نجيب ساويرس يدفع ثمنا باهظا للاستثمار في كوريا الشمالية

الإثنين 23-11-2015 AM 09:54
نجيب ساويرس يدفع ثمنا باهظا للاستثمار في كوريا الشمالية

نجيب ساويرس خلال المؤتمر الاقتصادي في مارس 2014 صورة من رويترز

كتب

 كتب: محمد جاد

في عام 2011 لفت رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أنظار العالم بأنباء لقائه الودي مع ديكتاتور كوريا الشمالية الشهير، كيم جونج، الذي ضخ ساويرس في بلاده استثمارات ضخمة في صناعة خدمات المحمول في ٢٠٠٨، مدفوعا بإغراء عدم وجود شركات منافسة له في هذا السوق.

تزامن هذا اللقاء مع دعم ساويرس لحزب ديمقراطي في مصر في المشاركة في الحياة السياسية الجديدة، عقب سقوط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

والآن يواجه رجل الأعمال المصري تحديات بسبب العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، وبسبب السياسة النقدية المطبقة في البلاد، والتي تمثل عائقا أمام نقل الأموال بين كوريولينك (شركة ساويرس العاملة في كوريا) وأوراسكوم للإتصالات والإعلام والتكنولوجيا (الشركة الأم) المدرجة في البورصة المصرية.

كما ظهرت شبكة اتصالات جديدة في كوريا، منافسة لكوريولينك، وعجز ساويرس عن تحقيق طموحاته السابقة في دمجها مع شركته، وفقا لما قالته أوراسكوم في آخر إفصاحتها المالية الإثنين الماضي.

ويتولى نجيب ساويرس حاليا منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لأوراسكوم للإتصالات والإعلام والتكنولوجيا، التي تعد الشركة الأم لكوريولينك، إذ تمتلك فيها حصة 75%.

 وبدأت كوريولينك العمل في عام 2008.

كررت أوراسكوم للاتصالات والإعلام، في أخر إفصاحين ماليين لها، عن النصف الأول من 2015 والتسعة أشهر الأولى من هذا العام، الحديث عن قلقها من تأثير عقوبات يفرضها المجتمع الدولي على كوريا على نشاطها الاستثماري في هذا السوق.

فقد قالت في بيانها عن نتائج أعمال التسعة أشهر الأولى من 2015، الأسبوع الماضي، إن كوريولينك تواجه "تزايد حدة القيود والصعوبات المالية والتشغيلية ... نتيجة الحظر الدولي والذي تم فرضه بواسطة المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة".

وأوضحت أن هذا الحظر قد ينتج عنه تقييد تعاملات خارجية تتعلق بسلع وخدمات لازمة لتشغيل وصيانة شبكات الاتصالات.

وقال مروان حسين، مسؤول علاقات المستثمرين بأوراسكوم، لأصوات مصرية، إن العقوبات المفروضة على كوريا "جعلت كوريولينك عاجزة عن تحويل أرباحها لأوراسكوم".

وأضاف "الشركة تواجه أيضا مشكلة عدم قدرتها على تحويل أرباحها إلى عملات أخرى (متداولة دوليا)".

وتقول أوراسكوم في التوضيحات الخاصة بقوائمها المالية عن النصف الأول من 2015 إن الحكومة الكورية تفرض قيودا على تبديل عملاتها المحلية بعملات أجنبية. وفي ظل عدم القدرة على تداول العملة الكورية عالميا، مثل الدولار واليورو، فإن ارباح أوراسكوم من كورويولينك تواجه ما وصفته في بيانها بـ"قيود حادة طويلة الأجل على تحويلات الأرباح من الشركة التابعة".

وواجهت أوراسكوم معضلة لكي تقدم لمساهميها تقديرا لحجم ارباحها من نشاطها الكوري في مجال المحمول، لأن حكومة كيم جونج تتحكم بشكل قوي في سعر عملتها "الوون" مما أدى لوجود فارق كبير بين السعرين الرسمي وغير الرسمي. وتقول أوراسكوم في بيانها عن نتائج النصف الأول إنه "تمت ترجمة القوائم المالية الدورية للشركة التابعة (كوريولينك) باستخدام سعر الصرف الرسمي المعلن بالبنوك العاملة بكوريا الشمالية في 30 يونيو 2015 والذي يتم تحديده من قبل البنك المركزي بكوريا الشمالية علما بأنه لايوجد سوق صرف حر بكوريا الشمالية".

ويقول مارتن ويليامز الصحفي المتخصص في تغطية قضايا التكنولوجيا في تحليل نشره بموقع بي سي ورلد هذا الشهر إن السعر الرسمي للوون مبالغ في مخالفته للواقع، حيث يساوي الدولار 100 وون، بينما ترتفع قيمة الدولار عن هذا المستوى في السوق السودا.

وأضاف أن "الحكومة (الكورية) لا تستطيع أن تتحمل سداد الأموال بالسعر الرسمي، ولا يمكن ان تظهر بأنها تأخذ في الاعتبار بشكل رسمي معدلات السوق السوداء".

وبجانب الثمن الباهظ للعقوبات المفروضة على الحكومة الكورية، فقد بادرت حكومة كيم جونج بخلق مشكلة جديدة لأوراسكوم من خلال إنشاء شركة منافسة لها في سوق تفرد فيه ساويرس منذ 2008 بتقديم خدمات 3G الخلوية.

وحمل بيان أوراسكوم عن نتائج النصف الأول، الصادر في أغسطس الماضي، لهجة تفاؤل حذرة، إذ أشار إلى مضي الشركة في مفاوضات مع الجانب الكوري وطرحها حزمة من الحلول لمشكلاتها منها إمكانية دمج شبكتي المحمول.

 وقالت أوراسكوم إن "الجانب الكوري أبدى موافقة من حيث المبدأ على الحلول المقترحة".

ولكن في بيانها الأخير الصادر هذا الشهر قالت إنه حدث "تغير (في) نتائج تلك المفاوضات خلال الفترة الجارية بما يشير إلى عدم موافقة الجانب الكوري على منح إدارة المجموعة حق السيطرة في حالة الإندماج".

واعتبرت أوراسكوم أنها "فقدت القدرة على السيطرة على أنشطة كوريولينك وفقا لمتطلبات معيار المحاسبة المصرية رقم 17".

ويوضح حسين، لأصوات مصرية، أن تعبير فقدان السيطرة على نشاط الشبكة الكورية مقصود به تداعيات عجز الشركة عن تحويل أرباحها، وهو ما استوجب تعديل مسمى كوريولينك في قوائم أوراسكوم من استثمار في شركة تابعة إلى استثمار في شركة شقيقة.

وبحسب بيان اوراسكوم فإن المعالجة المحاسبية الجديدة لكوريولينك كبدت أوراسكوم خسائر بقيمة 3.1 مليار جنيه أدرجت ضمن خسائر العمليات غير المستمرة، دون أن توضح الشركة في بيانها تفاصيل أكثر عن المعاملة المحاسبية الجديدة للشركة الكورية وأفق مفاواضاتها مع حكومة كيم جونج للخروج من المأزق الحالي.

وقد انخفض سهم اوراسكوم للاتصالات والإعلام بالبورصة المصرية اليوم الأحد بنسبة 2.9%، وذلك بعد أيام من إعلان الشركة عن تحول نتائج أعمالها في التسعة أشهر الأولى من 2015 إلى خسائر بقيمة 3 مليارت جنيه، مقابل أرباح صافية بـ603.3 مليون جنيه في نفس الفترة من العام السابق.

تعليقات الفيسبوك