشف الله إفسادهم في الأرض وتصدى له كافة العلماء في العالم الإسلامي ليؤكدوا على حرمة ما أطلقوا عليه «البوكيمون» هذا من أفلام كرتونية ومنتجات مختلفة في بلاد المسلمين.

تعليقات الفيسبوك