الكوميديا السوداء- كيف يفسد وزراء ما تحاول المخابرات إصلاحه؟

الجمعة 10-03-2017 PM 05:12

المصرية سماح منصور تشارك في احتجاج في الولايات المتحدة ضد قرار للرئيس الأمريكي ترامب بحظر دخول مواطني 7 دول بلاده، يناير 2017- رويترز

يُسيء مسؤولون مصريون (بينهم وزراء) التعامل مع وسائل الإعلام الغربي، يصل حد مصادرة حق الصحفي في السؤال، ما قد يضر بصورة مصر التي تسعى المخابرات العامة لتحسينها بتعاقد -لا تقل تكلفته عن 1.2 مليون دولار (سنويا)- مع شركة أمريكية.

وأفادت وزارة العدل الأمريكية على موقعها الرسمي بأن المخابرات العامة المصرية تعاقدت مع شركة (ويبر شاندويك) الأمريكية في 28 يناير الماضي لتحسين صورة مصر في الولايات المتحدة.

وبموجب التعاقد الذي وقعه من الجانب المصري العميد ناصر فهمي مدير عام جهاز المخابرات نيابة عن اللواء خالد فوزي رئيس الجهاز، تساعد (ويبر) الحكومة المصرية في "الترويج للشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولدور مصر في إدارة المخاطر الإقليمية، وتسليط الضوء على التطورات الاقتصادية في البلاد، وعرض جهودها فيما يخص المجتمع المدني".

يأتي الكشف عن التعاقد في إطار قانون أمريكي يلزم الشركات بالإعلان عن تسجيل التعاقدات مع العملاء الأجانب والمعروف اختصارا باسم فارا (FARA).

"الأستاذ بتاع الاسوشيتد برس.. عرفت بقى أنك مكنش ينفع تسأل.. الناس بتحبني يا سيدي، ملكش دعوة يا أخويا، ما سبت الناس معاكم خمس سنين عملتوا إيه" بعامية لونتها لهجة سخرية تحدث وزير التموين علي المصيلحي -الثلاثاء الماضي- إلى مراسل قناة (سكاي نيوز عربية) معتقدا أنه مراسل وكالة (اسوشيتد برس) الأمريكية.

وكان مراسل القناة البريطانية الناطقة بالعربية -خلال مؤتمر صحفي لمصيلحي (آخر وزير تموين للحزب الوطني)- ألح لمعرفة سبب اتخاذ الوزير قرارا أدى إلى احتجاجات في عدد من المحافظات المصرية دون دراسة عواقبه.

وقرر مصيلحي، قبل أيام، تخفيض وتوحيد الحد الأقصى لصرف الخبز عبر الكارت الذي يحمله أصحاب المخابز ليصبح 500 رغيف يوميا. ويصرف أصحاب المخابز -بهذا الكارت- الخبز لمن لا يحملون البطاقات الذكية من المواطنين.

وكان الحد الأقصى للصرف من خلال الكارت الذكي يختلف من مخبز لآخر، ويصل في بعضها إلى 2000 و4000 آلاف رغيف يوميا.

وأثار امتناع بعض المخابز عن صرف الخبز للمواطنين احتجاجات في عدد من المحافظات خلال الأيام الماضية خاصة في الإسكندرية والمنيا وكفر الشيخ وأسيوط.

ما بتكتبش حاجة إيجابية

رفض محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، في مؤتمر صحفي نوفمبر الماضي، السماح لمراسل وكالة (بلومبرج) الأمريكية بطرح سؤال كغيره من الصحفيين.

وقال عامر للصحفي مبررا "أنت راجل ما بتكتبش حاجة إيجابية على مصر خالص".

 ولم يكتف عامر عند هذا الحد بل مرر يده مرتين على ذقنه وهو يتحدث لصحفي الوكالة الدولية.

ميكرفون الجزيرة

أزاح وزير الخارجية المصري سامح شكري ميكرفون قناة (الجزيرة) الإخبارية من على طاولة مؤتمر صحفي، في الخرطوم قبل عام، خلال المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وعاد شكري وأبعد ميكرفون القناة القطرية للمرة الثانية من اجتماعات الخرطوم التي تشمل مصر وإثيوبيا والسودان، بعد ترحيب مصريين ووسائل إعلام محلية بتصرفه الذي رأي آخرون أنه يخالف أعراف الدبلوماسية.

وتحظر القاهرة عمل قناة (الجزيرة) الإخبارية، إذ تتهم السلطات المصرية القناة القطرية بدعمها للإرهاب وانحيازها لجماعة (الإخوان المسلمين).

وعقب المناسبات التي اتخذ فيها مسؤولون موقفا غير ودي من صحفيين، ظل الحديث عن الموقف نفسه يتردد في وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ليبقى في الذاكرة ربما أكثر من المناسبة ذاتها.

الكوميديا السوداء تقرير أسبوعي على أصوات مصرية يبرز التناقض بين قرارات أو تصريحات لمسؤولين ومشاهير المجتمع المصري.

تعليقات الفيسبوك