قصص "نيفين" تجيب بالفلسفة على تساؤلات الأطفال المحيّرة

الثلاثاء 20-12-2016 PM 01:52

د.نيفين فاروق- صورة من صفحتها على فيس بوك

دراستها للفلسفة كانت مدخلها إلى عالم أدب الطفل، فمن خلال التحليل والمنطق تجيب في قصصها على تساؤلات الأطفال المحيّرة التي يعجز كثير من الآباء والأمهات عن إيجاد إجابات لها مقنعة للطفل وتتناسب مع عمره.

تتحدث د.نيفين فاروق، الحاصلة على دكتوراه في الفلسفة من كلية البنات بجامعة عين شمس ومدربة التنمية البشرية، لأصوات مصرية، عن أدب الطفل الجيد وكيف يمكن أن يساهم في تشكيل وعيه وبناء شخصيته.

صدرت لها مؤلفات متنوعة ما بين الرواية والقصص القصيرة وأدب الطفل، ومن مؤلفاتها للأطفال "بنك الوقت"، و"شمس وقمر".

وتقول إنها انجذبت لأدب الطفل لما فيه من خيال بلا حدود، فكلما زاد الخيال كلما تناسب مع عقلية الأطفال، وتضيف "من خلال أدب الطفل الجيد نقدر نزرع أخلاقيات وسلوكيات في الأطفال تساهم في الارتقاء بعقليات الأجيال القادمة".

وعن تأثير دراستها للفلسفة في كتابتها للطفل، تقول "الفلسفة أثرت في تفكيري وقدرتي على التفسير بشكل تحليلي وعدم أخذ الأمور بشكل مسلّم به، ومحاولة إيجاد تفسيرات مبسطة لها تتناسب مع عقلية الطفل الميالة للتساؤل والمعرفة".

وتشير إلى الخطأ الذي يقع فيه الآباء والأمهات بمحاولة إخفاء الحقائق عن الطفل أو الرد على تساؤلاته بإجابات خادعة لا تقنعه، قائلة "كثير من الآباء والأمهات يعجزون عن تفسير بعض الأمور للأطفال، مثل فكرة الموت بإخفاء الأمر أو ادعاء سفر الشخص الذي مات أو غيرها من الإجابات، وحاولت من خلال قصصي تهيئة الأطفال لتقبل بعض الأفكار مثل فكرة الموت واستيعابها بطريقة مبسطة".

ومن الموضوعات التي تطرقت لها د.نيفين فاروق في قصصها أيضا تقبل الآخر باختلاف لونه أو جنسه أو دينه، وكيفية إدارة الوقت بشكل يحقق التوزان في الحياة، والرفق بالحيوان، والتمسك بالهوية وغيرها.

وتقول "حاولت أن أبعد عن المباشرة المعتادة في قصص الأطفال مثل (اشرب اللبن) و(اسمع كلام الكبار) من خلال تقديم قضايا أعمق تساهم في تشكيل وعيهم وإدراكهم بما حولهم بطريقة غير معقدة".

وتضيف أن ما يحتاجه أدب الطفل الجيد هو الخيال والقدرة على توصيل الرسالة بطريقة غير مباشرة وشيقة تجذب الطفل، إضافة إلى منظومة قيم يريد الكاتب غرسها في الأطفال.

وترى أن الكتابة للأطفال مسؤولية كبيرة، لأن أدب الطفل يعمل على تشكيل وعيه وإدراكه وشخصيته ويؤثر فيه نفسيا، لذلك يجب أن يحرص الكاتب كل الحرص على ما يقدمه للطفل.

وتنصح كل أم أن تبدأ بالقراءة لطفلها منذ شهوره الأولى أو قبل ذلك، قائلة "حتى لو مفهمش الحدوتة لكن هيترسخ في وجدانه فكرة الحكي وهيرتبط بالقراءة من صغره".

ومن مميزات القراءة إكساب الطفل القدرة على التعبير عن نفسه والتعامل مع الأهل والأقران، كما تقول د.نيفين فاروق "القراءة تثري المخزون اللغوي عند الطفل والقدرة على التعبير عن نفسه، عشان كده أطفال الجيل الحديث المرتبطين بالآي باد والموبايل والألعاب طول الوقت بيحصل عندهم أزمة بعد وقت معين في التواصل مع الآخرين".

وتحذر أيضا من برامج الأطفال الأجنبية والمدبلجة، مشيرة إلى أنها "انعكاس لثقافة مختلفة عن ثقافتنا"، وتضيف "الطفل بياخد اللي في البرامج دي زي ما هو ويبدأ يتكلم بنفس طريقتهم ويقلد اللي بيشوفه باعتباره شيء طبيعي، وبالتالي بيكون غير متسق مع المنظومة الثقافية في مجتمعه ومشوه التفكير".

ومن كُتّاب أدب الطفل المصريين الذين تنصح الآباء والأمهات بهم يعقوب الشاروني وكامل الكيلاني.

تعليقات الفيسبوك