مواطنون: حكومتنا لا تحركها السيول

الإثنين 31-10-2016 PM 05:27

سيول رأس غارب - أصوات مصرية

* "الشعب والجيش إيد واحدة" في مواجهة السيول.. والحكومة "محلك سر"

أثقلت تداعيات السيول كاهل الأهالي في محافظات جنوب وشمال مصر الأيام الماضية، وأخرجت آلافا منهم، من دائرة الإنتاج والاستغناء إلى دائرة الحاجة وانتظار الغوث، وأصبح الضحايا في أكثر من ثلاث محافظات على رأسها جنوب سيناء، والبحر الأحمر، وسوهاج يعيشون حالة استثنائية فقدوا خلالها منازلهم وممتلكاتهم.

ولم تستطع الدولة الاستعداد قبل وقوع الكارثة، على الرغم من تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من موجة سيول قادمة منذ الأربعاء الماضي.

استطلعت "أصوات مصرية" آراء مواطنين في أكثر المناطق تضرراً وهي رأس غارب والصوامعة ودهب، ورغم مرور أربعة أيام تقريباً على السيول إلا أن معاناتهم مستمرة.

وأعلنت القوات المسلحة تواجدها بالمناطق المنكوبة، لتقديم الدعم اللازم لرفع الآثار الناجمة عن السيول وتقديم الرعاية الكاملة للمتضررين، كذلك شُكِلَتْ حملات شعبية لإغاثة تلك المناطق بجانب الدعم الذي قدمته منظمات المجتمع المدني.

وكانت الحكومة قد أعلنت السبت الماضي، تخصيص 50 مليون جنيه لتعويض المتضررين، بالإضافة إلى 50 مليون جنيه لاستعادة كفاءة البنية الأساسية بشكل عاجل في المناطق المتضررة من السيول.

وارتفع عدد ضحايا السيول جراء هطول المياه إلى 22 قتيلا و72 جريحا على الأقل.

وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي أن عدد المنازل المنكوبة برأس غارب وصل إلى 203 منازل، وفي محافظة أسيوط 650 منزلا.

* محافظة سوهاج

القصة يرويها فرغلي عبد الراضي من قرية "الصوامعة" في محافظة سوهاج لأصوات مصرية، فيقول إن "الأمطار الغزيرة استمرت ساعات وغطت الطوابق الأرضية للمنازل، وجرفت أمامها كل ما واجهته في الشوارع من سيارات وأعمدة إنارة، حتى تحولت القرية لبحيرات عائمة. وتم إرسال استغاثات لكافة المسؤولين بالدولة، خاصةً أن القرية أصيبت بالشلل التام وغرقت العديد من المنازل غرقاً تاماً دون مساعدة حكومية تذكر إلا بعد يومين من بدء السيول.

وتقع قرية الصوامعة شرق مركز أخميم محافظة سوهاج، وتعد من قرى الصعيد الأكثر فقرا.

ويضيف عبد الراضي أن مساعدات المجتمع المدني والقوات المسلحة أتت بعد يومين من الكارثة، وأن معدات الحكومة متهالكة ولا تستطيع التعامل مع السيول، مشيراً إلى أن المساندات لا تصل إلى جميع المنكوبين، حيث تقتصر على الشوارع الرئيسية، فيما يوجد العديد من الأماكن التي لا تستطيع الوصول إليها حيث يصل الطمي إلى مترين ونصف المتر.

* رأس غارب

 وعن أكثر المناطق تضرراً، يقول وحيد فاروق عامل بقطاع البترول بمدينة رأس غارب إن "وفدا مكونا من ممثلين من مجلس الوزراء ومحافظة البحر الأحمر ووزارة التضامن الاجتماعي ومجلس المدينة زار المناطق المنكوبة جراء السيول".

ويضيف فاروق أن المناطق المنكوبة جراء السيول تنتظر سيارات شفط المياه وتدبير سكن مؤقت لأصحاب المنازل الغارقة والمتهدمة، وأن القوات المسلحة قامت بتوزيع المواد الغذائية على المنكوبين من أهل القرية نتيجة عدم تمكنهم من توفير احتياجاتهم في ظل الأزمة، كذلك قامت القوات المسلحة بتوزيع كراتين للأسرة الواحدة تحتوي على مواد تموينية.

مواد غذائية يوزعها الجيش المصري

ويقول فاروق إن المنازل التي تخضع للترميم يتم اختيارها من بين منازل الأسر الأكثر احتياجاً، والتي شيدت منازلهم من الطين أو الطوب اللبن وهي تقع على أطراف مدينة رأس غارب.

ويؤكد فاروق على أن فرق الإنقاذ بدأت تعمل من اليوم وجاءت متأخرة لكون أزمة السيول بدأت من نهاية الأسبوع الماضي.

ويضيف فاروق أن فرق الإنقاذ قامت بإقامة مخيمات للمتضررين بمقر جمعية الرحمة الخيرية المتواجدة بالمدينة، وأن منكوبي رأس غارب من الأهالي في احتياج لبطاطين، موضحا أن البطاطين التي وزعتها الجهات الخيرية كان توزيعها بواقع بطانية لكل أسرة وهذا لا يكفي، لكون أقل أسرة بها عدد 5 أفراد، مضيفاً  "لا يوجد توزيع أدوية وهو ما يحتاجه المتضررون حاليا من السيول".

* جنوب سيناء

جنوب سيناء ليست بأفضل حالاً من غيرها. علي محمد عايش صاحب شركة بدوينا للسياحة وفندق ميراج بدهب بمحافظة جنوب سيناء- يقول إن "السيول هذا العام هي الطبيعية لكل سنة، ولكن مع تكرار الأزمة كل عام، مناطق الضرر تزداد ولا تتعلم الجهات المعنية من أخطائها تنتظر الكارثة ثم تبحث عن العلاج". ويضيف عايش أن محافظة جنوب سيناء بها مخرات للسيول، لكن تم تنفيذها بشكل لا يستوعب الكميات الكبيرة من مياه السيل وذلك لضيق ممراتها.

ويضيف أن ضيق ممرات السيول يجعل المياه تتجمع بالقرب من منطقة سانت كاترين ثم تهدد الوديان التي يقطن بها البدو بالغرق. ويشير عايش إلى أن وزارة الري تقوم بتنفيذ سدود وأغطيتها من البلاستيك لا تتحمل أشعة الشمس طويلا وتتآكل. ويؤكد عايش على أن الخسائر جراء السيول تكون انقطاع التيار الكهربائي وسقوط أعمدة في عدد من المناطق وطالت شرم الشيخ ودهب. ويقول عايش إنه يوجد تخوف من تكرار أزمة السيول وتكون الخسائر أكبر في المرات القادمة ما يؤثر على محافظة جنوب سيناء ككل وعلى السياحة بشرم الشيخ.

* حملات إغاثة

انتفض بعض شباب "فيس بوك" وغيرهم لإغاثة المناطق المنكوبة، من خلال تنظيم حملة شعبية لجمع تبرعات عينية "بطاطين وأدوية"، جاءت تحت مسمى "الحملة الشعبية لدعم رأس غارب".

ويقول محمد فوزي المتحدث الإعلامي للحملة "نجمع كل ما يساهم في مساندة المناطق المنكوبة، ولا نتبع أي مؤسسة، والحملة متواجدة بمحافظات عدة، الإسكندرية وأسيوط وقنا والمنيا والمنصورة والأقصر وأسوان وشرم الشيخ وفي القاهرة".

وقال فوزي إن التبرعات تشمل أدوية مضادة للبرد والسعال والسخونية، وأمصال للثعابين والعقارب لمكافحة الحيوانات الزاحفة المتسربة من الجبال، إضافة الى المعلبات.

وأشار المتحدث الإعلامي إلى أن كثيرا من المنازل تم تدميرها، وبلغ ارتفاع مياه السيل بالمناطق المنكوبة مترين ونصف، وكانت سرعة المياه ثلاثين كيلو متراً في الساعة، ما تسبب في قطع الخدمات عن الأهالي كالكهرباء.

تعليقات الفيسبوك