كيف أثرت فرنسا على مطالب عبد الناصر لعرض كنوز توت عنخ آمون في لندن؟

الأحد 16-10-2016 PM 01:59

مقبرة توت عنخ آمون الأصلية وأحد التوابيت الذهبية -قرن 14 ق.م.- رويترز

جذب عرض مقتنيات الفرعون المصري توت عنخ آمون في المتحف البريطاني في لندن  قبل أكثر من 40 عاما نحو 1.7 مليون زائر، حيث اصطف الزائرون ثماني ساعات أمام المتحف لإلقاء نظرة على هذه القطع الأثرية المدهشة.

إلا أن تقريرا نشر اليوم الأحد على موقع صحيفة "الديلي ميل" البريطانية كشف عن مساع فرنسية "ماكرة" لإفساد عرض السبعينات بإحداث صدع بين مصر وبريطانيا بشأن مقتنيات الفرعون المصري.

وبحسب الصحيفة، تظهر أوراق للمتحف البريطاني كيف حاول الفرنسيون إفساد المفاوضات الحساسة بين مصر وبريطانيا لاستعارة المقتنيات الثمينة التي تعود لأكثر من 3 آلاف عام بما في ذلك قناع الفرعون الشاب، عبر حث الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على طرح شروط مبالغ فيها لقاء تعاونه مع بريطانيا.

ومن بين المطالب التي تقدم بها عبد الناصر خلال المحادثات التي بدأت عام 1966، أن يقوم المصور الشهير لورد سنودون، زوج الأميرة مارجريت، بتصويره وأن يؤدي نجما البالية مارجو فونتين ورودولف نورييف عرضا في القاهرة إلى جانب أعضاء فرقة الباليه الملكية.

وكانت باريس مصممة على تعطيل إقامة معرض لندن بسبب مخاوفها من أن يتفوق على عرض مقتنيات توت عنخ آمون في متحف اللوفر بفرنسا، حيث عرضت المقتنيات هناك عام 1967.

وتشير الأوراق إلى أن المحادثات المصرية البريطانية انهارت في أكثر من مناسبة بسبب هذه المطالب.

وفي مذكرة غير مؤرخة قال مشرف الآثار المصرية بالمتحف البريطاني ويدعى لورويرث إدواردز "ذهبت إلى القاهرة في فبراير وكانت المناقشات مرضية جدا حتى أخبرني (وزير الثقافة المصري) الدكتور مجدي وهبه خلال اليوم الأخير لي أن الحكومة المصرية تريد بالإضافة إلى الباليه الملكي، شركة مسرح أوكسفورد ومارجو فونتين ورودولف نورييف".

وأضاف إدواردز "عند عودتي إلى لندن أبلغت الطلبات المصرية المعدلة إلى مجلس الفنون الذي استشار المعهد البريطاني ووزارة الخارجية، ونتج عن ذلك التخلي عن الخطة كلها".  

وتابع "وبعد ذلك بوقت قصير، علمنا أن التغير في الموقف المصري هو نتيجة ضغوط دبلوماسية على عبد الناصر من قبل الفرنسيين لرغبتهم في أن يكون البلد الوحيد في أوروبا الذي يوجد به المعرض".

وتشير الأوراق أيضاً إلى أن جهود المتحف البريطاني لاسترضاء عبد الناصر توقفت بسبب وزارة الخارجية التي لم ترغب في التعامل مع الرئيس المصري الذي كانت تراه ديكتاتوراً في الوقت التي كانت فيه العلاقات المصرية البريطانية منحسرة بعد العدوان الثلاثي على السويس في 1956.

ومهدت وفاة عبد الناصر في عام 1970 والجولة التي قامت بها فرقة الباليه الملكي في مصر-ولكن دون فونتين أو نورييف- الطريق أخيرا للمعرض الذي أقيم في لندن عام 1972. وكان العرض أكثر فخامة من نظيره الذي عقد قبله في فرنسا، وتم تمديده في عدة مناسبات بسبب طلب الجمهور.

ومن المقرر أن تعرض شاشة "آي تي في" البريطانية مسلسلاً جديداً مساء اليوم عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، حيث سيؤدي دور عالم الآثار هوارد كارتر النجم ماكس أيرونز كما سيؤدي سام نيل دور اللورد كارنارفون الداعم المالي لأبحاث كارتر.

تعليقات الفيسبوك