من إعداد الطعام في المنزل إلى إقامة مصنع أغذية... تجارب نسائية في تطوير الأعمال

الخميس 05-03-2015 PM 06:16
من إعداد الطعام في المنزل إلى إقامة مصنع أغذية... تجارب نسائية في تطوير الأعمال

فتاتان تعملان في مصنع للمواد الغذائية بأسيوط التي تعاني من مشاكل عديدة تهدد الاستثمار- صورة لأصوات مصرية

كتب

كتبت: أمنية طلال

"هل تعلمي أن إجراء اجتماعات العمل على المقهى تحرمك من التوسع في مشروعاتك، وتحد من تواجدك في مجال الأعمال"، كان هذا أحد تحذيرات البنك الأوروبي لسيدات الأعمال خاصة اللواتي يبدأن مشروعاتهن الخاصة.

لذا نصحت، ريم السعدي، مدير البرنامج الوطني لبرنامج الخدمات الاستشارية بالبنك الأوروبي للإعمار والتنمية بمصر، سيدات الأعمال بعدم إجراء اجتماعاتهن على المقهى، وتوسيع دائرة علاقاتهن وخلق شبكات اجتماعية تساعدهن على الاستمرار في مشروعاتهن والتوسع فيها.

وأوضحت السعدي على هامش مؤتمر دعم سيدات الأعمال، الذي عقده الصندوق الاجتماعي للتنمية بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الأعمار والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، أن إقامة الاجتماعات في الأماكن الضيقة لا تعطي فرصة للتعارف وزيادة الخبرات والاستفادة بخبرات جديدة، نتيجة عدم التواجد وسط شبكات اجتماعية.

كانت جيهان عبد الحافظ، 49 عاما، واحدة ممن واجهن تحديات وصعوبات لإقامة مشروع خاص، فلم يكن لديها أي فكرة عن إدارة المشروعات، لكنها قررت أن تبدأ مشروعها لإعداد الطعام المطهي في المنزل برأس مال لم يتعد 200 جنيه، كانت البداية محاولة للتغلب على مرض الصرع الذي يلزمها الفراش لأكثر من 13 ساعة يوميا.

واعتمدت عبد الحافظ في التسويق على الأسواق القريبة من منزلها لذا لم تستطع التوسع في مشروعها لفترة طويلة بعد حصولها على شقة واعتمادها على الأقارب، إلا أنها لم تحصل على سجل تجاري أو بطاقة ضريبية ولم تعرف السبيل لذلك على حد قولها.

واعتبرت عبد الحافظ أن قلة خبرتها في إدارة المشروعات وقفت عائقا أمام تحقيق أحلامها حتى استعانت بالصندوق الاجتماعي للتنمية، الذي شجعها على الحصول على تمويل قيمته 500 ألف جنيه، والحصول على مبنى إداري ومن ثم استخراج ترخيص، فكانت بداية التوسع في مشروعها بشكل مدروس.

"التمويل ليس العقبة الوحيدة أمام أي مستثمر صغير"، قالت عبد الحافظ التي بدأت مشروعها منذ 10 سنوات، مؤكدة أن إدراة المشروع والتعامل مع العمال والقدرة على الاستمرار وتحقيق أرباح هم الأصعب.

واستطاعت عبد الحافظ تسديد قيمة القرض الأول خلال عام واحد، وهي أوشكت على الانتهاء من سداد القرض الأخير قبل خمس سنوات وهو موعد سداده، وتسعى حاليا للاقتراض مرة أخرى لإجراء توسعات جديدة في مشروعها.

وأشارت عبد الحافظ إلى أن سيدات الأعمال يحتجن إلى الاستشارات والخدمات غير التمويلية باستمرار حتى يتمكن من التوسع في مشروعاتهن وتحقيق النجاح، مؤكدة أن الاستشارت والتدريبات التي قدمها لها البنك الأوروبي ساعدتها كثيرا.

وتقول عبد الحافظ إنها الأن تمتلك مصنعا للأغذية المطهية، ولديها عمالة مؤمن عليها، وتمتلك الخبرة اللازمة للاستمرار في مشروعها، مع إمكانية التوسع مرات أخرى.

واختلفت ظروف وخبرات مروة أحمد، 40 عاما عن ظروف جيهان عبد الحافظ، حيث بدأت مروة مشروعها لإنتاج وتكرير الزيوت النباتية، بتمويل من الصندوق الاجتماعي قدره 200 ألف جنيه، منذ ست سنوات فهي لم تنقصها الخبرة حيث كانت تعمل في إحدى شركات الزيوت.

واعتبرت مروة أن مشكلتها الأساسية تمثلت في الإدارة والتسويق، موضحة أن الصندوق الاجتماعي ساعدها كثيرا على حساب التكلفة والربح، وإدارة العاملين و"ترتيب الشركة من الداخل"، كما أتاح لها فرصة حضور معارض وتسويق منتجاتها ضمن الشركات الكبرى وهو الخطوة الأهم بالنسبة لها.

وأوضحت مروة أن مجال الأعمال يحتاج إلى اكتساب خبرات جديدة كل فترة، لاتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة، وهو ما كان ينقصها بالفعل، وتغلبت عليه من خلال الاستشارات التي تحصل عليها من البنك الأوروبي.

كان عنصر الاختلاف عامل مهم لنجاح مشروع ساندرا شامه، 26 عاما، التي أسست مركزا لتدريب "اليوجا" منذ عامين، بتمويل من البنك الأوروبي للتنمية والإعمار، موضحة أنها لم تفكر نهائيا في التوسع.

قالت شامة التي حصلت على تمويل قدره 110 ألف جنيه، "التدريب والخبرات الاستشارية اللي بيقدمها البنك الأوروبي فتحتلي أفاق جديدة ودفعتني للتوسع في مشروعي"، مشيرة إلى أنها فتحت مدرسة لتعليم اليوجا منذ عدة أشهر.

وأوضحت سها سليمان، أمين عام الصندوق الاجتماعي للتنمية، أن برنامج دعم سيدات الأعمال، يهدف إلى الارتقاء بمستوى المشاريع وتعزيز قدراتها بما يؤثر على ربحية وإنتاجية وتسويق تلك المشاريع.

وأضافت "العام الماضي شهد نجاحا قويا على مستوى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمرأة بالتعاون مع بنك الإعمار الأوروبي بما يبشر بإمكانية تعميم التجربة داخل العديد من المحافظات".

تعليقات الفيسبوك