على موقع صحيفة " الكريستيان ساينس مونيتور"، كتب "دان ميرفي" أن الاقتصاد المصري يعاني من مشكلة سياسية، وأن السياسة المصرية تعاني من مشكلة اقتصادية، والمشكلتان تغذيان بعضها البعض بأشكال خطيرة وقاتلة تجعل من إصلاح الاقتصاد أوالسياسة، أو كليهما معا، أكثر صعوبة يوما بعد يوم.

ويقول الكاتب -مشيرا إلى هبوط مؤشر الأسهم المصرية هذا الأسبوع- إن الانتخابات البرلمانية المقبلة ربما تمنح الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين تقريبا كل السلطة السياسية الرسمية في البلاد، لكن ذلك سيكون في ظل عدم مشاركة الفصائل الأخرى اليسارية واليمينية العلمانية التي دعت لمقاطعة الانتخابات.

ويقول إن انخفاض الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة بمقدار 62% خلال سنتين، هو مؤشر قوى على انهيار الاستثمار الأجنبي والسياحة والثقة العالمية في القادة المصريين.

ويشير إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري، في الوقت الذي تدعم فيه الحكومة –التي تحصل معظم عوائدها بالجنيه- سلعا تدفع قيمتها بالدولار ، مما يضيف إليها وإلى قيمة الجنيه أعباء جديدة ويضعهما في دائرة مفرغة.

وينوه الكاتب إلى وعود الحكومة المصرية لصندوق النقد الدولي –الذي تجري معه مفاوضات بشأن قرض قيمته 4.8 مليار دولار- بوضع برنامج اقتصادي يتمتع "بدعم شعبي واسع"، ويستجيب لشروط الصندوق بإلغاء الدعم، ويقول إن ذلك يعني قبول النخبة السياسية والمواطنين لتحمل معاناة اقتصادية في سبيل تحسن نظري على المدى الطويل.

ويقول "لكن السياسة المصرية تشهد استقطابا حادا، قوض تماما فكرة التوافق الوطني"، مشيرا إلى احتجاجات عنيفة جرت مواكبة للذكرى الثانية للثورة، في القاهرة وبورسعيد ومدن أخرى.

ويضيف أن النخبة السياسية –بدءا من الرئيس مرسي وحتى معارضه محمد البرادعي- لا تطرح مشاريع موجهة لتلبية احتياجات وتطلعات الفقراء، وإن الحكومة –التي تسعى لتخفيض الدعم- وتفشل في إطعام شعبها لن تبقى طويلا، مشيرا إلى تقارير عن تراجع مشتريات مصر من القمح.

ويرى الكاتب أن الرئيس مرسي بين احتمالين صعبين بشأن قرض الصندوق الذي سيمنح مصر فرصة لالتقاط الأنفاس.

فمن ناحية، ربما يمثل اتمام اتفاق القرض -والإيفاء بشروطه غير المرغوب فيها شعبيا- قبل الانتخابات، كارثة سياسية لحزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين.

ومن ناحية أخرى، ربما يصر الصندوق في جولة مقبلة للمفاوضات في مارس على "دعم واسع" للدواء المر الذي يطلب من مصر تجرعه، ولا يمكن اتمامه قبل الانتخابات المقرر انتهاؤها في نهاية يونيو المقبل.

ويختتم الكاتب مقاله قائلا "إن التفاؤل بشأن الثورة ضد مبارك يواجه الآن حقيقة أن هناك معاناة أكبر للجماهير، وأن الوقت ينفد".

المقال الكامل منشور على موقع صحيفة "الكريستيان ساينس مونيتور" بتاريخ 25 فبراير 2013