خبراء: تطوير الداخلية لنفسها.. أفضل حل لمواجهة الإرهاب

الأحد 11-12-2016 PM 06:16

أحد أقارب ضحايا الانفجار الذي وقع بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، 11 ديسمبر 2016 - صورة من رويترز

بالتزامن مع الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، استيقظ المصريون على انفجار جديد، داخل الكنيسة البطرسية، بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، راح ضحيته 25 شخصاً وأصيب العشرات.

وقال مصدر أمني إن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة شديدة الانفجار. وأضاف المصدر، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المعاينة المبدئية لخبراء المفرقعات والمعمل الجنائي تشير إلى أن العبوة كانت تحتوي على نحو 12 كيلو جراماً من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار.

وأثارت التصريحات السابقة تساؤلات عن كيفية دخول تلك القنبلة إلى الكنيسة رغم تشديدات أمنية تحظى بها الكاتدرائية، وأخرى ذاتية تحظى بها الكنيسة البطرسية.

 

آثار الانفجار الذي وقع بالكنيسة البطرسية بالعباسية، 11 ديسمبر 2016 - صورة من رويترز

الجميع شركاء في المسؤولية

ألقى محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مسؤولية الحادث على جميع مؤسسات الدولة، من أزهر وتربية وتعليم وإعلام، والذين كلفوا بتغيير منظومة الإجراءات الجنائية لتكون أسرع "ولم يفعلوا شيئًا.. وليست وزارة الداخلية المسؤولة، كما يُشاع".

وأضاف "الإرهاب له أسباب كثيرة، والجرائم الفكرية لا تواجه إلا بالفكر، فكيف تواجهها الداخلية"، مشيراً الى أن ما حدث كارثة يجب أن يصطف لمواجهتها المجتمع بأكمله.

وقال نور الدين إن أوامر القتل والتخريب تخرج من داخل السجون "من قادة الجماعة الإرهابية، ولذا نحتاج لتغيير منظومة التقاضي، لبطء تحظى به الإجراءات الجنائية ضد قيادات الاخوان، فلازالت الدولة إلى الآن تستشعر الحرج في إعدام من سفكوا دماء الضباط والمدنيين".

واعتبر أن "العقوبات وحدها هي من تستطيع ردع هؤلاء، ولابد من محاكمة عاجلة لكل من تسبب في هذه الجرائم".

وعن كيفية إدخال القنبلة إلى الكنيسة قال نور الدين، "إن ما حدث أشبه بما كنت أشاهده أثناء إشرافي على تأمين مطرانية الجيزة، من استياء الأقباط من تفتيشات الأمن لهم، فتم الاتفاق على أن توفد الكنيسة واحدا منها يعرف زوار الكنيسة من الأقباط بحيث لا يخضعون للإجراءات الأمنية فيما يخضع لها الغرباء عن الكنيسة".

حراسة خاصة

نفى مجدي بسيوني، مساعد وزير الداخلية السابق، وجود أمن بداخل الكنيسة البطرسية، وقال إن الكنيسة مثلها مثل البنوك يجب عليها توفير أمن ذاتي وحراسة خاصة بها، من بوابات إلكترونية وأفراد أمن، "فالشرطة المصرية متخمة وتتحمل الكثير، وإذا كنا سنحمي الكنائس فلماذا لا نحمي المساجد أيضاً".

وقال بسيوني إن الإرهاب أتى إلى القاهرة من سيناء، نتيجة للتضييق الأمني هناك، "ولأن هذا هو عقر الحكومة من خلالها يستطيع الإرهاب إثبات قوته، هكذا يظن ولكنهم فشلة، فالأمر يختلف عنه إذا ما كانت العمليات الإرهابية مواجهة بالسلاح".

أفراد من القوات الخاصة تؤمن محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد انفجار داخل الكنيسة البطرسية، 11 ديسمبر 2016- رويترز

التطوير هو الحل

قال محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة، إن تطوير المنظومة الأمنية لأساليبها هو الحل لمواجهة الأزمة التي تواجهها مصر حالياً، "فلازلنا نتعامل بالأساليب التقليدية التي كنا نتعامل بها لسنوات وسنوات، من التعامل مع الجريمة بعد وقوعها".

وأضاف "الأمر يتكرر لأننا لم نضع وسائل وقائية لمثل هذه الجرائم، نعم الإرهاب أعمى ويحدث في كل دول العالم، لكننا في مصر لم نطور أدواتنا بالشكل الذي يؤهلنا لمواجهته".

وعلَّق كبيش على من يتهمون من في السجون من قيادات الإخوان بتفجيرات اليوم بقوله، إن هذه أقوال مرسلة لا علاقة لها بالأحداث، "جميع من يقومون بالعمليات الارهابية موجودون بالسجن"، مشيراً الى أن التمهل في المحاكمات مطلوب.

وتوقع كبيش أن يكون المتسبب في الأعمال الإرهابية تنظيمات دولية مسلحة لها رؤوس داخل مصر، وليس بالضرورة أن تكون ممن بالسجون.

وأكد كبيش على ضرورة تطوير المنظومة الأمنية لنفسها من حيث التدريبات، "فالحراسة لديهم لا تخرج عن توفير كمائن، وهو نفس الإسلوب الذي نتعامل به منذ عشرات السنين".

وقال أشرف أمين الخبير الأمني، إن كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، عليها حراسة مشددة، وهناك أيضاً أمن داخلي ذاتي "لا أعفيه من المسؤولية".

واتهم أشرف أمين مخابرات دول بعينها معادية لمصر مثل تركيا بعمل مثل هذه الجرائم، لكونها ترتيبات دقيقة لا تخرج عن أفراد، بهدف ضرب السياحة والاقتصاد المصري.

تعليقات الفيسبوك