بجاتو.. صوت الثورة على النمطية

الخميس 23-06-2016 PM 01:08

المطرب صلاح بجاتو يغني في مركز الربع الثقافي - أصوات مصرية

"ولا تعترضنا في الأمورِ فكلِ مَنْ أردناه، أحببناه حتى أحبنا، ينادى له في الكون إنا نحبه، فيسمع مَنْ في الكون أمر مُحبنا"،  بصوتٍ عذبٍ رخيم، ولغةٍ عربيةٍ رصينة، مع مظهر غير تقليدي، وقف أمام العشرات من الشباب وكبار السن يُطربهم بتلك الكلمات لإحدى روائع الشعر الصوفي (قصيدة أطع أمرنا).

صلاح بجاتو، شابٌ مصري من حي المَنيل، لم يتجاوز عمره الثلاثة وعشرين عاما، وُلد لعائلة موسيقية استقى منها قواعد الغناء الشرقي وثقافة الموسيقى الغربية.

المطرب صلاح بجاتو - صورة من صفحته الشخصية على فيس بوك
 

* انطلاقة ثورية

بجاتو نجل مُلحِنة أغاني الأطفال إيمان صلاح الدين، وعازف الجيتار أحمد فارس، بدأ الغناء في سن الرابعة، لكن أول ألبوماته (قواعد العشق للسائرين) صدر رمضان الماضي.

الألبوم الذي ضم أغاني شِعرية عُرضت ضمن برنامج رمضاني على إحدى الفضائيات المصرية، أحدث حالة من الجدل تسببت فيها التوليفة الجديدة التي اعتمدها المطرب الشاب في ظهوره الأول، قوامها صوت حُلو، ولغة عربية صحيحة، وشكل عصري شبابي.

مُلتح، بقَصة شَعر ذيل الحصان، ويغني قصائد صوفية، مزيجُ يراه البعضُ غريبا، لكنه وسيلة بجاتو للثورة على الصور النمطية، فيقول "لستُ شيخاً، ولا متصوفاً، أحب المزيكا بكل أشكالها، وأريد تغييرَ ثقافة الحُكم على الآخرين وفق مظهرهم".

* لغة مؤثرة

يتابعُ المطربَ الصاعد بضعةُ آلاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ويحضرُ حفلاته -التي يحييها بين الحين والآخر بأسعار لا تتجاوز خمسين جنيهاً للتذكرة- جمهور من الشباب وكبار السن جمعهم صوته ولونه الفني الفريد.

"لون مختلف عن المنتشر في السوق؛ مزيكا حلوة، كلمات راقية وصوت شبابي ممتع" لهذه الأسباب حضر عادل فتحي، الطالب في كلية الإعلام، حفل بجاتو  الأخير في مركز الربع الثقافي في شارع المعز.

ورغم أن أغاني بجاتو تحمل كلمات غير متداولة بين أوساط الشباب، يرى فتحي (25 عاما) أنها فرصة جيدة لتغذية قاموسه اللغوي بكلمات جديدة.

أما هاجر أحمد (22 سنة) فأتت الحفل نفسه؛ لتستمتع بطريقة غناء وصفتها بغير المألوفة.

هاجر أحمد من جمهور بجاتو - أصوات مصرية

ومن بين حاضري الحفل جلست إيمان صلاح الدين، تستمعُ لنجلها يصدح "أهل المحبة بالمحبوب قد شغلوا، وفي محبته أرواحهم بذلوا، وخربوا كل ما يفنى وقد عَمروا، ما كان يبقى فيا حُسن الذي عملوا".

وتقول -بنبرة ممزوجة بالسعادة والفخر- "استمتعُ حين يغني بالفصحى، وحتى حين يغني لمطربين آخرين؛ لأن صوته رخيم ومثقف، يستطيع أن يضع قراءته الخاصة لأي أغنية".

الملحنة إيمان صلاح والدة بجاتو - أصوات مصرية

* صوت مثل الشمس

بجاتو، الذي شارك في كورال وخلفية العديد من الأعمال الغنائية لمطربين مصريين وعرب قبل عامين، يتمنى أن تشهد السنوات القادمة وصول صوته للجميع. ويقول "الموهبة رزق كما الشمس رزق من رب العالمين، الشمس تشرق على بيت الملك وبيت الغفير وتدخل من أي خرم إبرة، أنا نفسي صوتي يبقى زي الشمس ويوصل لكل مكان".

جانب من الحاضرين لحفل بجاتو الغنائي - أصوات مصرية

تعليقات الفيسبوك