ها آرتس: مصر تواجه متشددين يختلف أسلوبهم عن جماعات الثمانينات والتسعينات

الأربعاء 01-07-2015 PM 04:27
ها آرتس: مصر تواجه متشددين يختلف أسلوبهم عن جماعات الثمانينات والتسعينات

الحدود المصرية الإسرائيلية في شمال سيناء - رويترز

كتب

اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حادث اغتيال النائب العام المصري هشام بركات يمثل تطورا جديدا يشير إلى توسع نشاط الجماعات المتشددة داخل المدن المصرية.

وأضافت الصحيفة أن الجيش المصري يواجه جماعات متشددة جديدة تختلف عن تلك الجماعات التي كانت تنشط في مصر في الثمانينيات والتسعينيات.

وقتل بركات يوم الإثنين، في حادث تفجير استهدف موكبه بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة.

وأضافت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى خلال سنوات التي تنجح فيها جماعة إرهابية في مصر في اغتيال مسؤول رفيع المستوى مثل النائب العام.

وتابعت أن الجماعات الإرهابية الناشطة في مصر الآن تختلف كثيرا عن تلك التي كانت موجودة قبل ثلاثة عقود، موضحة أن بعض تلك الجماعات أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق "داعش"، بينما ما زال البعض الآخر يدعم تنظيم القاعدة، فيما يعمل بعضها مستقلا.

وقالت إن الجماعات الإرهابية في مصر وسعت من نشاطها سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث الأهداف، حيث تركز ليس فقط على الجيش والشرطة، ولكنها بدأت كذلك منذ العام الماضي في استهداف السياحة في الأقصر والمدنيين في المدن والشخصيات العامة.

وأضافت أن تلك الاستراتيجية الجديدة تُظهر أن الجماعات الإرهابية تمكنت من بناء قاعدة لوجستية في المدن متجاوزة المخابرات المصرية.

وأشارت إلى أن خطوط إمداد هذه الجماعات تمتد من ليبيا عبر الصحراء الغربية، ومن السودان، وحتى من قطاع غزة إلى وقت قريب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين مصريين قولهم إنه يوجد في مصر نحو مليوني قطعة سلاح غير مرخصة، كانت المسؤولة عن مقتل نحو 500 على الأقل من رجال الشرطة والجيش منذ عام 2013 معظمهم في سيناء والبعض في القاهرة ومدن أخرى.

وقالت الصحيفة إن "الجيش المصري كان يعتقد في بادئ الأمر أنه يمكن التعامل مع هذه المنظمات عن طريق استراتيجية وقف تمويلها وتسليحها ومطاردتها في المناطق التي تكون أقوى فيها كما في سيناء والصحراء الغربية".

وأضافت أن قوات الجيش هدمت أكثر من 2000 منزل على طول الحدود مع قطاع غزة وسوتها بالأرض لتعميق المنطقة العازلة وقامت بتركيب أجهزة إلكترونية متطورة على طول الحدود، كما دمرت القوات كل الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة إلى جانب إغلاق معبر رفح (فتح مؤخرا بشكل مؤقت).

وقالت هآرتس إن تلك التدابير الوقائية لا تعد بديلا عن الملاحقات الأمنية على الأرض للمتشددين في سيناء، مضيفة أن الجيش المصري يواجه تحديات تكتيكية تتمثل في الصعوبة الكبيرة في تحديد وضرب مخابئ وكهوف المتشددين في سيناء على الرغم من حصوله على تصريح من إسرائيل باستخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية.

واضافت أنه "على الجانب الآخر من البلاد، يستخدم الجيش المصري القوات الجوية والطائرات التابعة للإمارات ضد معاقل داعش في الجزء الشرقي من ليبيا، في الوقت الذي تعتمد فيه قوات الأمن المصرية على القبائل المحلية في سيناء لجمع المعلومات".

وقالت الصحيفة إن الجماعات المتشددة الجديدة مثل "أنصار بيت المقدس" تختلف عن الجماعات التي كانت تنشط في مصر في السابق من حيث أنها تعمل بشكل مستقل حتى ولو كانت ظاهريا تحت مظلة منظمة ما.

وأضافت "على العكس من الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط في مصر في 1980 و1990 هذه الجماعات الجديدة ليست لها قيادة روحية معروفة أو موحدة تملي عليها الأوامر بالتحركات أو تتفاوض مع الحكومة".

وأشارت إلى أن الزعيم الروحي لجماعة أنصار بيت المقدس، أبو أسامة المصري، ليس لديه تعليم ديني عميق ولا تتعدى سلطته كونه إماما في مسجد. ونقلت عن باحثين في مجال الحركات الإسلامية في مصر قولهم إنه لم يتبق هناك زعماء روحيون لقيادة تلك التنظيمات الجديدة بالطريقة التي قاد بها الزعماء الروحيون تنظيم القاعدة سابقا وتنظيم داعش الآن.

وأضافت أن معظم هؤلاء الزعماء السابقين الآن في السجن أو نبذوا "الإرهاب".

وقالت الصحيفة إنه كنتيجة لذلك، فإن "الجماعات الإرهابية المصرية" تعتمد على قيادة من الخارج مثل أبو الحسن الفلسطيني الذي كان الزعيم الروحي لتنظيم داعش في منطقة القلمون في لبنان، والذي أصدر كتابا في عام 2010 يشرح فيه لماذا من الجائز قتل المدنيين والشرطة والجنود".

وأشارت إلى أن المخابرات المصرية وجدت كتابات الفلسطيني أثناء تفتيشها لمخابئ "الإرهابيين" في مصر، مضيفة أن من المأنمأنه أنه يعتقد أن داعش تمكن من تسويق استراتيجية وأيديولوجية الفلسطيني في ظل الفراغ في منصب القيادة الروحية.

واعتبرت الصحيفة أن هذا أمر سئ بالنسبة للحرب المصرية على "الإرهاب"، حيث يمكن أن تجد مصر نفسها في مواجهة جبهة تتسع في المدن يمكن أن تستخدم نفس التكتيكات التي تستخدمها داعش.

تعليقات الفيسبوك