سامية الأتربي.. إعلامية أرستقراطية الأصل شعبية الهوى

الثلاثاء 28-06-2016 PM 01:55

الإعلامية سامية الإتربي

كانت أول مقدمة برامج ترتاد المقاهي باحثة بعناية وشغف في قلب الشخصية المصرية من خلال برنامجها الشهير "حكاوي القهاوي" الذي ارتبط به الملايين من الناس.

واحتفظت الإعلامية سامية الإتربي مقدمة "حكاوي القهاوي" بإطلالة بسيطة ومميزة لها، فاختارت ارتداء الجلباب المصري مقتربة أكثر من حياة البسطاء، متمسكة بهويتها المصرية والعربية.

ولدت سامية الإتربي في 1942، وقدمت العديد من البرامج في التلفزيون المصري، منها برامج دنيا الثقافة، دائرة المعارف، المسرح العالمي، آدم وحواء، شخصيات سينمائية، أم الخير، والسندباد البحري.

كان "حكاوي القهاوي" الأبرز والأشهر في مسيرتها الإعلامية، فرأينا من خلاله مصر أخرى خارج حدود القاهرة، فسافرت الإتربي قرى ونجوع مصر متخلية عن أرستقراطيتها، مقتربة أكثر من الطبقات الشعبية البسيطة التي تحكي تاريخ عن مصر بشكل تلقائي.

ويقول الناقد الفني، أسامة عبد الفتاح، "سامية الإتربي كانت فاكهة التليفزيون المصري، كان برنامجها ليه طعم ونكهة مختلفة عن كل البرامج اللي بتتقدم في التليفزيون".

ويضيف "سامية الإتربي ويحيي تادرس معد ومخرج البرنامج قدروا يقربوا أكتر من الشخصية المصرية ويلفتوا الأنظار للبرنامج ويرصدوا حاجات بتعدي على أي حد فينا".

ويرى عبد الفتاح أن سامية الإتربي على مستوى الشكل والزي استطاعت أن تحتفظ بالهوية المصرية بارتدائها الجلباب والحلي المصرية، مشيرا إلى بحثها المستمر عن الزي التراثي الذي يذكر المصريين بتاريخهم.

وتنتمي سامية الإتربي لعائلة إعلامية فشقيقتها الكبرى هي سهير الإتربي رئيس التليفزيون الأسبق وشقيقتها الأصغر هي المذيعة عزة الإتربى نائب رئيس التليفزيون الأسبق ولديها من الأبناء حسام الجمال والمذيعة رشا الجمال.

من تتر برنامج "حكاوي القهاوي"

وتقول المذيعة رشا الجمال، ابنة سامية الإتربي، "رغم نجاحاتها المتواصلة فهي كانت ست بيت من الطراز الأول، فكانت تحرص على إعداد الولائم في أعياد الميلاد، كما كانت تهتم بكافة تفاصيل حياتنا".

وتضيف "كانت عاشقة للقراءة وشغوفة بكل ما يتعلق بالتراث المصري، وكانت محبة للحياة فاكتسبت منها هذه الصفات".

وتابعت "امتلكت والدتي رؤية خاصة فكان لها بعُد نظر وكل آرائها صائبة ولكني لم أدرك معني تلك الأمور إلا بعد رحيلها".

ويرى الكاتب الصحفي سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن سامية الإتربي قدمت صورة مختلفة للمذيعة في ذلك الوقت في برنامج يتناول العادات والتقاليد، وكانت سباقة في ضوء الإمكانيات المتاحة في التليفزيون.

وأوضح محمود أن أسلوبها وأسئلتها كان بها شىء من الفطرة ما جعلها قريبة من المشاهدين، قائلا "لم يكن لديها أسلوب استعلاء على المواطن فكانت جزءا أصيلا من الشخصية المصرية".

الإعلامية سامية الإتربي

وأكد محمود أن الصورة التي أطلت بها على المشاهدين كانت أقرب للطبقة الوسطى مما سهل مهمتها في التواصل مع الطبقات الشعبية رغم ارستقراطيتها.

وأشار رئيس تحرير القاهرة إلى أن برنامج حكاوي القهاوي كان حالة مختلفة اجتمعت فيها كل العناصر من إعداد وإخراج ليحيى تادرس وموسيقى معاصرة حملت موتيفات وجمل شعبية ليحيى خليل، إلى حضور قوي لمقدمة البرنامج.

خاضت سامية الإتربي معركة طويلة مع مرض السرطان دامت قبل وفاتها لمدة 18 عاما، فكان لديها إرادة قوية استطاعت من خلالها تحدي المرض وممارسة حياتها بشكل طبيعي طوال فترة المرض، فلم تترك أي وسيلة للعلاج بداية من الأدوية الغربية حتى الوصفات الشعبية.

وفي هدوء رحلت سامية الإتربي أرستقراطية الأصل شعبية الهوى حيث توفيت يوم الجمعة 12 يناير 2007.

تعليقات الفيسبوك