بالصور- كيف حولت فنلندا القمامة إلى ذهب؟

الأربعاء 02-11-2016 PM 03:52

صف من سلال القمامة - مدينة تامبيري بفنلندا- أكتوبر 2016، تصوير: مروة صابر- أصوات مصرية

تصوير مروة صابر

-"يحصل المواطن الفنلندي على تخفيض على الضرائب، مقابل فرزه لمخلفاته"

في الوقت الذي نصحت مؤسسة التمويل الدولية مصر، باستخدام المخلفات كوقود بديل لتوفير تكاليف الوقود التقليدي، والحد من الأضرار الصحية والبيئية، هناك على بعد كيلومترات قليلة من القطب الشمالي، بلدٌ يربح مليارات اليورو من القمامة.. إنه فنلندا.

وفي فنلندا البالغ تعداد سكانه 5 ملايين ونصف المليون، تحولت القمامة بمختلف أنواعها وأشكالها: زجاج، وبقايا الطعام، وأحشاء الحيوانات، ومخلفات الغابة (أوراق الشجر المتساقط، ونشارة الخشب، وخلافه)، حتى النفايات الصلبة وفضلات الإنسان وروث الحيوان وغيره، إلى مصدر رئيسي للاقتصاد الفنلندي. السؤال هنا: كيف ذلك؟.

للإجابة على السؤال السابق، زارت أصوات مصرية -بالتنسيق مع وزارة الخارجية الفنلندية- شركة وست إنرجي (Westenergy)، في مدينة فآسا على الساحل الغربي للبلد الأوروبي.

ريينا كيفيكانجاس، المسؤولة الإعلامية لشركة وست إنرجي

وست إنرجي هي واحدة من مئات الشركات التي تعمل في قطاع الطاقة النظيفة في فنلندا، إذ تنتج الكهرباء من 185 ألف طن قمامة، تأتيها سنويا من 400 ألف مواطن يحرص كل منهم على جمع وفرز القمامة، بالإضافة لمخلفات زراعية وبقايا أعمال النجارة، فضلا عن مخلفات صناعة الجلود والصناعات الغذائية.

حاوية قمامة في أحد شوارع مدينة تامبيري، كتب عليها أنها تسع 720 كيلوجرام من المخلفات البيولوجية (مثل بقايا الطعام)

ولكي يحرص المواطن على فرز القمامة "لابد أن يكون مستفيدا، فيحصل المواطن الفنلندي على تخفيض على الضرائب مقابل فرزه لمخلفاته" تقول ريينا كيفيكانجاس، المسؤولة الإعلامية للشركة، وهو ما قد يبرر سبب فشل مبادرة "فصل القمامة من المنبع" التي أطلقتها الحكومة المصرية عام 2014.

بقايا الطعام تستخدم في انتاج الطاقة في فنلندا، مطعم جامعة توت بمدينة تامبيري

القمامة إلى الطاقة

 

في الصورة السابقة رسم مُصغر لمحطة الكهرباء التابعة لشركة وست إنرجي، يجيب بالخطوات عن سؤال: كيف تتحول القمامة إلى كهرباء؟

1-    تحصل المحطة يوميا على القمامة التي تنقلها شاحنات تابعة للشركة.

2-    توضع المخلفات في مستودع تحت الأرض، محكم الإغلاق، ومحاط بزجاج عازل يحول دون خروج أي بكتيريا.

3-   وتتولى الرافعة الإلكترونية، نقل القمامة من المستودع إلى محرقة تصل درجة حرارتها إلى 1000 درجة سيليزية، كما في الفيديو التالي:

4-    ومن المحرقة يُقاد الدخان المنبعث عن حرق القمامة إلى غلاية بها مياه وتتبخر.

5-    ومن ثم يُوجَه بخار الماء الساخن (تزيد درجة حرارته عن 400 درجة سيليزية) من الغلاية إلى توربين (محرك) الذي بدوره يشغل المُولد الكهربي لإنتاج الكهرباء.

6-    ومن التوربين يتوجه البخار الساخن إلى وحدة التبديل الحراري، حيث يستخدم في تسخين مياه المنازل بالمنطقة.

مدخنة لمصنع يحول النفايات إلى كهرباء، في العاصمة الفنلندية هلسنكي

بيئة نظيفة

وباعتبارها تكنولوجيا نظيفة فلا يتوقف عملها عند توليد الطاقة، بل يمتد حتى التعامل الصحي مع الرماد المتبقي من عملية الحرق.

7-    فور الانتهاء من مرحلة غلي الماء، يتم معالجة الغازات المنبعثة عن عملية حرق القمامة.

تقول الشركة إن "99 بالمئة من الغازات الملوثة يتم إزالتها في مرحلة المعالجة".

وفي مرحلة المعالجة تمر الغازات المُلوثِة على غبار مكون من الجير والكربون النشط فتلتصق فيه، وتمر على عدد من الفلاتر (مصافٍ) قماشية، ومن ثم تُجمع في صومعة لمزيد من المعالجة.

8-    يخرج الغاز النظيف (أغلبه بخار ماء) من المدخنة بعد مروره على كاتم للصوت حتى لا يتسبب بتلوث سمعي.

بقي شيء واحد، ماذا عن المواد التي لم تحرق جيدا؟، وماذا عن الرماد؟.

تقول ريينا، المسؤولة الإعلامية للشركة، إن المواد التي لا تحرق جيدا وغالبا ماتكون معدنية كما في الصورة التالية، يتم تنظيفها من المواد الكيميائية وتأخذها شركة ثانية تعمل على الاستفادة منها في أساسات المباني.

عينة من البقايا الصلبة التي لم تحترق

أما عن الرماد، فهناك شركة ثالثة تتعاون معها وست إنرجي تستفيد من الرماد في انتاج الأسمدة الزراعية.

وحدة التحكم في الشركة

أرقام

تكلفتْ شركة وست إنرجي، حوالى 135 مليون يورو، تكلفة هذه التكنولوجيا.

وتلك التكنولوجيا هي انتاج شركات فنلندية، استفادت من الأبحاث العلمية لجامعات فنلندية، مثل جامعة تامبيري للتكنولوجيا.

ومقابل 185 ألف طن من القمامة في العام، تغطي محطة وست إنرجي احتياجات 7 آلاف بيت من الكهرباء.

العمل في المحطة، يدار إلكترونيا، ويقتصر دور اليد البشرية على متابعة عمل المحطة والتأكد من السلامة والأمان.

تعليقات الفيسبوك