دراسة أمريكية تدعو إلى تقنين بعض أشكال عمليات ختان الإناث

الأحد 06-03-2016 PM 05:23

فتاة تحتضن أبيها- رويترز.

دافع باحثون أمريكيون عن تقنين درجات مخففة لختان الإناث كحل وسط يراعي الأبعاد الثقافية والدينية لكن يوفر وسائل الوقاية الضرورية من تعرض الأطفال لانتهاكات.

ونشر أحدث عدد لمجلة أخلاقيات الطب "جورنال اوف مديكال اثيكس" نتائج دراسة عن ختان الإناث كعادة مثيرة للجدل لكن شائعة في العديد من مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وذكرت المجلة أن ما بين 80 مليون إلى 140 مليون أنثى على مستوى العالم يخضعن لمثل هذه العمليات المخففة التي قال الباحثون إنها لا تثير اشكاليات أكثر من ختان الذكور حديثي الولادة أو عمليات التجميل التي تدفع نساء ثريات آلاف الدولارات لإجرائها.

وتجيز منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمؤتمر الأمريكي لأطباء أمراض النساء والتوليد الختان القانوني للأطفال الذكور.

لكن الباحثين كافيتا آرورا وآلان جاكوبس أشارا في دراستهما "الختان الخفيف للإناث: حل وسط" إلى أن نفس المنظمات وأيضا الأمم المتحدة تعتبر الختان التقليدي للإناث انتهاكا لحقوق الإنسان.

وحظرت الحكومة الأمريكية بشكل صريح أي إجراء من شأنه قطع أو تغيير الأعضاء التناسلية للأطفال الإناث دون حاجة طبية.

وقال الباحثان إنه على الرغم من حسن النوايا، لا تفرق مثل هذه المواقف بين أنواع الختان التي تكون في بعض الأحيان تجميلية وتلك التي تؤدي إلى خلل فيما يتعلق بالجنس أو الإنجاب.

وأضافا أن جعل النوع الأول غير قانوني قد يزيد الأوضاع سوءا في بعض البلدان إذ قد يدفع إلى إجراء هذه العمليات سرا.

وخلص الباحثان إلى أن الترويج لعمليات الختان الخفيفة "يمثل حلا وسطا يحترم الثقافة والدين ولكن يوفر الحماية الضرورية للأطفال من الانتهاك."

وتجاهل الباحثان رأي نقاد يشعرون بقلق من أن هذا الحل قد تضعف الجهود المبذولة للقضاء على عمليات الختان تماما.

وقالا إنه على الرغم من مرور 30 عاما على بدء الدعوة لوضع حد للختان "لم نتمكن من إحداث أي تغيير يذكر في ممارسة هذه العادة في العديد من البلدان، ولم نتمكن إلى حد كبير من تغيير سلوك الأشخاص بشأن قبول هذا الأمر.

"هدف القضاء على عمليات لا تحدث ضررا جسيما هو في أسوأ الأحوال أمر لا يتماشى مع الأخلاق، وفي أحسن الأحوال هو دعوة لإهدار الموارد التي يمكن توجيهها لأهداف تخدم رفاهية البشر بشكل أفضل."

وقالت الدراسة إنه من أجل توفير حماية أفضل للأطفال الإناث من الأضرار الطويلة المدى من عمليات الختان "المدمرة"، يجب علينا تبني موقف أكثر دقة يعترف بأن بعض عمليات الختان لا ترتبط بأي مخاطر طبية على المدى البعيد مع مراعاة الحساسية الثقافية للموضوع، كما أنها لا تميز على أساس النوع ولا تنتهك حقوق الإنسان.

 

تعليقات الفيسبوك