"نوال السعداوي".. امرأة على خط النار

الخميس 27-10-2016 PM 12:09

الكاتبة والمفكرة نوال السعداوي- صورة من رويترز

نسوية من الدرجة الأولى، كرست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام وبنات جنسها بشكل خاص، متحملة الهجوم والانتقادات، تعيش بمبادىء ثابتة لا تتغير حتى وإن كلفها ذلك البقاء على خط النار.

ولدت نوال السعداوي في مثل هذا اليوم، 27 أكتوبر من العام 1931، بقرية كفر طحلة التابعة لمحافظة القليوبية، هي الابنة الثانية من بين تسعة أطفال. تعرضت للختان وهي لا تزال ابنة السادسة وتركت التجربة المؤلمة آثارها في وجدانها، وباتت مناهضة الختان إحدى قضايا حياتها التي تتبانها.

أصر والدها الذي كان مسؤولا حكوميا بوزارة التربية والتعليم على تعليم كافة أبنائه، فحصلت على نصيبها من التعليم حتى تخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني.

تزوجت في نفس العام من زميل لها في الكلية ولم يستمر الزواج لفترة طويلة فانتهى بعد عامين، وتزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج أيضا.

شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، والأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي. كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة.

أسست جمعية التربية الصحية وجميعة الكاتبات المصريات، وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية.

وخلال تقلدها منصب المدير المسؤول عن الصحة العامة في وزارة الصحة قابلت زوجها الثالث الطبيب والروائي شريف حتاتة الذي كان يشاركها العمل في الوزارة، وتزوجا في عام 1964، ورغم استمرار زواجهما 43 عاما إلا أنه انتهى بالطلاق.

وقالت عنه في حوار صحفي "عشت معه 43 عاماً، وأخبرت الجميع: هذا هو الرجل "النسوي" الوحيد على وجه الأرض، ثم بعد ذلك اضطررت للطلاق أيضاً".

وقالت انتصار السعيد، مدير مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، لأصوات مصرية، إن نوال السعداوي نسوية عظيمة، أرست العديد من المبادىء النسوية المعاصرة، وكان لها آراء صادمة كونها سابقة لعصرها ولكنها تحملت عواقبها بثبات.

وأسست نوال السعداوي جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، وأولت المرأة اهتماما كبيرا في كتاباتها ومن مؤلفاتها المتعددة في هذا المجال  كتاب "المرأة والجنس" الذي اشتبكت خلاله مع أنواع العنف المختلفة التي تتعرض لها المرأة كالختان والدخلة البلدي وأصبح ذلك الكتاب بمثابة أحد المراجع النسوية الهامة.

ولقبت السعداوي بسيمون دي بوفوار العالم العربي وهي كاتبة مفكرة فرنسية وناشطة سياسية ونسوية لها تأثير ملحوظ في تأسيس مبادىء النسوية المعاصرة.

وترى الكاتبة نوال السعداوي أن "المشكلة الحقيقية لدى غالبية النساء هي عدم الوعي بحقوقهن"، قائلة خلال إحدى ندواتها إن "جميع الطبقات من النساء يتعرضن لأشكال مختلفة من القهر الجنسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الفكري" بغض النظر عن مستواهن الاجتماعي والثقافي.

وعملت نوال السعداوي في الفترة من 1979 إلى 1980 كمستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي عام 1981 ساهمت نوال السعداوي في تأسيس مجلة نسوية تسمى المواجهة تنتقد سياسات السلطة ونتيجة لذلك حكم عليها بالسجن في 6 سبتمبر 1981 في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وأطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من اغتيال السادات.

ومن أشهر أقوالها "لقد أصبح الخطر جزءاً من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت. لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب".

ونتيجة لآرائها ومؤلفاتها تم رفع العديد من القضايا ضدها ووجهت لها تهمة "ازدراء الأديان"، كما وضع اسمها على ما وصفت بـ"قائمة الموت للجماعات الإسلامية" حيث هددت بالقتل. وفي عام 1988 سافرت خارج مصر بعد أن قبلت عرض التدريس في جامعة ديوك وقسم اللغات الأفريقية في شمال كارولينا وأيضا جامعة واشنطن.

وتصفها انتصار السعيد بأنها "سيدة شجاعة وثابتة على مبادئها رغم كل ما تعرضت له من هجوم وتهديدات لكنها قابلت ذلك بالمواجهة والثبات على الدوام".

شغلت نوال السعداوي العديد من المراكز المرموقة في الحياة الأكاديمية سواء في جامعة القاهرة داخل مصر أو في جامعات خارج مصر مثل هارفرد، وجامعة السربون، وجامعة جورج تاون، وجامعة ولاية فلوريدا، وجامعة كاليفورنيا. وعادت نوال السعداوي إلى مصر بعد 8 سنوات في عام 1996.

وكانت ضمن المتظاهرين في ميدان التحرير في ثورة يناير عام 2011 .

ومن أشهر آرائها المثيرة للجدل مطالبتها بإلغاء التعليم الديني في المدارس، كما ترى أن نظام الميراث الإسلامي يظلم المرأة وتطالب بمساواة ميراث الرجل والمرأة.

وترى نوال السعداوي أن الحجاب لا يعبر عن الأخلاق، كما صرحت برفضها لفكرة تعدد الزوجات ولا ترى المثلية الجنسية كشيء محرم وتقول إننا "لم نتربى على حرية الجنس".

ورغم الهجوم والتهديدات إلا أنها حظيت بتقدير كبير لعلمها وكتاباتها وفازت بالعديد من الجوائز من دول مختلفة.

تعليقات الفيسبوك