الكوميديا السوداء.. قلوب الجماهير لا تكفيها النوايا الطيبة للرئيس

الأربعاء 26-10-2016 PM 08:04

الرئيس السيسي خلال افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع "تحيا مصر" الإسكاني، 30 مايو 2016- رويترز

"أنا واحد منكم.. والله العظيم قعدت 10 سنين تلاجتي كان فيها ميه بس ومحدش سمع صوتي"

"لو الفكة جنيه و90 قرش.. لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي"

"والله العظيم لو ينفع اتباع لأتباع علشان نعمل للناس ما يليق بهم"

تصريحات ارتجالية للرئيس عبد الفتاح السيسي -الذي يفضل التحدث دون اللجوء لنص مكتوب في مختلف لقاءاته- أثارت انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي مما يطرح تساؤلا عريضا: أين الجهاز الإعلامي لرئيس مصر؟

ورئيس الدولة كأي سياسي –من المفترض- أن لديه فريقا من المستشارين الإعلاميين، لهم رأي في كيفية ظهوره أمام الكاميرات وتوقيته وماذا يقول وكيف يقوله، بما يخدم سياساته ويدعم مكانته في قلوب الجماهير.

ومع كل تصريح أصدره السيسي بعفوية، ثارت زوبعة من الانتقادات، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ساحة تعبير لقطاع كبير من الشباب المصري، الأمر الذي دفع صحفيين لدعوة السيسي للتوقف عن الارتجال.

رئيس تحرير صحيفة الشروق عماد الدين حسين، كتب في مقال "لو كنت مكان السيسي لتوقفت فورا عن الارتجال خلال الخطابات والتصريحات والحوارات والمقابلات الإعلامية، والسبب أن ضررها صار أكبر من نفعها".

وأضاف الكاتب في المقال الذي أتى بعنوان "القضية ليست الارتجال، بل السياسات"، "أُدرك تماما نوايا الرئيس الطيبة.. لكن في السياسة وشؤون الحكم، النوايا الطيبة وحدها لا تفيد".

وتابع حسين أن "من الواضح تماما أن بعض العبارات والمصطلحات والكلمات والدعوات التي يستخدمها الرئيس في حواراته وخطاباته، صارت تُستخدم سلاحا ضده بشكل لا يخطر على بال".

دعوة الكاتب الصحفي لم يكن لها صدى على ما يبدو، فجاءت أحدث تصريحات السيسي المثيرة للجدل أمس الثلاثاء، خلال لقائه بمجموعة من الشباب في ندوة بعنوان "أزمة سعر الصرف" على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ.

قال الرئيس "أنا واحد من المصريين"، وأقسمَ بأنه قضى 10 سنوات وثلاجته ليس فيها سوى الماء. تصريح كان مادة خصبة للتندر من جانب منتقدي السيسي.

واحتل وسم #ثلاجة_السيسي المرتبة الثالثة في الرواج على مستوى العالم على موقع تويتر صباح الأربعاء.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد واردا غض الطرف عنها خاصة بعدما ثبت دورها المحوري في تنظيم وتحريك المتظاهرين أثناء احتجاجات الربيع العربي.

وباتت التعليقات وغيرها من المادة المنشورة على تلك المواقع تكتسب أهمية متزايدة بسبب نفاذها إلى مختلف أنحاء العالم.

وهذا الوضع يطرح بجدية التساؤل عن دور الجهاز الإعلامي للرئيس ومدى فعاليته في رسم صورة إيجابية عن أرفع مسؤول في البلاد لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي وباقي الشعب.

 

تعليقات الفيسبوك