رويس ماسيو.. وزيرة مكسيكية تبحث عن الحقيقة في الصحراء المصرية

الثلاثاء 15-09-2015 PM 04:04
رويس ماسيو.. وزيرة مكسيكية تبحث عن الحقيقة في الصحراء المصرية

وزيرة خارجية المكسيك كلاوديا رويس - رويترز.

كتب

كتب: عماد عمر

قبل أن تكمل كلاوديا رويس ماسيو شهرها الأول في منصبها الجديد كوزيرة لخارجية المكسيك، وجدت نفسها في قلب مهمة صعبة لكشف ملابسات مقتل عدد من مواطني بلادها في الصحراء المصرية في حادث شغل الرأي العام واحتل عناوين الأخبار في الجار الجنوبي للولايات المتحدة.

وبعد اجتماعات مبدئية ولقاءات صحفية في مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك لتأكيد إدانة بلادها للحادث وتمسكها بكشف ملابساته بأسرع ما يمكن، غادرت رويس ماسيو -ابنة الثالثة والأربعين من العمر صاحبة الخبرة في مجال القانون والسياحة- إلى القاهرة على رأس وفد يضم أقارب لضحايا الحادث وأطباء ومسؤولين بوزارة الخارجية.

ورغم الشحن العاطفي والصدمة لدى الرأي العام في بلادها من الحادث، تميزت التصريحات الأولية لرويس ماسيو، التي درست القانون في جامعة إيبرو أمريكانا إحدى أعرق جامعات المكسيك، بالعقلانية ولم تبادر بتوجيه اتهامات لطرف أو آخر مؤكدة حرص بلادها على سرعة كشف الحقيقة.

ويتصدر أهداف رويس ماسيو أثناء الزيارة -وهي رحلتها الخارجية الثانية منذ تولت المنصب الشهر الماضي- معرفة مصير وأحوال كل المكسيكيين في المجموعة التي كانت تضم 14 سائحا من بلادها، وسط تباين الأرقام المعلنة من القاهرة ومكسيكو سيتي عن عدد القتلى والمصابين في الحادث في الصحراء الغربية على مقربة من طريق الواحات.

وقالت السلطات المصرية إن سبعة مكسيكيين قتلوا في حين أكدت المكسيك مقتل ثلاثة فقط.

وقالت رويس ماسيو إن الاختلاف في الأرقام يرجع إلى أن وزارتها أعلنت فقط الأرقام التي أكدتها سفارة المكسيك في القاهرة.

وقال سفير المكسيك في مصر خورخي ألفاريز، إن ستة مكسيكيين نجوا من الحادث حالتهم مستقرة. وأضاف أن الحكومة ما زالت تبحث عن معلومات عن ستة مكسيكيين آخرين في المجموعة لم يعرف مصيرهم بعد.

وقالت السلطات المصرية إن قافلة السياح الذين كانوا يستقلون عربات دفع رباعي على الطريق الممتد عبر الصحراء الغربية من القاهرة إلى الواحات، دخلت إلى منطقة محظورة على جانب الطريق شهدت في اليوم السابق "تعاملا مع إرهابيين" ضمن ملاحقات قوات الأمن لجماعات مسلحة. لكن عددا من أقارب الضحايا المكسيكيين رفضوا تلك الرواية، وقالوا إنهم سبق أن سافروا في نفس الرحلة عدة مرات وإن العربات لم تدخل إلى أي منطقة محظورة.

وسيكون على رويس ماسيو استجلاء الحقيقة في هذه النقطة أيضا. وستلتقي خلال الزيارة بمسؤولين كبار في القاهرة التي شكلت لجنة برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم محلب للتحقيق في الحادث.

ويرى مراقبون أن الحادث سيزيد من صعوبة الترويج لقطاع السياحة المصري، الذي يعاني من تبعات سنوات من عدم الاستقرار والصعوبات الاقتصادية منذ ثورة يناير 2011 .

وقال مسؤول في وزارة الخارجية المصرية، "لأصوات مصرية"، إن المكسيك رفعت حظر السفر إلى مصر منذ شهر تقريبا بعدما كانت فرضته عقب أحداث فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013 .

وإلى جانب الاطمئنان على حال الناجين، ستحتاج رويس ماسيو في مسعاها لمعرفة الحقيقة الكاملة إلى خبرات عديدة جمعتها خلال حياتها. فإلى جانب دراستها القانون، عملت ايضا وزيرة للسياحة في بلدها من 2012 وعينت في منصبها الحالي كوزيرة للخارجية في 27 أغسطس الماضي. وكانت رحلتها الخارجية السابقة الوحيدة منذ تولت المنصب إلى جمهورية الدومنيكان لترأس وفد بلادها في اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين يوم السابع من سبتمبر. وفازت رويس ماسيو بعضوية البرلمان المكسيكي لدورتين حيث كانت عضوا بلجنة الداخلية ولجنة المالية والحسابات العامة.

وستواجه وزيرة الخارجية خلال زيارتها للقاهرة مهمة دقيقة أيضا تجمع بين استجلاء الحقيقة وتهدئة الرأي العام في بلادها، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة العلاقات مع مصر ثالث أكبر شريك تجاري للمكسيك في أفريقيا، حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 250 مليون دولار سنويا. ويقدر حجم الاستثمارات المكسيكية في مصر بنحو 700 مليون دولار.

ومارست أول بعثة دبلوماسية للمكسيك مهامها من الإسكندرية، حيث فتحت قنصليتها في عام 1905 لمساعدة السفن المكسيكية المارة عبر قناة السويس، وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1958 وافتتحت أول سفارة للمكسيك في القاهرة عام 1960.

وقام كارلوس دي إيكازا، نائب وزير خارجية المكسيك والمستشار الدبلوماسي للرئيس المكسيكي، بزيارة لمصر ممثلا لبلاده في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة مطلع الشهر الماضي، واستقبله سامح شكري وزير الخارجية المصري. فالعلاقات السياسية بين البلدين قوية ولم تنقطع في أي وقت من الأوقات منذ تأسيسها، ويعني العبور بها من المسار الدقيق بعد حادث الواحات أن رويس ماسيو ستحتاج فعلا إلى كل خبراتها العملية.

تعليقات الفيسبوك