"الأسطى زينب".. مهندسة تدير 16 رجلا في ورشة ميكانيكا

الثلاثاء 17-05-2016 PM 03:17

المهندسة زينب مبارك وسط مجموعة من العمال - صورة من صفحتها

بنبرة قوية وحماسية تدير المهندسة "زينب مبارك" 16 عاملا، تتراوح أعمارهم ما بين 29 إلى 53 عاما، في ورشة مكانيكا تابعة لإحدى التوكيلات العالمية للسيارات.

وقالت "زينب مبارك"، لأصوات مصرية، إن اكتساب ثقة العمال واحترامهم تطلب منها عدة شهور حتى نجحت في كسر الحاجز النفسي لديهم في تلقي الأوامر من "رئيسة ست".

وأضافت "الموضوع في البداية كان صعبا جدا، وأحيانا كان العمال بيرفضوا ينفذوا الأوامر اللي بديها لهم وشايفين أن خبرتهم بحكم السن أكبر مني، وكنت ساعتها باخد إجراء ضد العامل وإدارة الشركة بتدعمني".

وأشارت إلى تغير الوضع الآن بعد عامين من توليها قيادة العمال بالورشة، قائلة "العامل لما بيحس إنك بتقدمي له علم مكنش يقدر يوصله لوحده بيسهل عليه الشغل أو يخرجه بجودة أفضل بيحترمك ويبدأ يبص لك بنظرة مختلفة، ودي فايدة العلم إنه بيضيف لك كتير".

المهندسة زينب مبارك قائدة العمال بورشة ميكانيكا

بدأت زينب مبارك رحلة معاناة منذ اختيارها لقسم "هندسة طيران" وحتى وصولها لمنصبها الحالي، كونها "بنت محجبة" في مجال يحتكره الرجال، وتقول "شركات كتير كانت بترفض تستلم "السي في" بتاعي لمجرد إني بنت وفي شركات طيران رفضت تشغلني لإني محجبة".

ودفعها الإحباط لترك مجال تخصصها لبعض الوقت وعملت في مجالات مختلفة من بينها "الكول سنتر"، وتدربت بدون أجر لعام كامل في الشركة التي تعمل بها حاليا والتي التحقت بها قبل أربعة أعوام حتى أثبتت أن لا فرق بين بنت وولد.

وتصف ما مرت به قائلة "كنت بغير زيت وأعمل صيانة وأفك مواتير، اتمرمط بمعنى الكلمة وضاع مجهود ووقت من عمري لحد ما أثبت نفسي، ومعتقدش إني كنت همر بكل ده لو كنت ولد".

وأضافت "المجتمع بيسمح للبنت أنها تشتغل سكرتيرة أو مدرسة لكن متبقاش مديرة مباشرة لأنه مجتمع ذكوري ولسه ناس كتير بتشوف أن الست ملهاش غير بيتها وجوزها".

وتبلغ نسبة الرجال في المناصب القيادية ضعف نسبة النساء، بنسبة (63.7%) للرجال و(36,3%) للنساء وفق إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2014.

واحتلت مصر المركز 101 في مؤشر تولي الوظائف القيادية للنساء من بين 142 دولة وفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي عن عام 2015، وصنفت ضمن أسوأ 10 دول في مجال المساواة بين الجنسين طبقاً للتقرير.

ولا ترى زينب أن هناك تعارضا بين عمل المرأة في بيئة عمل "خشنة" وبين احتفاظها بأنوثتها، قائلة "وقت الشغل بابقى شخصية جد ومسيطرة وقادرة تتعامل مع الصنايعية وتكسب احترامهم".

المهندسة زينب خلال مباشرتها العمل بورشة السيارات

وتضيف "بتعامل في حياتي الخاصة بشخصية تانية ومعروف عني إني دلوعة العيلة وبحب الرسم والرقص والفاشون وبحط ماكياج ومانكير زي أي بنت والشخصيتين بيتقابلوا في نقطة".

تعليقات الفيسبوك