كتب "جنج نجارمبونانانت" منتقدا مواقف وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن مصر وما سماه دعمه لرئيسها عبد الفتاح السيسي، ووصف سياسة وزارته بأنها خاطئة ومثيرة للحيرة.

وفي مقال على موقع صحيفة الواشنطن بوست، قال الكاتب إن كيري قال قبل عام من الآن إن "انقلاب الجيش في مصر" كان بهدف استعادة الديمقراطية، ويضيف"مع قتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف على مدى هذا العام، ربما تعتقد أن كيري غير موقفه الآن.. لكنه لم يقم بذلك.. في الواقع أنه أكد موقفه الثلاثاء الماضي" .

وأشار لقول كيري في مؤتمر صحفي "أود أن أشكر الشعب المصري على سعيه الحثيث في فترة الانتقال الديمقراطي عبر الانتخابات"، معلقا بأن المؤتمر كان محوره أزمة غزة، وأن كيري لم يكن مضطرا إلى تضمينه لهذا الإطراء.

ويقول الكاتب إن العام الماضي امتلأ بإطراء كيري على النظام، "ففي نوفمبر، وقبل يوم من محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي، قال كيري في القاهرة إن خارطة الطريق الديمقراطية يتم تنفيذها بأفضل ما نتوقعه".

وأضاف "فقط في الشهر الماضي، وصف كيري انتخابات مصر الهزلية -التي فاز بها عبد الفتاح السيسي بـ97% من الأصوات- بأنها تاريخية، ووعد بتسليم مصر طائرات آباتشي في أقرب وقت، وقال إن السيسي أشعره بقوة بالتزامه بحقوق الإنسان".

ويقول الكاتب "منذ أول تصريح لكيري، قتل أكثر من ألفي مصري، ونظمت محاكمات جماعية وعقوبات بالإعدام لمئات، وهوجمت بعض منظمات المجتمع المدني، وشاع التعذيب حسب منظمة العفو الدولية".

ويرى الكاتب أنه "لم يعد ممكنا لأي أحد أن يصرح برأيه، وحين يتحدث أحد عن الاتجاه الخاطئ الي تسير فيه البلاد أو انتهاكات حقوق الإنسان تكون العاقبة الموت أو السجن أو على الأقل تشويه السمعة عن طريق الإعلام..نعم هناك دستور جديد، لكن لا أحد ينتقد مواده لأن السلطات احتجزت المنتقدين قبل تمرير الدستور".

ويوجه حديثه لكيري قائلا "تصريحاتك في نوفمبر، إلى جانب قرار الولايات المتحدة باستئناف منح المعونة، ينظر إليها في مصر باعتبارها دعما للنظام العسكري، وتشجع على المزيد من القمع والطغيان".

ويتابع الكاتب "تصريحات كيري ليست فقط خاطئة، لكنها أيضا محيرة..فوزارة الخارجية الأمريكية تمنح بوضوح أولوية لتحالف استراتيجي مع مصر على حقوق الإنسان".

ويقول إن البعض –بمن فيهم جاكسون ديل نائب رئيس تحرير البوست لصفحة الرأي- يرون أن هناك فقاعة يرى منها كيري الشرق الأوسط "في طريقه إلى سلسلة مدهشة من التطورات" بفضل دبلوماسيته.

ويضيف أن أحداث الأسابيع القليلة الماضية يجب أن تعيده (كيري) مصدوما للواقع، مشيرا إلى أزمة غزة والعراق..، وقائلا "مصر تظل الأكثر قمعا في التاريخ القريب، يساعها جزئيا الترويج العلني الذي لا ينتهي من قبل جون كيري للرئيس السيسي".

رابط المقال الكامل على موقع الواشنطن بوست بتاريخ اليوم 26 يوليو 2014