الفورين بوليسي: هل يمتلك المشير السيسي خطة بشأن اقتصاد مصر؟

السبت 19-04-2014 PM 02:35
الفورين بوليسي: هل يمتلك المشير السيسي خطة بشأن اقتصاد مصر؟

المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع- صورة من الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على فيس بوك.

كتب

على موقع مجلة الفورين بوليسي، كتب محمد الدهشان أنه يمكن فقط حتى الآن معرفة التوجهات الاقتصادية لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي من تصريحات، معظمها مسرب ومرتجل إلى حد كبير، على عكس سياساته الداخلية والخارجية.

وقال الدهشان، زميل مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط التابع لمركز الأطلنطي، إن السيسي المرشح الذي يتصدر سباق الرئاسة "يستهدف في الداخل محو وجود جماعة الإخوان المسلمين، وفي الخارج إرضاء كل الأطراف الدولية الرئيسية بينما ينمي العداء تجاه تركيا وقطر وغزة".

وقال الكاتب إن السيسي أحاط نفسه بمجموعة من الخبراء تعد برنامجا اقتصاديا سيخرج إلى النور خلال أسابيع.

ويستعرض الكاتب بعض تصريحات السيسي، المسربة غالبا، ومن بينها تصريح يقول فيه "هل فكر أحد بالتبرع بمرتب شهر لمساعدة الفقراء؟..هل فكر أحد في الذهاب إلى الجامعة سيرا على الأقدام لتوفير المال للبلاد؟..أعرف مصر ومشاكلها ..لا تتقدم البلاد بالكلمات لكن بالعمل وإنكار الذات..ربما نحتاج جيلا أوجيلين من أجل أن تعيش البلاد".

ويرى الكاتب أن هذه التصريحات تبين أن السيسي يفضل سياسة التقشف، وزيادة الضرائب، وتخفيض الانفاق على الخدمات العامة، على عكس حكومة الببلاوي السابقة التي عينت في يوليو 2013، واستقالت قبل أسابيع، والتي استخدمت مساعدات خليجية لزياة الإنفاق –وزيادة الديون- على أمل تنشيط الاقتصاد المحلي.

ويعلق الكاتب على تصريحات أخرى جاء بها أن "الشباب أمل مصر ويجب أن يبني بلده أولا قبل أن يفكر متى سيكون قادرا على الزواج"، ويقول "هذا التصريح عبثي ومهين..فالشباب -60% من السكان تحت سن 30- ليسوا 'أمل مصر' هم مصر نفسها".

ويضيف هؤلاء الشبان يشكلون 69% من إجمالي العاطلين.."ما الذي يتوقع منهم أكثر من ذلك..وكيف يطلب منهم ربط الأحزمة...لو أن الشباب هم الأغلبية فلصالح من تطلب منهم التضحية؟".

ويقول الكاتب "لا يقصد من إنكارهم للذات أن يخلقوا غدا أفضل لأطفال –يجب ألا يأملوا في إنجابهم- ولكن بالأحرى لصالح أجيال أكبر تمتعت بنهب البلاد وتسعى لاستمرارها في ذلك".

ويعلق الكاتب على تصريح آخر للسيسي يتساءل فيه لماذا لا يفكر المصريون العاملون بالخارج بالتبرع لفقراء بلادهم بمرتب شهر، ويقول "ينظر السيسي للمصريين المغتربين كبقرة تجمع النقود متجاهلا أنماط إنفاق العمال المصريين، حيث أن الجزء الأعظم منهم يعمل بالخارج تحت ضغط الضرورة مدفوعا إليه بسبب البطالة وتدني الأجور، والملايين منهم –الذين يضع السيسي عينه على محافظهم- يعملون في ظروف عمل سيئة ووظائف تافهة، ومخاطرين أحيانا بحياتهم، ومعظمهم رجال يبعثون بالفعل تحويلات لعائلاتهم داخل البلاد بلغت في العام المالي الماضي 19 مليار دولار".

ويشير الكاتب إلى اقتراحات بفرض ضريبة على العاملين في الخارج، ويقول "سيكون منافيا للعدل أن يسددوا ضرائب على دخل تم كسبه خارج البلاد، وهم لا يتلقون أي خدمات من الدولة، ونفقاتهم في الداخل يفرض عليها ضريبة المبيعات".

ويضيف "السيسي لا يعد بتحسن ظروف المعيشة للمصريين في أي وقت قريب -لجيل أو جيلين كما قال- فهل يعد هذا من قبيل الواقعية المتشائمة أم عدم رغبة في تنفيذ إصلاحات صعبة؟".

ويرى الكاتب أن السيسي على الأرجح لا يرغب في إجراء إصلاحات، قائلا إنه "منحاز لمصالح رجال أعمال عهد مبارك الذين تعهدوا أيضا بدعمه...أوضح الأمثلة هو تخاذل الحكومة عن إعادة هيكلة الدعم للصناعة..والتركيز على الحاجة على تخفيض الدعم الاستهلاكي للأفراد".

ويضيف الكاتب أن السيسي لا يبدي أيضا اهتماما كبيرا بإجراء إصلاح عاجل تحتاجه مؤسسات القضاء، ويتوقع قليل من المصريين أن يحاول إصلاح وزارة الدخلية".

ويضيف "من المدهش أن مرشحا للرئاسة في بلد يشهد أزمة، يبدو عازما على أن يعد بما هو أكثر قليلا من ظلام في نهاية النفق".

ويرى الكاتب أن شعبية السيسي الحالية "المبالغ فيها" قد لا تكون كافية لتمكينه من تبني سياسات اقتصادية قاسية، بسبب المعارضة المحتملة من جماعة الإخوان والمعارضة العلمانية على حد سواء، على الأخص لو لم تجلب سياسات المدى القريب أي تحسن للمواطنين الذين عانوا لثلاث سنوات.

رابط المقال الكامل على موقع مجلة الفورين بوليسي بتاريخ 18 أبريل 2014

تعليقات الفيسبوك