الواشنطن بوست: الحكم بإعدام مرسي يغذي روايات حزب إردوغان عن استهداف الاسلام السياسي

الأربعاء 17-06-2015 PM 05:31
الواشنطن بوست: الحكم بإعدام مرسي يغذي روايات حزب إردوغان عن استهداف الاسلام السياسي

الإعدام لمرسي وبديع والشاطر في قضيتي "التخابر" و"اقتحام السجون"، 16 يونيو 2015. رويترز

كتب

قالت صحيفة الواشنطن بوست، اليوم الأربعاء، إن أحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، تغذي الروايات التي يقدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لاستقطاب مؤيديه.

كانت محكمة جنايات القاهرة، قضت الثلاثاء، بإعدام مرسي والمرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع وأربعة قياديين آخرين في الجماعة لإدانتهم في قضية "اقتحام السجون المصرية" إبان ثورة يناير 2011 وأنزلت عقوبات مشددة أيضا بحق قيادات بالجماعة، كما عاقبت أكثر من 90 آخرين بالإعدام غيابيا.

ويمكن الطعن على الأحكام أمام محكمة النقض للمحكوم عليهم حضوريا، أما المحكوم عليهم غيابيا فتعاد محاكمتهم تلقائيا إذا ألقت الشرطة القبض عليهم أو سلموا أنفسهم.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، إن الغضب الأكبر إزاء حكم إعدام مرسي كان من تركيا وتعليق الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي يعد من أشد منتقدي الرئيس عبد الفتاح السيسي. ووصف إردوغان أحكام الإعدام بأنها مذبحة قانون وللحقوق الأساسية، وحث المجتمع الدولي على "التحرك لإلغاء أحكام الإعدام التي صدرت بأوامر من الانقلاب العسكري والتي من الممكن أن تعرض السلام في المجتمع المصري لخطر فادح".

واشارت الصحيفة، إلى أن إردوغان و"حزب العدالة والتنمية" الحاكم "شاهدوا برعب" ما حلّ بمرسي وبحلفائه السياسيين من قيادات جماعة الإخون المسلمين.

ونقلت عن إردوغان قوله - عند إحالة أوراق مرسي للمفتي الشهر الماضي- إن "مصر أصدرت للأسف حكما بالإعدام على الرئيس المنتخب بنسبة 52% من المصريين.. مصر تعود إلى سابق عهدها" في إشارة إلى عقود من الحكم شبه الديكتاتوري في عهد الرئيس الأسبق مبارك. واضافت الصحيفة الأمريكية أنه بعد ذلك بوقت قصير نشرت صحيفة موالية لحزب العدالة والتنمية عنوانا يقول "يرتبط مصير مصر بيوم 7 يونيو" موعد الانتخابات الوطنية في تركيا.

وذكرت واشنطن بوست أن المسألة في تركيا ليست مجرد الداعم الواضح من زعيم لسجين سياسي في مكان آخر. وأضافت أن مصر وتركيا لديهما تاريخ طويل مع النخبة العلمانية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الجيش من أجل سحق المعارضة وقمع الإسلام السياسي.

وقالت "هذا التاريخ هو الدافع وراء احاديث إردوغان وسياساته".

وأضافت الصحيفة أن المنتقدين يقولون إن الشعور باستمرار الظلم للمسلمين امر حيوي في السرد الروائي الذي يقدمه حزب العدالة والتنمية رغم سنواته في الحكومة.

ونقلت عن الكاتب التركي مصطفى اكيول قوله "إردوغان موجود في السلطة منذ 13 عاما وجمع بين يديه قدرا من السلطة لم يسبق له مثيل منذ عهد مصطفى كمال آتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية-، إلا أن الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر أعطت إردوغان وأنصاره احساسا قويا بكونهم ضحايا".

وألهبت إثارة المخاوف من تهديدات أجنبية ومحلية الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الشهر الماضي ونشرت صحف مؤيدة للحزب عناوين تحذر من "تحالف صليبي يتآمر لإسقاط تركيا.

وكانت هناك رسالة ضمنية بأن الغرب ووكلاءه الاقليميين يتآمرون الآن لتقويض سيطرة الحزب مثلما سمحوا بالانقلاب ضد مرسي.

وحصل الحزب على نحو 41 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من يونيو الجاري وهي نسبة تقل عن الأغلبية البرلمانية اللازمة لكي يشكل حكومة بمفرده.

ونقلت الصحيفة عن محمد اكار رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في مدينة ديار بكر الجنوبية قوله إن المفاهيم المغلوطة عن الوضع في تركيا فيما يتعلق بفضائح الفساد الحديثة ترجع الى "اللوبي اليهودي الدولي" الذي يتحدث فيما يبدو عبر وسائل الاعلام الغربية.

وذكرت الصحيفة أن هذا الرأي يعكس عقلية سياسي يعي جيدا الروايات التحذيرية من الانقلابات في أماكن أخرى ويرى أن الأعداء يحومون باستمرار في الظلمات.

المقال كامل منشور على موقع الواشنطن بوست بتاريخ 17 يونيو 2015

تعليقات الفيسبوك