عامان على حكم السيسي.. غلاء رغم الدعم واستقرار على حساب الحريات

الثلاثاء 07-06-2016 PM 03:42

الرئيس عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب - نوفمبر 2015 - صورة من الرئاسة

- غالية: السيسي عمل لنا كل حاجة حلوة .. كفاية التموين والعيش بقى ببلاش

- لبنى: الثمن إللي اتدفع لعودة الاستقرار والأمن كان التضييق على الحريات

- نعمت: الطبقات العالية ما تأثرتش قوي بالوضع الاقتصادي زي الناس البسيطة

"أوعوا تكونوا مش مصدقين إن مصر مش هتبقى قد الدنيا وبكرة تشوفوا".. "إعملوا حساب لليوم اللي مصر هتكون فيه قد الدنيا"، عبارات رددها رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتم انتخابه رسميا، وعاد وأكد عليها بعد توليه المسؤولية، في إشارة منه إلى ما يتطلع لإنجازه خلال فترة حكمه.

فهل شعر المصريون بأن بلادهم وأوضاعهم صارت أفضل بعد عامين من حكم السيسي؟

اختلف تقدير المصريين لتحسن معيشتهم، وتحقق ما تمنوه، ولاطمئنانهم إلى مستقبلهم تحت قيادة الرئيس الحالي.

أصوات مصرية حاورت 3 مصريات، من طبقات اجتماعية مختلفة، للتعرف على آرائهن في عامين من حكم السيسي، حيث أن السيدات يكن مسؤولات في كثير من الأحيان عن إدارة متطلبات الحياة اليومية للأسر، فتعكس آرائهن مدى تحسن أو تدهور تلك الحياة.

شعرت غالية محمود، ربة منزل، بسعادة كبيرة عندما تولى السيسي الحكم، ومازالت كما تقول "مبسوطة جدا.. ده عمل لنا كل حاجة حلوة.. كفاية إن التموين بقى ببلاش والعيش ببلاش.. كل الغلابة كانوا عايزينه وفرحانيين بيه ولسه فرحانيين".

وكانت وزارة التموين قد بدأت، بالتزامن مع تنصيب السيسي رئيسا للجمهورية، تطبيق منظومة جديدة للدعم التمويني تعطي المواطن الحق في الاختيار من بين أكثر من سلعة، وتسمح له باستبدال بعض النقاط التي يوفرها من الخبز المدعم ببعض السلع التموينية.

تعيش غالية في قرية فقيرة تابعة لمحافظة أسيوط، ولديها 6 أولاد، وتتولى هي الإنفاق على أسرتها بعد أن أصيب زوجها، الذي كان يعمل بائعا متجولا، بانزلاق غضروفي.

تلجأ غالية أحيانا للعمل في البيوت، وتقول "ساعات الحالة بتبقى واقفة فبروح أشتغل عند الناس علشان أمشي حالي".

تشعر غالية بالاستقرار والأمن خلال العامين الماضيين وتقول "كفاية أنه خلى البلد مفيهاش حرامية ولا سرقة ولا إرهاب، يعني هنعوز إيه تاني".

ولكن الاستقرار الذي تعيشه غالية، لا يمنعها من أن تشعر بالقلق بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الفترة الماضية، "الأسعار ولعت قوي. يا ريت حد يوصل للسيسي علشان مش عايزين ثورة تاني".

الأسعار ولعت قوي. يا ريت حد يوصل للسيسي علشان مش عايزين ثورة تاني

وتعمل غالية بائعة متجولة، وتسمع يوميا همهمات الناس حول ارتفاع الأسعار وسخطهم على الحكومة وتقول "والله بدافع عنه وأقول للناس إنه ملوش ذنب، يعني هو هيعمل إيه ولا إيه".

لا تملك غالية، بالإضافة لما تحصله من عملها، سوى معاش ضمان اجتماعي يحصل عليه ابنها، لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقول "الحالة صعبة خالص، بس أنا قدمت على معاش تكافل وكرامة. واسمي لسه منزلش".

وبدأت وزارة التضامن الاجتماعي في تطبيق نظام الدعم النقدي في يونيو الماضي، عن طريق صرف معاش شهري لكبار السن والمعاقين، والأسر الفقيرة التي لديها أطفال في المدارس.

مفيش جديد

على عكس غالية تشعر لبنى الريدي، مترجمة، بالإحباط بعد عامين من انتخاب السيسي وتقول "كان عندي أمل كبير فيه، وكان عليه إجماع محدش يحلم بيه، بس هو ضيع رصيده".

تشرح لبنى كيف أضاع السيسي هذا الرصيد وتقول لأصوات مصرية "اللي دعموا السيسي هما الناس البسطاء، لكن دلوقتي الشعب البسيط بيعاني من ارتفاع الأسعار ومحدش بيسأل فيه".

وتضيف "الشباب اللي عملوا الثورتين وكانوا سبب في وجوده في الحكم، وضعهم الآن إما في السجن أو مهمشين أو محبطين وعايزين يهجوا ويسيبوا البلد".

تحدد لبنى الفئات التي تراها استفادت خلال العامين "رجال الأعمال، اللي بتتعمل لهم كل التسهيلات، والشرطة والقضاء والجيش اللي مرتباتهم بتزيد كل يوم".

ولا تنكر السيدة الستينية وجود درجة كبيرة من الاستقرار في المجتمع، مقارنة بالمرحلة الانتقالية التالية لثورة يناير أو بحكم جماعة الإخوان المسلمين، "صحيح الأمن بقى أفضل وفيه استقرار وده المفروض يكون الطبيعي، لكن الاستقرار ده ملوث".

ترى لبنى الاستقرار التي تعيشه مصر حاليا "ملوث بالقبضة الأمنية"، وفقا لقولها وتضيف "الثمن اللي اندفع علشان الاستقرار كان تضييق أكبر على الحريات والكبت للناس".

انتخبت لبنى، المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتقول "انتخبت حمدين علشان يكون فيه معارضة وطنية جيدة في المستقبل، لكن ده محصلش".

تشعر لبنى حاليا أنها عادت إلى أجواء حكم الرئيس الأسبق، أنور السادات، حيث "كانت القيادة تقول كلمة فيصفق المؤيدون، وترجع القيادة لتقول عكس تلك الكلمة فيصفق المؤيدون أيضاً".

القيادة تقول كلمة فيصفق المؤيدون، وترجع القيادة لتقول عكس تلك الكلمة فيصفق المؤيدون أيضاً

لا ترى لبنى دليلا على وجود تغير بعد عامين من حكم السيسي، وتقول "مثلا المشروعات القومية اللي بيتكلموا عليها دي مش حاجة ملموسة دلوقتي، يمكن نحس بيها بعد 3 أو 5 سنين، لكن الباقي مفيش".

الطبقات العليا في أمان

أما نعمت فرحات فتشعر بتحسن كبير في حياتها خلال عامين من حكم الرئيس السيسي.

تقول نعمت، التي تسكن بمنطقة المهندسين، ويعمل زوجها في أحد البنوك الخاصة،

"لما برجع بالذاكرة بحس بتحسن كبير، كفاية إن عندنا كهرباء طول الوقت، ومش بتقطع زي زمان".

وتضيف "حاليا فيه شبكة طرق كبيرة وجيدة. ده كفاية طريق التجمع الخامس والطرق الجديدة اللي شغالين فيها".

وتقول نعمت "الناس اللي بتشتغل معايا بيحكولي إنهم بيأخدوا سلع كتير على بطاقات التموين، وإن السلع متوفرة في المجمعات، والعيش مبقاش فيه طوابير.. مش ده برضو تحسن".

تثني السيدة الأربعينية على تحسن الأمن خلال أيام حكم السيسي وتقول "الأمن بقى أحسن. ده أنا قبل كده فضلت سنة ونص بخاف أمشي في الشارع لوحدي".

وترفض نعمت أن يتم ربط الاستقرار الأمني بالتضييق على الحريات وتقول "الحرية دلوقتي ترف، مبقاش بغرق ومش عارفة أتنفس وأقول لازم يكون في حرية، الأول لازم أقب على وش المية، وبعدين نبقى نفكر في الحرية".

الأول لازم أقب على وش المية، وبعدين نبقى نفكر في الحرية

وتصف نعمت قرارها بانتخاب السيسي رئيسا للجمهورية، بعد مرور عامين من حكمه، بأنه "كان قرار صح 100 في 100، علشان كل اللي عمله خلال السنتين دول".

ورغم ذلك تعترف نعمت بأن مصر حاليا تعاني من مشكلة اقتصادية وتقول "الحقيقة الطبقات العالية اللي زينا ما تأثرتش قوي بالموضوع ده، لكن الناس البسيطة هي اللي بتعاني، ومش مبسوطة بارتفاع الأسعار".

وتشرح نعمت الوضع الاقتصادي قائلة "ببساطة اللي جاي مش قد اللي بيتصرف، واحنا عندنا مشكلة كبيرة في السياحة وانخفاض إيرادات قناة السويس".

كل الحكومات التي جاءت منذ بداية ثورة 25 يناير فشلت في حماية مصر من الأزمات الاقتصادية، كما ترى نعمت، وتقول "الحكومة الوحيدة اللي كانت تقدر تعمل كده، هي حكومة أحمد نظيف، لأنهم كانوا مجموعة اقتصادية هايلة".

ولا تتوقع نعمت تحسنا كبيرا في الأوضاع الاقتصادية خلال العامين القادمين من حكم الرئيس السيسي "لكن لازم نلحق الاقتصاد علشان ما نغرقش".

تعليقات الفيسبوك