لماذا تصاعد الخلاف بين نجيب ساويرس ومحافظ البنك المركزي؟

الأحد 27-03-2016 PM 11:59

طارق عامر ونجيب ساويرس، صورة تجميعية

- ساويرس: أملك دليلا على تدخل المحافظ في صفقة استحواذي على سي آي كابيتال

- عامر: نفسي أعرف المستحوذ (ساويرس) إيه خبرته في بنوك الاستثمار؟!

تصاعد الخلاف بين رجل الأعمال نجيب ساويرس وطارق عامر محافظ البنك المركزي حول صفقة استحواذ الأول على بنك الاستثمار سي آي كابيتال التابع للبنك التجاري الدولي.

نوازع شخصية

ووجه ساويرس انتقادات حادة لعامر في مقال نشره، صباح اليوم الأحد، بجريدة الأخبار تحت عنوان "الاستثمار وسوء استخدام السلطة !.. ماذا إذا أساء محافظ البنك المركزي استخدام السلطة المخولة له لنوازع شخصية".

وقال ساويرس، في مقاله، إن هناك تعنتا حكوميا في صفقة استحواذه على سي.آي كابيتال، وألمح إلى أنه قد يخرج استثماراته خارج مصر، قائلا "أرض الله واسعة."

وكان البنك التجاري الدولي وافق في فبراير على بيع بنك الاستثمار سي.آي كابيتال المملوك للبنك مقابل 924 مليون جنيه (104.05 مليون دولار) لساويرس من خلال شركته أوراسكوم للاتصالات والإعلام لكن الصفقة لم تنفذ حتى الآن.

عرض منافس

وقال ساويرس "سأسرد وقائع عملية شراء شركة سي آي كابيتال من البنك التجاري الدولي والموضوع يتلخص في أن شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا OTMT التي أرأس مجلس إدارتها وأنا أيضا أكبر مساهم بها قد قدمت عرضا لشراء شركة سي آي كابيتال من البنك التجاري الدولي وقد فوجئت بقيام البنك الأهلي وهو بنك قطاع عام مملوك للدولة بالكامل بتقديم عرض منافس للشراء بإيعاز من رئيس البنك الأهلي السابق وهو محافظ البنك المركزي الحالي".

وكان البنك الأهلي المصري أعلن عن رغبته في الاستحواذ على سي.آي كابيتال لكنه لم يتوصل إلى اتفاق نهائي مع التجاري الدولي بشأن مدة الفحص النافي للجهالة وانسحب بعدها من الصفقة.

رسالة سلبية

ووصف ساويرس خطوة البنك الأهلي بأنه يعطي "رسالة سلبية ومؤذية لمناخ الاستثمار مؤداها احذروا أيها المستثمرون إذا أردتم الاستثمار في مصر فستدخل الدولة وتنافسكم بالأموال العامة!".

وأضاف أنه بعد الشكوى إلى رئيس الحكومة انسحب البنك الأهلي من العرض.

"لكن أبدا لم ينته مسلسل الترصد فقد فوجئنا بانسحاب بنك حكومي من تمويل الشراء بناءً على تعليمات من البنك المركزي.. فذهبنا إلى البنوك الخاصة والتي وافقت على التمويل إلى أن جاءتها نفس التعليمات مرة أخرى لكن متأخرة بالانسحاب أيضا!".

وكان ساويرس يرغب في تمويل الصفقة من خلال قروض من البنوك إلا أنه أعلن مؤخرا أنه سيتم تمويل الصفقة من الموارد الذاتية وأن الشراء سيكون من خلال شركته التابعة بلتون المالية.

عقابا على تعيين هشام رامز

وقال ساويرس "هذا التصرف ليس بغريب على المحافظ (طارق عامر) الذي أصدر قرارا أخيرا لعقاب والتخلص من رؤساء البنوك الخاصة وحدد المدة بتسع سنوات بالتفصيل الواضح لاستهداف أشخاص محددة - رغم أنه من المفترض أن البنوك الخاصة تحدد جمعياتها العامة ومساهموها من يديرها وليس المحافظ - وعلى رأسهم هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي البائع في هذه الصفقة عقابا له علي هذه الصفقة وأيضا لتعيينه لهشام رامز (المحافظ السابق للبنك المركزي) في وظيفته السابقة كنائب لرئيس مجلس الإدارة وعضوا منتدبا للبنك التجاري الدولي والذي لم يوافق المركزي على عودته حتى تاريخه دون حتى مراعاة لرجل خدم بلده بإخلاص في نفس المنصب."

لم نصدر تعليمات

لكن طارق عامر كان قد استبق هذا المقال وقال، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس السبت مع برنامج هنا العاصمة على فضائية سي بي سي، إنه لم يصدر تعليمات إلى بنك مصر وهو البنك الحكومي الذي أشار إليه ساويرس، بالامتناع عن تمويل صفقة الاستحواذ.

وردا على ما إذا كان قد أصدر توجيهات لبنك مصر قال عامر، "لا أنا مقولتش كده.. احنا حطينا قواعد.. قولنا مش هنمنع الاستحواذ.. بس هنخلي في نسب.. هنخلي المستثمر ييجي بفلوس".

وكان المركزي قرر في بداية الشهر الجاري تعديل قواعد تمويل الاستحواذ على الشركات داخل السوق المحلي من خلال خفض إجمالي التمويل الموجَّه لهذا الغرض إلى 2.5% بدلا من 5% من إجمالى محفظة القروض للبنك الواحد، وألّا يزيد حد تمويل العميل الواحد والأطراف المرتبطة به على 0.5% من إجمالي المحفظة.

كما اشترطت التعديلات عدم زيادة إجمالي التمويل المقدم من خلال البنوك العاملة في مصر بغرض تمويل عملية استحواذ واحدة عن 50% من قيمة العملية.

الاقتصاد لازم يستفيد

وبرر عامر إصدار هذا القرار قائلا "في مصر شركة أو فرد يقول أنا عايز اشتري الشركة دي.. ومش معاه فلوس يشتري بها، يروح للبنك الفلاني ياخد 90 أو 80% ويدفع هو وكام شريك معاه 20%.. وخدوا الشركة.. الاقتصاد استفاد ايه؟".

كما نفى عامر أن يكون قد أصدر تعليمات للبنك الأهلي بالمنافسة على شراء سي أي كابيتال.

وقال "هو قالي (رئيس البنك الأهلي) إن الشركة (سي أي كابيتال) هتطلع من الجهاز المصرفي.. أيه رأيك..عايزين القطاع المصرفي يكون عنده شركة استثمار.. قولتله معندناش مانع".

خبرته ايه

وقال "لو كانت بتعليمات مني كنت خلصت.. وقولت له اشتريها من غير فحص نافي للجهالة".

وقال عامر "نفسي أعرف المستحوذ (ساويرس) إيه خبرته في بنوك الاستثمار؟ إيه القيمة اللي هيضفها في بنوك الاستثمار؟ هل الحكاية حكاية فلوس؟ لأ..لازم أسأله.. خبرتك ايه..؟"

وأضاف "ده رأي شخصي.. لكن أنا مليش أقوله يبيع ولا ميبعش هو حر".

عندي الدليل

ولم يكتف ساويرس بمقاله، فقد رد على تصريحات المحافظ وقال، في مداخلة هاتفية مع برنامج (هنا العاصمة) مساء اليوم الأحد، "أملك دليلا على تدخل محافظ البنك المركزي في وقف تمويل الصفقة مع بنك مصر، ولن أستطيع نشره حتى لا يكون ذلك إحراجا لمن قام بتسليمي هذا الدليل، وطارق عامر لا يستطيع إلا نفي تدخله وما فعله شيء غير محمود وغير مسبوق".

وأضاف أن القوانين العالمية تمنع على البنوك العامة العمل في مثل هذه الصفقات تجنبًا لتضارب المصالح.

وقال ساويرس "طارق عامر طعن في أهليتي في شراء الشركة وقال عني معنديش خبرة.. لما يبقي عنده خبرة زيي يبقي كويس".

أكبر الصفقات

وأضاف "أنا عملت استحواذات واندماجات بقيمة 68 مليار دولار في العشرين عاما الأخيرة.. أنا اشتريت شركة Wind، بنحو 15 مليار يورو كأكبر صفقة في تاريخ أوروبا".

وقال "طارق عامر لما ييجي يتكلم عن حد يدرس تاريخه كويس، وأنا مش عايز اتكلم عليه وأنا لو اتكلمت فالمفروض محافظ البنك المركزي يكون راجل اقتصاد مش بنكي، وأنا راجل بنيت نفسي بنفسي من ولا حاجة ونصف شركات البورصة من عائلتي، ومش هخوض في مؤهلاته ولو خضت فيها مش هينبسط".

أرض الله واسعة

وأنهى ساويرس مقاله بقوله "أعلم أن مقالتي هذه ستفتح عليّ النار ووقف الحال.. لكني لم أعهد السكوت على الخطأ خاصة في حق الوطن! الأمل في الدستور والبرلمان.. والضمائر الحرة.. أما عني أنا واستثماراتي فإن أرض الله واسعة!!".

تعليقات الفيسبوك