من سيوه.. سالمة التي تحدت أعراف الواحة

الخميس 04-08-2016 PM 06:48

سالمة، فنانة من واحة سيوة تقف بجوار أحد معروضاتها وهو الفستان السيوي، معرض الحرف اليدوية من سيوه وشلاتين، 29 يوليو 2016، تصوير: مروة صابر- أصوات مصرية

"في ناس كتير شايفاني غلط، وانا بالنسبة لهم مش قدوة ابدا"، بعامية قريبة إلى لهجة القاهريين، تحدثت عن نظرة عدد غير قليل من أهل الواحة لها، هي التي قررت أن ترى من وراء نقابها كيف يبدو عالم ما وراء سيوه. 

سالمة محمد (28 سنة) تملك وتدير مع زوجها ورشة في واحة سيوه، لتصميم وتنفيذ الحُلي السيوي التقليدي من الفضة. كما تستغل فرصة احتكاكها بالسوق خارج الواحة في التسويق لمنتجات سيدات سيويات، لا تسمح لهن العادات والتقاليد الأصيلة بتخطي أعتاب المنزل. مقابل حصولها على نسبة من سعر البيع.

سالمة، خلال مشاركتها في معرض في القاهرة، تصوير: مروة صابر- أصوات مصرية

فتاة جامعية

حصلت سالمة على شهادة الثانوية العامة في الواحة، وعاقتها المسافة عن الانتظام في تعليم جامعي، "فأقرب كلية للواحة، هي التربية على بعد 350 كيلو مترا" مشيرة إلى كلية التربية في مرسى مطروح والتي تتبع جامعة الاسكندرية.

التحقت بالتعليم المفتوح في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ورغم أنها تبعد بما يزيد عن 600 كيلو متر عن الواحة، فقد سمحت "سعة أفق وتمدين" والدها بذهابها إلى الجامعة لخوض الامتحانات.

بحسب سالمة يصل التعليم في الواحة حد الثانوية العامة، ولا تكمل كثيرات من الفتيات هناك تعليمهن بعدها، بسبب بعد المسافة بين الواحة واقرب جامعة، وترى أنها كانت محظوظة بوالدها الذي لم يقتل "فضول ورغبة في اكتشاف العالم خارج الواحة" عندها.

"دفعتي كنا حوالي 60 بنتا حصلن على مؤهل متوسط، الدفعة التالية لم تكمل بعد المرحلة الإعدادية، والجيل بعدها ذهب للمدرسة الإبتدائية فقط" بهذه الكلمات أشارت سالمة إلى أن سيارة تعليم فتيات سيوة تعود للخلف.

في رأيها السبب راجع للاختلاط بين الجنسين في المدارس، والذي لا يزال منذ جيلها وحتى الآن موجودا في مختلف مدارس الواحة، "الدنيا تتمدين، ودخل التليفون المحمول والانترنت، بينما العادات والأعراف لا تزال قائمة ترفض اختلاط الأولاد بالبنات".

بعض من أعمال سالمة، تصوير: مروة صابر- أصوات مصرية

كسر القاعدة

من العادات المتأصلة في الواحة، أن الفتاة بمجرد زواجها، لا تخطو خارج المنزل، لكن سالمة تزوجت من رجل قاهري أتى إلى سيوة قبل سنوات واستقر فيها.

تنزل ابنة الواحة إلى القاهرة متحدية التقاليد، لزيارة أهل الزوج، ومشاركته المعارض التي يروجا فيها لمنتجاتهما من الفضة ومنتجات سيدات أخريات من الواحة.

"تيلتاوين" وتعني (سيدات سيوة) في اللغة الأمازيغية التي يتحدثها اهل الواحة، اسم أعطته سالمة لصفحة انشأتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للتسويق لأعمالها.

وتحت هذا الاسم وبالتعاون مع "يدوية" وهي شركة رائدة في دعم الأعمال اليدوية والحرفيين، تشارك سالمة في المعارض المختلفة في مختلف مدن مصر.

الصالحيات، حُلي من التراث السيوي، تنفيذ سالمة، تصوير: مروة صابر- أصوات مصرية

تباين في الآراء

بالنسبة لكثير من أهل الواحة سالمة مثال لا يحتذى به، "يقولون لبناتهم، لا يصح أن تكونوا مثلها، فهي تخرج وتتحدث مع هذا وذاك".

في المقابل هناك من يرى سالمة مثالا جيدا للفتاة التي تستطيع الاعتماد على نفسها وبخاصة النساء اللاتي تروج أعمالهن.

سالمة وهي أم لمولودة حديثة أسمتها زينب، تعتزم تعليم ابنتها حتى الجامعة، ودفعها حتى "أعلى نقطة تريد الوصول لها في التعليم".

تعليقات الفيسبوك