إبرة وريشة وروح مغامرة.. سر نجاح رائدة الأعمال "هدير أمين"

الأربعاء 20-07-2016 PM 01:50

هدير أمين- مؤسسة مشروع "إبرة وريشة"

بإبرة وريشة وروح مغامرة بدأت "هدير أمين" مشروعها الخاص لتصنيع مقاعد "البين باج"، ونجحت في غضون عام في تثبيت قدميها في سوق العمل عبر إضفاء طابع مميز لمنتجاتها.

ولا يتجاوز عدد سيدات الأعمال في مصر 11%، وهي نسبة أقل من نصف النسبة العالمية والتي تتعدى 30% وفقا لتصريح حديث لفان جوي مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة.

وقالت هدير (23 عاما) مؤسسة مشروع "إبرة وريشة" لأصوات مصرية، إن اتخاذ قرار المغامرة بالمال والوقت والمجهود هو أصعب خطوة قابلتها كرائدة أعمال في بداية الطريق.

وأضافت "والدتي كانت قلقانة في البداية أني أخسر فلوسي وخاصة إني بغامر بمنتج جديد نسبيا فكانت خايفة أني معرفش أسوق له ومحدش يشتريه".

و"البين باج" هي أحد أنواع المقاعد التي تصنع من الأقمشة أو الجلود ويتم حشوها بمادة الفوم، وتأخذ وضعية الجسد عند الجلوس عليها، وهي مفيدة لمن يعانون من آلام الظهر أو الرقبة.

 

وفي عمر التاسعة بدأت هدير في اكتساب خبرتها في التعامل مع الإبر وماكينات الخياطة بأحد مصانع الملابس، وتقول "الظروف اضطرتني للشغل بعد وفاة والدي لكن مكنتش مضايقة إني بشتغل، بالعكس كنت حاسة إني مستقلة وقادرة أجيب لنفسي أي حاجة أنا عاوزاها وكنت بذاكر وبنجح في دراستي".

وتقول إن أول "جيبة" حاكتها بالكامل كانت في مرحلة الإعدادية، وعملت بعدها في أعمال متفرقة اعتمدت فيها على خبرتها في مجال التفصيل وموهبتها في الرسم، حتى أنهت دراستها بكلية الآثار قسم ترميم، كما درست الجرافيك في كلية الفنون الجميلة لمدة عام.

وأضافت "لأن مش كتير اللي بيلاقوا شغل مناسب لمجال دراستهم اشتغلت في أتيليه واشتغلت مدربة في ورش لتعليم الرسم لحد ما فكرت أني أجمع بين الحاجتين اللي بحبهم وأبدأ مشروع خاص بيا".

 

وتابعت "وبدأت أجرب مع نفسي وأتفرج على فيديوهات على اليوتيوب لحد ما قدرت أعمل أول طلبية "بين باج" وعجبت الناس وبدأ يطلبوا مني طلبيات تاني".

وتحكي عن كواليس إطلاق مشروعها "إبرة وريشة" في يونيو 2015، قائلة "نزلت اشتريت أقمشة من أسواق العتبة والأزهر وباب الشعرية وعملت موديلات مختلفة وصورتها ونزلتها على فيس بوك، ومن هنا كانت البداية واتعرفت في محيط أصدقائي وبعدها وسعت الدائرة".

وكان الابتكار هو وسيلة هدير أمين للتميز وسط منافسيها، وتقول"كل (بين باج) باعملها لازم يكون فيها فكرة عشان الناس تلاقي عندي حاجة مش هيلاقوها عند حد تاني".

وأضافت "أحيانا بطبع رسومات أو جمل بيحبها الشخص أو اسمه على (البين باج) وباستخدم ألوان أقمشة وجلود مطرقعة، وعملت للأطفال رسومات لشخصياتهم المفضلة زي (كيتي) و(مينيون)".

ويبلغ عدد متابعي صفحة "إبرة وريشة" على فيس بوك نحو 17 ألف مشترك.

وأشارت رائدة الأعمال إلى أنها لم تقم بعمل دراسة جدوى أو تدرس السوق وأساسيات التسويق حين بدأت مشروعها، قائلة "بعد فترة لقيت الشغل بيقف في أوقات ومبيكنش عندي طلبيات، وسألت نفسي إيه الفرق بيني وبين الشركات المنافسة وليه هم ناجحين وعندهم عملاء أكتر وأنا لسه واقفة عند نفس النقطة رغم إنهم بيبعوا بضعف السعر بتاعي".

وأضافت "بدأت أقرأ في مجال البيزنس والتسويق واسأل خبراء في المجال وده ساعدني جدا، وحاليا بفكر أعمل ورش للأشخاص اللي بيبدأوا مشاريعهم أنقل لهم خبرتي عشان يبدأوا باحترافية".

ولا تزال هدير أمين تعمل بفريق عمل صغير وإمكانيات محدودة وتطمح بإنشاء مصنع وأن يتحول مشروعها لعلامة تجارية مشهورة في مجال تصنيع الأثاث.

ومن شأن المساواة بين الرجل والمرأة في سوق العمل زيادة إجمالي الناتج المحلي بواقع 34%، وفقا لتصريحات كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر دافوس عام 2013.

تعليقات الفيسبوك