كيف ترى إيران الخلاف المصري السعودي؟

الجمعة 14-10-2016 PM 01:52

الرئيس عبد الفتاح السيسي في المطار وهو يودع العاهل السعودي في ختام زيارته للقاهرة 11 أبريل 2016 - أصوات مصرية

إعداد مريم محمد

قال تلفزيون "برس تي في" الإيراني الحكومي إن السعودية -التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران- تبدو أكثر عزلة في أعقاب خلاف دبلوماسي مع حليفتها الوثيقة مصر.

وظهر الخلاف المصري السعودي إلى العلن عقب تصويت القاهرة العضو غير الدائم في مجلس الأمن يوم السبت لصالح قرار بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن قدمته روسيا التي استعملت حق النقض لاجهاض قرار فرنسي يتوافق مع موقف السعودية ودول عربية خليجية أخرى من الأزمة.

وانتقد المندوب السعودي في الأمم المتحدة تصويت مصر لصالح قرار روسيا التي تناهض المعارضة السورية وقال إن موقف القاهرة "مؤلم" لتكون المرة الأولى التي يظهر فيها للعلن خلاف بين مصر والسعودية منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة قبل عامين.

وقال التلفزيون الايراني إن السعودية وافقت في إبريل الماضي على منح مصر سبعمائة ألف طن من المنتجات البترولية شهريا لمدة خمس سنوات بشروط سداد ميسرة، لكن شحنات أكتوبر الجاري لم تصل لمصر.

وقال مسؤولون في وزارة البترول المصرية إن شركة أرامكو السعودية أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية مطلع الشهر بوقف شحنات المساعدات.

ونقل التلفزيون عن مصدر في وزارة البترول المصرية قوله إن مسؤولي الحكومة يعتقدون أن تعليق إرسال المساعدات البترولية كان "بدوافع سياسية"، متوقعين أن يستمر الأمر حتى نهاية العام الجاري.

وقال التلفزيون في تقرير بموقعه على الانترنت إن وسائل الإعلام المصرية انتقدت السعودية بعد قرار تجميد إرسال شحنات الوقود إلى القاهرة.

وذكر أن الإعلامي المصري أحمد موسى أطلق هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي "#مصر لن تركع" يوم الثلاثاء الماضي قائلا إن مصر ستتصدى لأي محاولة للتآمر عليها.

وأضاف التقرير أن رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع خالد صلاح طالب المصريين بمقاطعة الحج لمدة عام قائلا إنه سيوفر ستة مليارات جنيه.

وأشار التلفزيون إلى أن صحيفة الوطن المصرية الخاصة نشرت يوم الأربعاء تقريرا بعنوان "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، انتقد سياسة الرياض الخارجية واتهمها بمساندة جماعة "جبهة فتح الشام" في سوريا والمرتبطة بتنظيم القاعدة، وكانت تعرف سابقا باسم "جبهة النصرة".

 

وقال الرئيس السيسي يوم الخميس إن السعودية علقت إرسال شحنات بترولية لمصر، لكنه أضاف أن ذلك  ليس له علاقة بتصويت مصر في مجلس الأمن على مشروعي قرارين بشأن سوريا.

ودافع السيسي عن موقف مصر فيما يتعلق بالتصويت في مجلس الأمن قائلا "تصويتنا في مجلس الأمن على (مشروع) القرار الروسي وعلى (مشروع) القرار الفرنسي واحد... القرارين كان فيهم فقرة بتدعو إلى وقف إطلاق النار يعني هدنة والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين اللي بيعانوا."

وأضاف "إحنا بصينا لدا (التصويت) من المنظور دا فقط."

ويختلف موقف مصر مع الموقف السعودي في التعامل مع الحرب الأهلية السورية التي بدأت قبل خمس سنوات حيث تعطي القاهرة الأولوية للحل الدبلوماسي ولا تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. فيما تدعم السعودية جماعات معارضة وترى أن رحيل الأسد جزء من حل الأزمة السورية.

وقال تلفزيون "برس تي في" الإيراني إن مصر أعلنت يوم الأربعاء أنها وجدت مصادر بديلة لتوفير الوقود ستعوض عن النقص الناجم عن قرار السعودية بوقف الشحنات المتفق عليها مسبقا.

وأضاف أن وسائل إعلام مصرية نقلت عن المتحدث باسم وزارة البترول قوله إن عدة شحنات وقود من موردين آخرين وصلت مصر عقب مناقصات عاجلة.

وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت عن تجار يوم الجمعة الماضي قولهم إن مصر لجأت إلى زيادة مناقصاتها سريعا حتى في ظل نقص حاد في الدولار وزيادة المتأخرات المستحقة لشركات إنتاج النفط عقب توقف مخصصات المساعدات البترولية السعودية لشهر أكتوبر.

وأشار التلفزيون إلى أن المسؤولين السعوديين لم يعلقوا حتى الآن على أسباب تعليق إرسال شحنات الوقود إلى مصر، لكنه قال إن محللين يعتقدون أن القرار متصل بالخلاف الواضح بين الحليفين بشأن سوريا.

وتدعم ايران الرئيس السوري الأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية في مواجهة جماعات المعارضة.

ويسود التوتر العلاقات عادة بين السعودية السنية وايران الشيعية. وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في يناير الماضي بعد اقتحام مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.

وتقف الرياض وطهران على طرفي نقيض في الصراع الدائر في اليمن. وتحظى ايران بعلاقات قوية مع الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق.

وتسعى السعودية في مواجهة النفوذ الايراني إلى تشكيل تحالف سني في المنطقة مع تركيا ومصر. 

وتتأرجح علاقات القاهرة وطهران بين التوتر والتقارب منذ خمسينات القرن الماضي. ولا ترى إدارة السيسي في ايران عدوا ويعتبر محللون أن علاقات مصر مع طهران ترتبط بحسابات عالمية واقليمية.

وقال تلفزيون "برس تي في" إن الخلاف بين مصر والسعودية في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية هو الأول بين القاهرة والرياض منذ عزل الجيش المصري للرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 .

والرياض من أكبر داعمي مصر منذ عزل مرسي، حيث قدمت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت دعما للاقتصاد المصري بمليارات الدولارات في صورة شحنات نفطية ومنح نقدية وودائع بالبنك المركزي المصري.

وآثار تقرير تلفزيون "برس تي في" ردود فعل مؤيدة في الأغلب من القراء بموقعه على الانترنت، ورأت غالبية التعليقات أن ما حدث هو بمثابة تحرير لمصر من "تبعيتها" للسعودية القائمة على المساعدات التي تحصل عليها منذ عام 2013.

وقال القاريء صافدار اكبري "هذا له وقع الموسيقى على أذني ... أعلم أن مصر توقع اتفاقيات في مجال الطاقة مع روسيا، ومع قناة السويس الثانية يجب أن تحرر نفسها من السعودية وتتحالف مع الجانب الحق والصالح في الشرق الأوسط."

وقال معلق حمل اسم رفيق إن على مصر "عقد صفقة مع إيران أو العراق فيما يتعلق بالبترول.. ليس هناك حاجة لبترول السعودية.. بترول إيران أفضل كثيرا من السعودي".

واعتبر معلق حمل اسم فريد أن "الوقت حان لإنتزاع مصر من الطغيان الوهابي."

 وقال سيمون ناصري في تعليقه "هذه أفضل فرصة لايران لملء الفراغ وامداد مصر بالوقود بسعر معقول جدا."

ودعا معلق حمل اسم اندرو ديفيز إلى منع مرور السلع السعودية في قناة السويس. 

تعليقات الفيسبوك