في معركة الانتخابات.. حملات المرشحين تصطدم بدعوات المقاطعين

الخميس 15-10-2015 PM 11:24
في معركة الانتخابات.. حملات المرشحين تصطدم بدعوات المقاطعين

الناخبون ينتظرون أمام إحدى لجان الاقتراع في القاهرة 23 مايو 2012- تصوير: محمد سالم- رويترز

تشتد معركة الانتخابات البرلمانية يوماً تلو الآخر كلما اقترب موعد الاقتراع للمرحلة الأولى، ووقوف الناخبين أمام صندوق رسم ملامح الدولة، لتحديد من ينوب عنهم أمام الحكومة، وتحقيق مطالب طال انتظارها.

وفيما تشتد المعركة بين المرشحين، ويحاول كل منهم اقتناص مقعد تحت قبة البرلمان، تشتد على الجانب الآخر دعوات المقاطعين لانتخابات مجلس النواب من أحزاب، ونشطاء سياسيين، ومواطنين عبروا عن ذلك بإطلاق (هشتاجات) جابت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

مقاطعو الانتخابات لهم أسباب واضحة للمقاطعة، أهمها المناخ السياسي العام الذي أصابهم بالإحباط على حد وصفهم، وعودة أجواء الانتخابات لما كانت عليه في عام 2010 بسيطرة المال السياسي، وعدم تمكين الشباب، علاوة على سن مجموعة من القوانين، بينها قانون مجلس النواب، التي يعتبرونها تخدم الحكومات لا البلاد.

مشاركون بالانتخابات قالوا إنها تتسم بالشفافية والنزاهة وتخضع لمراقبة دولية، ومن لديه اعتراض فلابد من إثباته من خلال مرشح له بالبرلمان، بدلا من المقاطعة.

الأحزاب تُقاطع

محمد يوسف المتحدث باسم حزب الدستور، رصد الأسباب التي دعت الحزب لمقاطعة الانتخابات والتي تمثلت في "القوانين التي تم سنها لتقييد الحريات مثل قانون الإرهاب، وقانون مجلس النواب الذي أتاح الفرصة أمام المال السياسي للتحكم في البرلمان ونوابه، وهو ما كان واضحاً جلياً منذ بدأ اليوم الأول للدعاية الانتخابية".

وأضاف أن الحكومة لم تراع نسبة تمثيل الشباب في البرلمان، وتركت الأمر واكتفت بوضع بند بقانون مجلس النواب ينص على أنه لا بد أن تضم القوائم الانتخابية شبابا مرشحين، "مع علمها التام أن المرشحين من الشباب للمجلس الحالي تم اختيارهم من قبل أحزاب لخدمتهم في حالة الفوز بمقعد وليس لخدمة مصر".

محمد عثمان، عضو الهيئة عليا بحزب مصر القوية، يقول إن الحزب مقاطع لانتخابات مجلس النواب الحالية، لعدم سن قانون للعزل السياسي، وعودة نواب الحزب الوطني في ثوب جديد، وترك المال السياسي يتحكم في الانتخابات البرلمانية، وخلط الدين بالسياسة في الدعاية الانتخابية.

ورأى عثمان أن مجلس النواب الجديد لا يغني ولا يسمن من جوع، وأرجع ذلك إلى سعي غالبية المرشحين للحصول على الكرسي فقط وتبني أحزاب حملات دعاية لشباب، وأشخاص بعينهم لأنهم من الداعمين للنظام.

التواصل الاجتماعي

تبنى حزب الاستقلال حملة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "قاطع برلمان الأغنياء والفاسدين"، لتعريف "المصريين بمساوئ برلمان العسكر، وكيف يكرس لترسيخ أركان دولة الفساد والظلم من خلال انتخابات هزلية "، بحسب ما جاء على موقعه.

صور المقاطعة

نشر هشتاج #مقاطعون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عدداً من "صور الشهداء" مثل عماد عفت، كتبوا عليها من الأعلى (قائمة المجد للشهداء) ومن الأسفل "انتخبوا الشهيد عماد رفعت، أحداث مجلس الوزراء، رمز العدالة".

على غرار صورة عماد عفت،استخدم هشتاج #مقاطعون صورة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح وكتب عليها من الأعلى "قائمة أفرجوا عن مصر"، ومن الأسفل "#تحيا-مصر-بالعدل، انتخبوا الجدع: علاء عبد الفتاح محبوس منذ 27 أكتوبر 2014".

ومن بين الصور التي وضعها المقاطعون للانتخابات على مواقع التواصل الاجتماعي لافتة معلقة على باب منزل مدون عليها "عزيزي المرشح نحن مقاطعون للانتخابات ولا داعي للإحراج".

تعليقات المواطنين

جاءت تعليقات المواطنين على حملة مقاطعة الانتخابات بين مؤيد ومعارض للمقاطعة، وجاءت تعليقات عدد كبير من الشباب بالتأييد لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، وكان سبب المقاطعة من وجهة نظرهم أنهم غير مستفيدين من هذا البرلمان بشيء،وتوقعوا تزوير الانتخابات مسبقا، ونجاح أشخاص يخدمون النظام ويحافظون على استقراره.

العصا من المنتصف

رئيس حزب الثورة سيد حسين يقول إنه غير مقاطع للانتخابات البرلمانية، لكنة غير راض عما يحدث من المرشحين والأحزاب، وقانون مجلس النواب نفسه، مضيفاً أنه يعطي الفرصة كاملة لخوض رجال الدولة للانتخابات البرلمانية والفوز بمقاعد في البرلمان، ما يجعل الرؤية المستقبلية ضبابية.

 وأضاف حسين أن الوضع القائم لمصر يتأثر سلباً نتيجة العودة إلى سيطرة المال السياسي على مقاليد الأمور.

مشاركون بالانتخابات

يرد شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار على حملات مقاطعة الانتخابات، قائلاً: إن الانتخابات البرلمانية الحالية تتسم بالنزاهة والشفافية، وتحت رقابة دولية.

وأضاف أن مقاطعة الانتخابات والدعوات لها لا تصب في مصلحة الوطن، خاصة أن الوقت الراهن لا يحتاج إلى دعوات احتجاجية أو مقاطعة التصويت في الانتخابات.

"من لديه اعتراض لابد من إثباته من خلال مرشح له بالبرلمان، بدلا من المقاطعة" هكذا قال قدري أبو حسين رئيس حزب مصر بلدي، رداً على مقاطعي الانتخابات البرلمانية.

وصف أبو حسين تصرفات الحملات الداعية لمقاطعة الانتخابات بأنها سلبية، ولا تصب في مصلحة البرلمان ومن ثم مصلحة مصر كلها، وقال "إن مقاطعة الانتخابات تتيح الفرصة أمام الفاسدين من المرشحين لحجز مقعد بالبرلمان".

يقول الدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن من يقاطعون الانتخابات ويدعون لذلك ، يتركون الفرصة لتيارات بعينها للسيطرة على البرلمان المقبل.

وأضاف أن مقاطعة الانتخابات ليست من الوطنية في شيء، لأنها تصب في صالح الفئات الأكثر نشاطا وتنظيماً، وليست الفئات الأكثر وطنية وقدرة على ترجمة مطالب المصريين داخل البرلمان.

تعليقات الفيسبوك