أولوند للسياسيين المصريين: تحدثت مع السيسي عن حقوق الإنسان و"لا نساوم ولا نتنازل عن قيمنا"

الإثنين 18-04-2016 PM 11:08

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي أثناء توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين - الأحد 17 أبريل 2016 -صورة من رئاسة الجمهورية

عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند لقاء مساء اليوم الاثنين بمنزل سفير دولة فرنسا بالقاهرة، مع عدد من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني المصري، مؤكدا أنه طرح قضية حقوق الإنسان على الرئيس عبد الفتاح السيسي ولم يساوم على القيم الفرنسية.

وبدأ الرئيس الفرنسي، أمس الأحد، زيارة رسمية للقاهرة تستغرق ثلاثة أيام، أجرى خلالها مباحثات مع السيسي وشهد الجانبان توقيع 30 اتفاقية وإعلان نوايا ومذكرة تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.

وضم اللقاء من مصر هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد، وزياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، والنائب محمد أنور السادات والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والإعلامية جميلة إسماعيل، والمحامي الحقوقي خالد علي.

أمن مصر ضمانة للمنطقة

ونقل خالد علي عن الرئيس الفرنسي قوله، خلال اللقاء، إن أمن مصر هو ضمانة للمنطقة وأنه تحدث كثيرا خلال زيارته لمصر عن ضرورة حماية حقوق الإنسان وألا تكون الحرب على الإرهاب على حساب هذه الحقوق.

وأضاف أولوند، حسب صفحة المحامي الحقوقي على فيس بوك، أن كل العقود الموقعة بين مصر وفرنسا ليس لها هدف إلا دعم مصر، مشيرا إلى أهمية تطوير الجهات الأمنية ومنظومة العدالة.

وقال إنه "لا يوجد دولة فى العالم لا يتهم شعبها الجهاز الأمني".

ازدواجية المعايير

وطالب خالد علي بالتفرقة بين الحرب على الإرهاب وبين استغلال هذه الحرب لمصادرة المجال العام وملاحقة المعارضين والسياسيين، معتبرا أن "محاربة الإرهاب لن تتحقق إلا باحترام الشرعية الدستورية وضمان المحاكمات العادلة والمنصفة".

وأكد علي أن هناك أهمية للتعاون الاقتصادي بين الدول لكن لا يجب أن يأتي هذا التعاون على حساب الشعوب وإجبارها على نمط اقتصادي لن يحقق لها عدالة اقتصادية أو اجتماعية.

معايير حقوق الإنسان عالمية

وأعلن علي رفضه لتفرقة أولوند بين المعايير الأوروبية لحقوق الإنسان وشدد على أنه لا يوجد شىء اسمه معايير أوروبية ومعايير أفريقية في حقوق الإنسان، مؤكدا أنها "معايير واحدة والعالم كله متعارف عليها".

كانت صحيفة نيويورك تايمز قالت، في افتتاحيتها الخميس الماضي، إن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند لمصر تمثل تحديا لقرار البرلمان الأوروبي بشان قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

وكان ريجيني (28 عاما) اختفى من شوارع القاهرة في 25 يناير وعثر على جثته وعليها آثار تعذيب شديد ملقاة على مشارف العاصمة على جانب طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي في الثالث من فبراير. ومنذ العثور على جثة ريجيني وبها إصابات وجروح وجهت إلى الشرطة المصرية اتهامات بالتورط في مقتل الباحث الإيطالي، وهو زعم نفته مصر مرارا.

وقال المحامي الحقوقي إن عددا من الشباب الذين عرفوا باللقاء يتهمون فرنسا وأغلب الدول الأوربية بتبنى معايير مزدوجة حيث يتحدثون فقط عن الحقوق والحريات لكن الواقع أن عقود الاستثمار وشراء الأسلحة تجعلهم يغضون الطرف عن كل شىء.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال منتدى الأعمال المصري الفرنسي بالقاهرة بحضور نظيره الفرنسي اليوم الاثنين، إن النظر لما يشهده الشرق الأوسط من اضطرابات من منظور أوروبي هو "ظلم كبير" لدول المنطقة.

ماهو ثمن الرافال؟

وتساءلت الإعلامية جميلة إسماعيل "لماذا تحولت العلاقة بين مصر وفرنسا إلى العلاقة بين البائع والمشتري على جثة القيم الإنسانية التي ستحيا؟ هل الرافال ثمنها الصمت عن ملف يهم أجيال المستقبل؟".

وكانت مصر وقعت، في فبراير الماضي، اتفاقية للتعاون العسكري مع فرنسا، تقوم بموجبها باريس بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة من طراز "فريم" وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "أم بي دي أيه"، في صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو.

ورد الرئيس الفرنسي، حسب ما أوردت جميلة على صفحتها على فيس بوك، مؤكدا أنه تحدث مع السيسي عن حقوق الإنسان واحترام الحريات، قائلا "لا نساوم ولا نتنازل عن قيمنا ونجحنا في هدفنا من الزيارة وهو الحديث عن حقوق الإنسان والحريات في كل لقاء قمنا به".

وقالت شركة إنجي الفرنسية للطاقة اليوم الاثنين إنها وقعت اتفاقات لتطوير مصادر الطاقة المتجددة وتوريد الغاز الطبيعي المسال مع عدة شركات مصرية أثناء الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى القاهرة.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن صحيفة لا تريبيون الفرنسية قولها، الشهر الماضي، إن مصر تستعد لشراء سفن حربية وقمر صناعي من فرنسا في صفقات تتجاوز قيمتها المليار يورو.

وكان أولوند طالب السيسي بتقديم أجوبة عن انتهاكات حقوق الإنسان وقال في مؤتمر صحفي أمس، إن "فرنسا بتقاليدها وتاريخها يمكنها أن تكسب معركة الإرهاب، والحرية ليست التساهل مع مجموعات تنادي بالتطرف، والحرية ليست تجاهل المخاطر، ويجب تقديم أجوبة ولكن مع دولة القانون".

تعليقات الفيسبوك