لجنة حماية الصحفيين: المواجهة بين الصحفيين والسلطة قد تكون نقطة تحول

الجمعة 06-05-2016 PM 12:41

مئات يحتشدون أمام نقابة الصحفيين قبل انعقاد اجتماع طارئ للجمعية العمومية. 4 مايو 2016. أصوات مصرية

قال مسؤول باللجنة الدولية لحماية الصحفيين إن المواجهة بين الصحفيين والسلطة في مصر يمكن أن تكون نقطة تحول في المعركة لأجل السيطرة على الإعلام التي اندلعت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المنصب.

وأضاف شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة في تدوينة نشرها بموقعها على الإنترنت أن آلاف الصحفيين استجابوا لدعوة زعماء النقابة لاجتماع طاريء للجمعية العمومية في مقر النقابة في وسط القاهرة في مظهر نادر للوحدة رغم المخاطرة الشخصية في مواجهة المضايقة القانوني والاعتداء البدني.

وعقد الاجتماع لبحث الرد على ما قالت النقابة إنه اقتحام لمقرها لم يسبق له مثيل من جانب أفراد من وزارة الداخلية والقبض على صحفيين اثنين من داخله.

وأضاف استنادا إلى تقارير صحفية ولقطات فيديو على موقع يوتيوب أن الشرطة حاصرت المبنى وتابعت في حين كان مؤيدون للحكومة يلقون الحجارة على صحفيين ويشتمونهم ويهددونهم بهتافات منها "ادبح يا سيسي".

وطالب الصحفيون بإقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، وبتقديم الرئاسة اعتذار رسمي عن اقتحام مقر النقابة، وبالإفراج عن جميع الصحفيين المحتجزين.

وقالت وزارة الداخلية ردا على اتهامات نقابة الصحفيين إن إلقاء القبض على الصحفيين داخل مبنى النقابة يوم الأحد الماضي جاء تنفيذ القرارمن النيابة العامة ‏بضبطهما بتهم منها التحريض على التظاهر وترويج الشائعات، لكنها نفت اقتحام المبنى أو ‏استخدام القوة. ‏

ونقل منصور عن الصحفي ومقدم البرامج إبراهيم عيسى- الذي وصفه بأنه كان داعما قويا للسيسي حتى وقت قريب-  قوله "إنها نقطة تحول.. إنها قد تأخذنا إلى عصور مظلمة.. إلى الديكتاتورية".

ووصفت حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين، في تصريح للجنة حماية الصحفيين، احتشاد الصحفيين يوم الأربعاء بـ"المشهد الرائع" وقالت "لم يكن هناك أي تحيز سياسي أو انتماءات. الكل حضروا بروح التوحد والإصرار على رفع سقف مطالبنا من أجل ضمانلاصون كرامتنا."

وقال منصور إن استياء الصحفيين من السيسي يمثل استياء شعبيا أوسع من السيسي وخيبة أمل لدى النخبة السياسية في مصر، في أعقاب التصريحات الأخيرة للسيسي التي حث فيها المصريين على عدم الاستماع إلى أحد غيره فيما يتعلق بأوضاع البلاد.

كان السيسي قال في فبراير الماضي، في كلمة وجهها للمصريين أثناء تدشين رؤية "التنمية الاستراتيجية بمصر 2030"،"ما تسمعوش كلام حد غيري.. أنا راجل لا باكدب ولا بألف وأدور.. وماليش مصلحة غير بلدي وبس".

وقال منصور إن اقتحام نقابة الصحفيين يوم الأحد الماضي هو مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من التحركات لفرض الرقابة وترهيب واعتقال الصحفيين المصريين. وأشار إلى أن أحدث التقارير السنوية للجنة أظهر أن مصر هي ثاني أسوأ دولة في العالم –بعد الصين- فيما يتعلق بسجن الصحفيين.

ونقل عن الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف الذي يعيش في الولايات المتحدة قوله "نحن نعيش داخل صفحات رواية أشبه بكابوس من تأليف جورج أورويل. لكنها حتى ليست مكتوبة بإتقان".

وقال منصور إن صحيفة الأهرام الحكومية انتقدت الحكومة - في خطوة نادرة الحدوث- في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي قائلة "لقد علمتنا التجارب التى لم تدركها أجهزة الأمن للأسف، أن الشعب هو الذى يختار مصيره بإرادته وليس القيادات، وإذا هب هذا الشعب لنيل حريته لا يوقفه أحد ولا أعتى متاريس الأمن وسلاحه."

وأشار إلى أن موقف الصحيفة يتناقض مع الوضع في نهاية عام 2014 حين تعهد رؤساء تحرير 17 صحيفة حكومية وخاصة بما في ذلك الأهرام بدعم مؤسسات الدولة مما زاد من استقطاب وسائل الإعلام المتحزبة بالفعل.

وقال إنه على الرغم من مطالبة نقابة الصحفيين يوم الأربعاء بإقالة وزير الداخلية وباعتذار الرئاسة، إلا أن السيسي تجاهل تلك المطالب في الخطاب الذي وجه للأمة يوم الخميس بمناسبة إعطاء إشارة البدء في حصاد القمح من مشروع 1.5 مليون فدان، وركز السيسي على الحديث عن الإنجازات.

وقال السيسي، في كلمته، "أخدت ألفين قرار خلال الفترة اللي فاتت واللي ياخد القرار ما يخافش"، مضيفا أنه سيقدم كشف حساب الشهر المقبل عما تم إنجازه خلال فترة رئاسته.

وجدد السيسي تحذيره ممن سماهم "أهل الشر"، وقال "لازم نخلي بالنا إن فيه ناس دايما متحفزة وبتشتغل على أنها تخلينا دايما مختلفين".

وقال منصور إنه مع استمرار الصحفيين في اظهار التضامن ومع إصرار الرئيس على عدم التراجع، يبدو ان المواجهة ستتعمق، وتساءل "ما الثمن الذي سيدفعه الصحفيون في مقابل موقفهم؟".

تعليقات الفيسبوك