ما حقيقة إعلان "أنصار بيت المقدس" أو "داعش" مسؤوليتهما عن هجوم الفرافرة؟

الثلاثاء 22-07-2014 PM 09:37
ما حقيقة إعلان

صورة لموقع منسوب إلى "الدولة الإسلامية" على موقع تويتر

أعلن حساب على تويتر يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" مسؤولية القائمين عليه عن هجوم السبت الماضي على نقطة للجيش بالقرب من الفرافرة في محافظة الوادي الجديد كان أودى بحياة 22 ضابطا وجنديا، لكن دلائل تشكك في مصداقية هذا الحساب.

في الساعة الـ12.10 بعد منتصف ليلة الأمس نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط خبراً عن إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن الاعتداء على كمين الفرافرة بالوادى الجديد.

استندت الوكالة إلى ما قالت إنه "تغريدة منسوبة للتنظيم أطلقها عبر حسابه على شبكة تويتر وأرفقها ببيان منسوب له".

تداولت عدة صحف صباح اليوم الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية، وبعد ذلك بساعات أشارت تقارير إعلامية أخرى إلى نفس البيان ناسبة إياه إلي رافد مصري من الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

وبتقصي الأمر تبين لأصوات مصرية أن البيان المشار إليه مصدره حساب على موقع تويتر يحمل اسم "الدولة الإسلامية" وعنوانه (@islamic_s_egypt) ويتابعه نحو خمسة آلاف متابع.

ويستخدم الحساب صورة تظهر لوجو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ولكن مع إضافة كلمة "مصر".

البيان معنون "إعلان مسؤليتنا عن تفجير كمين حرس الحدود بالوادي الجديد"، وهو مكتوب بلغة عربية ركيكة وبه الكثير من الأخطاء الإملائية، كما أنه لا يذكر اسم جماعة "أنصار بيت المقدس" ولا غيرها، وليس ممهورا بتوقيع أي جماعة.

وبمراجعة هذا الحساب على تويتر تبين أنه بدأ نشاطه يوم 20 فبراير الماضي بتغريدة بلغة إنجليزية ركيكة تقول إن الأجانب في مصر ليسوا الهدف الأساسي "لنا"، وإنما الاقتصاد المصري هو المستهدف، وأن الأجانب "مرحب بهم في مصر".

وكانت أنباء قد ترددت في هذا التوقيت عن تهديد صادر عن جماعة "أنصار بيت المقدس بأنها" أمهلت السياح في مصر 3 أيام للخروج من البلاد"، وذلك استناداً لحساب آخر مزعوم لها على تويتر، وهو ما اتضح عدم صحته فيما بعد.

ومنذ 20 فبراير وحتى اليوم أعلن حساب "الدولة الاسلامية" مسؤوليته عن عدد من العمليات التي وقعت في أماكن مختلفة من البلاد، وإن كان ذلك لم يصاحبه في العادة نشر تفاصيل تؤكد مصداقية هذه المزاعم.

وتبدو العلاقة ملتبسة بين صاحب أو أصحاب الحساب وبين جماعة أنصار بيت المقدس من جهة أو بينهم وبين داعش من جهة أخرى. فبعض التغريدات توحي بأن هذا الحساب تابع لأنصار بيت المقدس، مثل تغريدة بتاريخ 22 ابريل تقول: "نحن أنصار بيت المقدس وسنظل أنصار بيت المقدس ولن نقف مكتوفي الأيدي إلي من يحتاجون إلينا من المسلمات وصرخاتهن والمسلمين وتعذيبهم بأيديكم".

إلا أن الحساب يتحدث بضمير الغائب عن أنصار بيت المقدس في مواضع أخرى، مثل تغريدة 14 ابريل التي تقول: " أما أنصار بيت المقدس فقد مكنها الله عز وجل من السيطرة علي شمال سيناء وندعوا جميع وسائل الإعلام لدخول شمال سيناء ليعلموا من المسيطر الأن".

أما اسم "داعش" فيظهر في الصورة ليزيدها التباسا يوم 29 يونيو الماضي. إذ تظهر على الحساب تغريدة تعلن البيعة لداعش، وتقول إنه تم تغيير اسم الحساب من "أنصار بيت المقدس" إلى "الدولة الإسلامية".

وتقول التغريدة بعربية ركيكة مرة أخرى: "بعد إِعلان خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي لجميع الإِخوة المجاهدين فسيتم إِلغاء مسمي أنصار بيت المقدس لتبقي الدولة الإِسلامية". وتبعتها تغريدة أخرى في نفس اليوم تقول "سمعا وطاعا لأميرنا البغدادي فقد تمت البيعة بدون نقاش وعلي المجاهدين بمصر البيعة ومن خالف لن يضرنا شيئا ولكن لا عذر له والله ولي التوفيق".

إلا أن هناك مؤشرات قد تشكك في مصداقية الحساب ومدى ارتباطه فعلا بجماعات جهادية.

فمن ناحية لم ترد أي إشارة على شبكة "سايت" – وهي موقع استخباراتي مستقل يقول إنه يقدم استشارات لحكومات مختلفة وتعد الشبكة الأكثر مصداقية في متابعة ومراقبة مواقع الشبكات الإسلامية – إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس غيرت اسمها أو بايعت داعش أو القاعدة، وهو ما يشكك في أن حساب "الدولة الإسلامية" مرتبط حقاً بأنصار بيت المقدس.

ومن جهة أخرى كانت جماعة أنصار بيت المقدس قد أصدرت بياناً في 20 أكتوبر الماضي نفت فيه أي صلة بأي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدةً أن المصدر الوحيد لبياناتها هو منتديات جهادية حددتها بالاسم.

ولم تنشر المنتديات الجهادية -التي عادة ما تنشر بيانات الجماعات المتشددة- أخبارا منسوبة إلي حساب "الدولة الاسلامية" من قبل، كما أنها لم تنشر – حتى الآن على الأقل- البيان الذي تعلن فيه الجماعة المزعومة مسؤوليتها عن عملية الفرافرة.

تعليقات الفيسبوك