الكوميديا السوداء.. خفة دم المصريين في خطر بسبب برامج المقالب

الخميس 23-06-2016 PM 05:25

صورة من برنامج رامز جلال، صورة من صفحة البرنامج على الفيس بوك

خلال الأعوام القليلة الماضية، بدأت برامج المقالب مرةً أخرى في الظهور بقوة، لكن هذه المرة بشكل جديد، يعتمد على العنف، ربما كان أبرزها، برنامج رامز جلال، الذي يحمل في طياته جانبًا من المخاطرة بداية من عام 2011.

برامج المقالب أصبحت الحصان الرابح لعدد كبير من الفنانين وأيضا لشركات الإنتاج التي باتت تحصد من خلالها نسب مشاهدة عالية، رغم احتوائها على ألفاظ خارجة ومشاهد يراها البعض مصطنعة.

سخرية رامز

سخر الفنان رامز جلال على نحو صريح للغاية من ضيفي برنامجه "رامز بيلعب بالنار"، المذاع على قناة MBC Masr، وهما الفنانة سامية الطرابلسي والفنان علاء مرسي، قائلا إن "سامية نزلت على الوسط الفني من غير سابق إنذار".

رامز جلال طلب من فريقه أن "يكسروا أنف" سامية الطرابلسي في إشارة منه إلى أنها تمر بموقف صعب لا ينسى، كما سخر رامز من الهيئة الجسمانية لعلاء مرسي واصفاً إياه بأنه "يشبه علامة الاستفهام".

وأثارت تعليقات، مقدم "رامز بيلعب بالنار" حول زيادة وزن الفنانتين شيماء سيف ودينا ويزو، ووصفهما بأنهما "تجاوزا مرحلة التخن وداخلين على مرحلة الأفيال"، كما وصفهما بـ"برميلين طرشي"، موجة من الهجوم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقوم فكرة برنامج رامز جلال هذا العام، على استضافة بعض الفنانين وخداعهم بوجود حفل تكريم لهم في المغرب داخل برج عملاق، وأثناء التكريم يحدث انفجار في البرج يتسبب في حريق هائل، ويحاول الطاقم مساعدة الضيف على النجاه ويصعدون به إلى أعلى البرج وهناك يجدوا طائرة هليكوبتر لإنقاذهم.

عليش على نهج رامز

ويقدم الفنان خالد عليش، برنامج مقالب آخر يحمل اسم "ميني داعش"، ويتم عرضه على قناة "النهار"، وتدور فكرته حول استضافه صاحب حرفة ما، واستدراجه إلى المنزل، وحينها يكشفون له عن أنهم من جماعه داعش الإرهابية، ويطلبون منه الانضمام لهم، وإلا فمصيره التعذيب والقتل.

وهو ما انعكس بهجوم على البرنامج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أبرزت نقاط الانتقاد، كونه يحرض على العنف، ويحمل دعاية مجانية للتنظيم.

حلقة المواطن المصري الذي يعمل تاجر روبابيكيا، وخرج إلى لقمة عيشه، ليفاجأ بنفسه وسط تنظيم إرهابي، أثارت كثيرا من اللغط، والانتقاد اللاذع بعد حالة الترويع الذي ظهر على الشخص.

 

مطالب بالوقف

النائب أحمد بدوي، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجلس النواب، قال في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، إنه تقدم بطلب إلى لجنة الإعلام والثقافة، لوقف هذا النوع من البرامج التي يراها دعوة صريحة لنشر فكر تنظيم داعش.

وئام يوسف، كتبت مقالا، حول الأمر ذاته في جريدة السفير اللبنانية، تحت عنوان، "البرامج الكوميديّة على الفضائيّات المصريّة: ضحكٌ مدفوعُ الأجر". وقالت "كيفما قلّبت بين الفضائيات المصرية ستقع على برامج كوميدية، فهي وجهة المُلَّاك والمنتجين حديثاً، بعدما فشلت برامج الـ «توك شو» في جذب المشاهد إلى نقاشاتها العقيمة".

وتضيف وئام في مقالها، "ذلك الاتجاه ليس بغريب عن شعب اتخذ الضحك أسلوب حياة ونقش النكتة على جدران المعابد منذ آلاف السنين، لكن الغريب يكمن في درجة الانحدار التي وصلت إليها بعض تلك البرامج. فالفكرة سطحيَّة والأداء الزائف، بالرغم من أن بعض مقدمي تلك البرامج أسماء لمعت يوماً في عالم الكوميديا".

وتختتم مقالها بقولها، إن "البرامج الكوميديّة ضرورة ملحّة خصوصاً في زمننا الذي نعيش، حيث تفيض الشاشات بالدماء والدمار والكوارث الإنسانيّة، لكن القصد هو الكوميديا بمعناها الراقي حيث تقدم الترفيه مع القيمة المضافة. وعلى الفنانين أن يعوا هذه الفكرة خاصة أنهم أصحاب العبء الأكبر في رفع الوعي الشعبي وتوجيه الدفة نحو الأفضل".

واثار سوء تعامل برامج المقالب مع قضايا المرأة انتقادات عدة. وطالب الكاتب والناشر فتحي المزين، بضروة التصدي للإساءة للمرأة في الإعلام قائلا "كثير من الإعلانات والمسلسلات صورت المرأة كسلعة وامتلئت بالإيحاءات الجنسية ولابد أن نقول لا للصورة السلبية للمرأة في الإعلام لأن لها تأثير ملموس وخطير في الواقع".

وأعلن المجلس القومي للمرأة، عن إنشاء لجنة خاصة لمتابعة ورصد صورة المرأة في البرامج والإعلانات والدراما التي تذاع خلال شهر رمضان. 

 

تعليقات الفيسبوك