ضحايا البطرسية.. الغائب الحاضر في احتفالات عيد الميلاد

الجمعة 06-01-2017 PM 11:39

قداس عيد الميلاد في دير سمعان الخراز بالمقطم، تصوير: علي فهيم - أصوات مصرية

يختلف احتفال الأقباط بعيد الميلاد هذا العام عن احتفالات الأعوام السابقة، إذ يأتي العيد بعد أقل من شهر على تفجير الكنيسة البطرسية الذي راح ضحيته 28 مصليًا، وعشرات المصابين بعضهم مازال في حالة حرجة ويتلقي العلاج.

وألقي التفجير الذي تبني تنظيم داعش الإرهابي تنفيذه، بظلاله على أجواء الاحتفالات في الكنائس المصرية، إذ عززت قوات الأمن  تواجدها في محيط الكنائس المقام بها الصلاة مساء الجمعة، وأغلقت الطرق الرئيسية المؤدية للكاتدرائية المرقسية بالعباسية –المجاورة للكنيسة البطرسية.  ويترأس البابا تواضروس القداس الرئيسي في الكاتدرائية المرقسية.

وأمام كنيسة العذراء مريم بجاردن سيتي في القاهرة، منعت قوات الأمن دخول أي شخص غير الأقباط المصلين.

كان ثلاثة من رجال الأمن يتولون تنظيم الدخول بالتعاون مع كشافة الكنيسة، يبنما جلس نحو خمسة آخرين من رجال الأمن على مقاعد في الجهة المقابلة لبوابة الكنيسة. وكان العشرات من الأقباط من الكبار والأطفال يتوافدون على الكنيسة في ملابس يغلب عليها الأبيض والأسود. كانوا  يصافحون شباب الكشافة بابتسامة، ويلقون نظرة خاطفة على رجال الأمن، وبعضهم كان يبرز بطاقته الشخصية بناء على طلب الأمن.

تشكيلات أمنية لتأمين الكنائس - صورة من وزارة الداخلية المصرية

وقالت ماري عزيز وهي تستعد لدخول الكنسية "لن ننسي شهداء الكنيسة البطرسية، هذا العيد حزين بسبب ما حدث، دائمًا ما تكون أعيادنا حزينة".

وفي الكنيسة البطرسية، وضع كشافة الكنيسة شارات عليها صورة ماجي مؤمن، أصغر ضحايا التفجير، كما وضعت أمام كنيسة العذراء والأنبا بيشوي شجرة للميلاد زينت بصور "شهداء" الحادث.

ماجي مؤمن أصغر ضحايا البطرسية على شارة كشافة الكنيسة

وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك نشرت العديد من الصفحات القبطية صورًا مجمعة للشهداء، وفوقها "كل عام وأنتم بخير، أول عيد لكم مع رب المجد".

صورة مجمعة لضحايا التفجير تداولتها صفحات على فيس بوك أحيت ذكرى الضحايا

أجواء العيد.. خوف وترقب

"فكرت كثيرًا قبل أن اذهب للكنيسة هذا العام، وفكرت أكثر قبل أن اصطحب أطفالي، في النهاية قررت أن الله هو الراعي"، هكذا بدأ المهندس زكي ماهر والد الطفلين جاك وجورج حديثه لأصوات مصرية. وأضاف "مازلنا نشعر بالفاجعة لما حدث في الكنيسة البطرسية، هذا العيد فرحتنا مفقودة".

وواصل ماهر الذي استبعد حدوث أي أعمال إرهابية خلال العيد "لا أخاف من الموت، وتحديدًا إذا كنت سأموت شهيدا، لكن أخاف أن يحدث مكروه لأطفالي، أريدهم أن يعيشوا ويكبروا في سلام ومحبة".

قداس عيد الميلاد في الكاتدراءية المرقسية بالعباسية- صورة لأصوات مصرية

أما البائعة ليلي سليمان، فقالت لأصوات مصرية "لن أذهب إلي القداس في الكنيسة لأن هذه عادتي منذ أعوام، أقضي ليلة العيد في المنزل أو في العمل، لكن إجمالًا أصبحت لا أشعر بالأمان، لا أستطيع توقع هل الشخص القادم نحوي سيؤذيني لمجرد أنني أرتدي الصليب أم سيتركني في سلام".

وقالت سارة حسني الطالبة بالسنة النهائية بكلية الألسن "لما بتحصل حوادث إرهابية الناس بتعند وبتروح الكنيسة أكثر، لأن معظم الناس بتفكر إننا عايشين في الدنيا، بس هيجي اليوم اللي هنكون فيه في السما، إزاي ده هيحصل مش مهم، المهم أن الأحداث دي مبقتش تخوفنا ولا هتمنعنا اننا نروح كنائسنا".

وقال جورج عزت، وهو صاحب متجر إن "التشديدات الأمنية حول الكنائس باتت لا تطمئنه، فهناك رجل ذٌبح في الإسكندرية على أيدي متشدد، رغم التواجد الأمني المكثف حول الكنائس."

ويشير عزت إلي حادث ذبح بائع الخمور يوسف لمعي في الإسكندرية على أيدي رجل ملتحِ، والذي أوضحت التحقيقات الأولية أنه «يعتنق الأفكار التكفيرية ويعتبر أن الضحية يخالف الشريعة الإسلامية ببيعه الخمور».

 

في السياق ذاته، قال الباحث إسحاق إبراهيم مسئول الملف القبطي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن "العيد هذا العام مختلف، فهناك البعض قرروا عدم المشاركة في الاحتفالات أو حتي الذهاب إلي الكنائس حدادًا على أرواح ضحايا الكنيسة البطرسية، وأرادوا أن تظهر حالة الحزن والحداد هذه واضحة".

وأوضح إبراهيم لأصوات مصرية، أن حالة الخوف لن تؤثر على ذهاب كثير من المسيحيين إلي الاحتفالات أو الكنائس، لأنها عادة في المسيحية منذ قديم الأزل، كما العقيدة المسيحية تمجد فكرة الشهادة.

تعليقات الفيسبوك