ثقوب الاقتصاد أكبر من أن تسدها "الفكة".. فلماذا التفكير فيها؟

الأربعاء 28-09-2016 PM 06:55

صورة من رويترز

"لو الفكة جنيه و90 قرش...لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي"، ما بين المزدوجين هي دعوة للمصريين لدعم اقتصاد بلادهم، عبر التبرع بالفكة (فئات العملة الصغيرة)، أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين الماضي، فأثارت من جديد جدلا عادة ما صاحب مبادرات الرئيس الرامية لمساندة الاقتصاد لكن خبراء اعتبروا أن هدفها الرئيسي هو الحشد العام للشعب.  

وأثارت دعوة الرئيس السيسي للتبرع بالفكة جدلا واسعا بين القبول والرفض، فكتب الحقوقي جمال عيد تغريدة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال فيها "هي وصلت للفكة، إحنا غلابة أوي يا علي".

في المقابل أيد الإعلامي جابر القرموطي المبادرة، خلال حلقة من برنامجه على فضائية العاصمة، وقال "وماله وفيها إيه لما الريس يدور على الجنيه الفكة، مقترح يمكن تنفيذه في وجود آليه جيدة".

وأضاف "نداء مقبول ولا أحد مجبر على تنفيذه".

تحيا مصر

وحين بدأ السيسي حكمه دعا المصريين في 2014 لإنشاء صندوق تحت اسم "تحيا مصر"، لجمع تبرعات من القادرين في الداخل والخارج بهدف إقامة مشروعات قومية تنموية.

بعد ذلك جاءت دعوة أخرى، عُرفت إعلاميا بمبادرة "صبح على مصر بجنيه".

مبادرة أطلقها السيسي، خلال كلمته بمؤتمر في فبراير 2016، وزاد عليها عبارته المثيرة للجدل حينها "والله العظيم لو ينفع اتباع لأتباع علشان نعمل للناس ما يليق بهم".

وكان نص الدعوة على لسانه "لو أن 10 ملايين مصري ممن يمتلكون موبايلات (هواتف محمولة) صبح على مصر بجنيه واحد، يعني في الشهر 300 مليون جنيه وفي السنة 4 مليار جنيه".

ولم تسلم تلك الدعوة من النقد لكنها لقيت ثناء أيضا، فعقٓب المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، عبر حسابه على تويتر، "كل يوم جنيه عشان بلدك مش كتير، تحيا مصر".

وكتب الإعلامي الساخر باسم يوسف "ملخص كلمة الرئيس، من النهاردة مافيش برنامج ، أنا البرنامج". 

ليست منقذة

ويرى اقتصاديون أن مبادرات السيسي الثلاث، ليس من شأنها إنقاذ الاقتصاد المصرى.

قالت سلمى حسين، عضو بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، "ذلك النوع من المبادرات يكون من جهات مجتمع مدني أو حكومة محلية على نطاق ضيق لكن على مستوى العالم هناك آليات أخرى تقوم بها الدولة للاستثمار الحكومي فقطاعات التعليم والصحة والصناعة لا تقوم على المبادرات الصغيرة".

وأشارت سلمى إلى أن صندوق تحيا مصر كان قرارا واضحا ومعروفا وقائما على التبرع من قبل رجال الأعمال بشكل طوعي بدلا من إقرار ضريبة عليهم. لكن مبادرة جمع الفكة لا توجد لها معلومات كافية حتى نستطيع تقييمها، كما أنها بالنهاية ليست حلا للازمة الاقتصادية".

وقالت أمنية حلمي، مدير البحوث بالمركز المصري للدراسات، إن المبادرات جميعها بمثابة "النواية اللي بتسند الزير" أي أنها تستخدم كعوامل مساعدة ولكنها ليست الحل المثالي الذي يحل أزمة اقتصادية لأي بلد.

ورأت أمنية أن هناك طرقا أخرى بإمكانها حل الأزمة الاقتصادية منها حل أزمة التهرب من الضرائب ومكافحة الفساد والاعتماد على التصنيع المحلي والعمل على زيادة جودته.

ويتوقف تأثير تلك الدعوات بحسب الاقتصادي مختار الشريف، على حجم الأموال المجمعة والتي في الغالب ما تكون قليلة، وبالتالي لا تسهم فى خلق مشاريع كبيرة وضخمة تغير وجه الحياة.

بينما يرى الدكتور خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، أن المبادرات المطروحة من الرئيس أمر رمزي تهدف لإشراك الشعب والتفافه حول هدف واحد واشعاره بخطورة الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وأن هذه دولته التي يجب أن يشارك فيها. 

 

تعليقات الفيسبوك