- عزوف شبابي عن المشاركة .. وغياب البطاقة الشخصية يمنع سيدات من التصويت

كتبت: رحمة ضياء

 تتمنى "مصر المنسية" لو تزورها انتخابات البرلمان كل يوم، حتى ينعم قاطنو القرى المعدمة والأحياء المهمشة بقليل من الاهتمام، الذي يفتقدونه أغلب العام، وتنتعش أحلامهم المشروعة بحياة كريمة وهم يستمعون إلى وعود المرشحين، على أمل أن تصدق هذه المرة.

ويعلق سكان منطقة مدينة النجوم بحي بولاق الدكرور في محافظة الجيزة، حيث تغرق مياه الصرف كثيرا من الشوارع الترابية غير الممهدة في المنطقة، آمالا كبيرة على انتخابات البرلمان المقرر إجراؤها على مرحلتين خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2015، رغم افتقادهم لكثير من المعلومات الأساسية عن الانتخابات، سواء موعد انعقادها أو النظام الانتخابي أو حتى المرشحين المتنافسين على مقاعد الدائرة.

* العصبية تحكم

 يرى عبد المعطي هلال، مقاول بناء، الانتخابات فرصة "عشان ينصلح حال المنطقة"، قائلا"الشوارع غرقانة في المجاري والزبالة".

هلال قرر أن يعطي صوته في الانتخابات للمرشح ابن محافظته الأم قنا، لكنه لا يعرف القوائم التي تتنافس بدائرته حتى يختار من بينهم.

ويقول أحمد الدينيقي، مستشار التحكيم الدولي والمحامي بالنقض، إن العصبيات تفرض دورها في المنطقة التي يتنافس على مقاعدها مرشحون ينتمون لعائلات كبيرة في أسيوط وقنا والفيوم، مضيفا:" هختار ابن قريتي اللي أعرف عيلته وأقدر أوصله في أي وقت عشان يحل مشكلتي، إنما الغريب مش هقدر أوصله".

* الانتخابات فرصة

 يتمنى خالد حسين، رسام هندسي، لو تمتد فترة الانتخابات طوال العام "شوارع كتير اتشال منها الزبالة واتشفطت مياه الصرف واتسفلتت عشان المرشحين يعملوا جولاتهم فيها، ونفسنا الانتخابات تبقى كل يوم عشان الحياة تبقى وردي زي أيام الانتخابات".

لا تهتم نوال أحمد، ربة منزل، بالانتخابات أو تعرف موعد انعقادها "لو قلت أعرف أبقى كدابة، اسأليني عن سعر كيلو الطماطم اللي وصل لـ 10 جنيه وأنا أقولك".

تبرر عزوفها عن المشاركة قائلة "معنديش بطاقة"، وتتساءل والدهشة على وجهها "أنزل أعمل إيه في الانتخابات، أنا ست كبيرة وعيانة؟!".

لم تدل نوال بصوتها في أي انتخابات سابقة طوال سنوات عمرها التي لا تعرف عددها، قائلة "أنا من مركز دشنا في قنا ، ومفيش نسوان عندنا تطلع في الشوارع، مطلعناش إلا لما جينا هنا".

* آمال ووعود

 لا يعرف حسن عبد العال، صاحب محل خضروات، أيضا موعد الانتخابات ويستبعد أن يترك عمله ليسافر إلى  مقر دائرته الانتخابية في أسيوط"أكل عيشي هنا ..هسيب المحل لمين ؟".

ويطمح أن يحقق لهم البرلمان"عيشة حلوة"، قائلا"المرشح بينزل الشارع لما يبقى عاوز ينجح ومحدش بيشوفوا تاني بعد ما يدخل البرلمان".

قرر محمد ناجح، بائع في محل بقالة، اختيار المرشح الذي يعرفه من بين  أصحاب اللافتات الكثيرة المنتشرة في شوارع مدينة النجوم، قائلا" هختار اللي أعرفه رغم انه معملش حاجة لبولاق الدكرور قبل كده لما دخل البرلمان لكن السنة دي أول مرة ينزل الشارع ويتكلم مع الناس".

ويضيف"وعدنا يسفلت الشوارع ويصلح مواسير الصرف ولو معملش حاجة مش هنتخبه الدورة الجاية".

ويعتقد هاني محمد أن الانتخابات البرلمانية ستنعقد نهاية الشهر الجاري، ولم يسمع من قبل عن النظام الانتخابي الجديد، لكنه لا يزال يعلق آمالا على الانتخابات، قائلا "نفسنا حد يعمل حاجة وينقذنا من الغرق في المجاري، ويحل أزمة البطالة .. عاوزين اللي يحب البلد".

ويقول حسن عبد الرازق، صاحب محل فول وفلافل، إن "المرشحين بيمروا يسلموا بس محدش قال على البرنامج بتاعه، واحنا عاوزين حد يحل مشاكل المنطقة".

استقرت أم أحمد، صاحبة محل طيور، على المرشح الذي ستمنحه صوتها وتبرر اختيارها له بأن "مكتبه مفتوح للناس طول الوقت قبل الانتخابات وبعدها، وبيعمل خير كتير"، أما  نظام القوائم فتقول "أول مرة أسمع عنه".

* الشباب يمتنعون

قرر مصطفى جمال، أحد شباب المنطقة والذي يعمل في محل بقالة، العزوف عن المشاركة، قائلا "المرشحين بيقولوا هنعمل وهنعمل ومحدش بينفذ، بمجرد ما بيقعد على الكرسي محدش بيشوفوا تاني".

يشاركه في الرأي الشاب أحمد الذي كان يجلس على مقهى ، ولا تشغله الانتخابات، قائلا "مش هشارك لأن المرشحين مبيعملوش حاجة بياخدوا اللي هما عاوزينه وخلاص".

وقررت أم تامر، العزوف عن المشاركة لأسباب مختلفة قائلة "مش هنتخب عشان رجلي وجعاني، والطوابير بتبقى زحمة، بتعب نفسي وفي الآخر مبنشفش منهم حاجة والأسعار كل يوم بتزيد".

ويأمل رب الأسرة أحمد علي، أن يحل المرشحون للبرلمان عن دائرته مشكلة مياه الصرف، التي تجعله يصل إلى منزله عبر السير على قوالب طوب وسط بركة من المياه، قائلا "مواسير الصرف مختلطة بمياه الشرب، وبنشرب من المجاري".

ويضيف"نفسنا في نائب ميقولناش سلاموا عليكوا بعد ما يكسب وينقذ المنطقة اللي عايمة على مياه الصرف".