الكوميديا السوداء - خناقة الصحة والأطباء..ولا عزاء للمرضى

الجمعة 18-11-2016 PM 10:01

مواطنة ترقد على سرير في مستشفى بصعيد مصر، بعد إصابتها في حادث تحطم قطار ببني سويف، فبراير 2016- رويترز

إذا دب الخلاف واندلع الشجار بين الأطباء ومسؤولي وزارة الصحة، فكيف سيكون إحساس مرضى ممددين على مناضد العمليات أو أسرّة المستشفيات؟

"لدينا تعليمات شفوية بأن نستخدم نصف المستلزمات الطبية"، نص رسالة وصلت وكيلة نقابة الأطباء منى مينا على هاتفها المحمول، من طبيب عاد توا من امتحان الماجستير ليفاجأ بهذه التعليمات في مستشفاه.

الرسالة التي تحدثت عنها مينا في مداخلة هاتفية -ضمن برنامج تلفزيوني- اشعلت فتيل حرب جديدة بين النقابة التي تمثلها الطبيبة، ووزارة الصحة، وأطراف أخرى دخلت على الخط.

في الفيديو السابق قالت وكيلة نقابة الأطباء -توضيحا للرسالة الهاتفية- إن "المريض الذي يستهلك جهازي تعليق محاليل في اليوم، الطبيب (في ذلك المستشفى) مُطالب بتعليق جهاز واحد له على مدار الأربعة وعشرين ساعة، وإذا كان يستخدم سرنجتين (حقنتين)، لا، غطي (تقصد الطبيب) السرنجة واستخدمها ثانية".

مينا أكدت مرارا أن تصريحها -الذي انتشر كما النار في الهشيم- يخص مستشفى واحدا، وتحدثت خلال المداخلة ذاتها عن رسالة استغاثة ثانية جاءت النقابة بشكل رسمي وأصدرت بيانا بشأنها.

رسالة الاستغاثة الثانية جاء مضمونها، بحسب المسؤولة في النقابة المنوط بها رصد الانتهاكات والمخالفات في مجال عمل أعضائها، بأن مستشفيات طب جامعة أسيوط أغلقت الباب أمام الحالات "الباردة" (غير الطارئة) لتوفير المستلزمات الطبية لصالح الحالات الطارئة التي ترد إليها.

ورغم أن التصريح الأخير يتسق مع أخبار تداولتها وسائل إعلام مصرية تتحدث عن نقص بعض الأدوية خاصة بعد قرار الحكومة تعويم الجنيه، أعلنت وزارة الصحة، وجامعة القاهرة، ومسؤولون في مستشفيات أسيوط وحتى نقيبة التمريض وغيرهم الحرب على مينا، لتصريحاتها.

تصريحات وصفها معارضو مينا بالكاذبة والمُسيئة لسمعة البلاد وبأنها تصفية حسابات، فيما ذهب البعض الآخر إلى وصف الطبيبة بأنها لا تختلف عن جماعة الإخوان المسلمين، ولا مجال لبيان سبب هذا التشبيه.

* أين المريض؟

بين زخم من التصريحات من مينا وأنصارها من جانب ومعارضيها من جانب آخر، تظهر حقيقة مؤكدة وهي أن أحوال المرضى في مستشفيات مصر لا تحتاج لمزيد من المواجهات.

بل ما يحتاجونه أن يتلقوا  العلاج المناسب، وهو على ما يبدو أمنية صعبة المنال، في ضوء الأرقام التالية:

- يتجاوز عدد سكان مصر 90 مليون مواطن

- يعيش 25 مليون مصري تحت خط الفقر، بدخل يومي 16 جنيها.

- حصلت مصر على تصنيف عالمي متاخر في تحقيق المتطلبات الأساسية (من صحة وتعليم أساسي) لمواطنيها، حيث جاءت في المرتبة 96 بين 140 دولة.

- تنفق مصر 48 مليار جنيه على قطاع الصحة، تخصص منهم 7 مليارات للأدوية والسلع الطبية والخدمات.

تعليقات الفيسبوك