أمهات الشهداء في الذكرى الخامسة ليناير.. الوجع مازال حياً

الإثنين 25-01-2016 PM 06:09
أمهات الشهداء في الذكرى الخامسة ليناير.. الوجع مازال حياً

جانب من اشتباكات بوسط القاهرة في 25 يناير 2015 - رويترز.

كتب

كتبت: فيولا فهمي

"يحكون في بلادنا.. يحكون في شجن.. عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن.. ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب لأمه: الوداع!"...

كلمات سطرها الشاعر الفلسطيني محمود درويش لوصف معاناة أمهات الشهداء، لكنها تظل غير معبرة عن حقيقة واقعهن الأليم.

وغالبا ما تأتي الاحتفالات بعيد الشرطة وثورة يناير –كما يطلق عليها الطرفين- لتجدد الذكريات الحزينة في قلوب الأمهات الثكلى.. فمازال الوجع والألم نابضا بالشوق والحنين.

"أصوات مصرية" حاورت عددا من أمهات شهداء ثورة يناير في الذكرى الخامسة لاندلاعها.

راح هدر

بكلمات باكية قالت سامية الشيخ، والدة الشهيد محمد الجندي، إن "ابني راح هدر ولو رجع بيا الزمن مش ممكن كنت هاسمح له ينزل الميدان... كانت النظرة في عيونه بالدنيا وما عليها".

وأضافت الشيخ، في مقابلة مع "أصوات مصرية"، أن الذكرى السنوية لنجلها تحل يوم 4 فبراير، وأن الاحتفالات بذكرى 25 يناير لاتزال موجعة وقاسية.

وقالت والدة محمد الجندي "نفسي أشوف الحلم اللي ابني مات علشانه بيتحقق قبل أن يسترد الله وديعته.. نفسي أشوف مصر جميلة.. دا حلم مش كبير على أم فقدت ابنها الوحيد".

وبصوت متحسر قالت سامية الشيخ "ابني كان بيشتغل مرشد سياحي، وبيتكلم 4 لغات بطلاقة، ودرس خارج مصر، وكان عايش في مستوى اجتماعي ممتاز.. لكن نزل الميدان علشان غيره.. ومع الأسف حلمه ماتحققش".

واختتمت حديثها بعبارة "اللهم أرحم شهداءنا جميعا، وألهم أمهاتهم الصبر على غيابهم، وحقق أحلامهم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

نبذة عن محمد الجندي

توفى يوم 4 فبراير 2013 متأثرا بجراحه في مستشفى الهلال، بعد حوالي 10 أيام من إلقاء القبض عليه مع نشطاء آخرين من التيار الشعبي أثناء إحياء الذكرى الثانية لثورة يناير.

وقال التيار الشعبي الذي كان ينتمي إليه الجندي، في بيان وقتئذ، إن وفاته كانت بسبب "التعذيب حتى الموت" أثناء احتجازه في معسكر أمني، لكن وزارة الداخلية نفت تعرضه للتعذيب، وقال أطباء بمستشفى الهلال إن وفاته كانت بسبب تعرضه لحادث سيارة.

السيسي بَرد قلبي

قالت والدة الشهيد أحمد بسيوني إن "السيسي برد قلبي بخطابه امبارح.. كان عندي نوع من الانكسار كأن ابني عمل جريمة مش شهيد".

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أمس الأحد في كلمة مسجلة بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة، إن 25 يناير ذكرى ضحى خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة فى شرايين مصر.

وأضافت والدة بسيوني، في تصريح لأصوات مصرية، "احتسبت ابني عند الله شهيدا لأنه مات بشرف ومكانش بلطجي زي ما الإعلام بيصوره وبيكسروا مأديفنا".

وأوضحت أن "الشرفاء هما اللي قاموا بالثورة مش البلطجية.. والإعلام بيجرحنا ويكسرنا ويشتم أولادنا.. ابني كان شريف ووطني ورفض الهجرة خارج مصر، وكان عنده أحلام كبيرة".

نبذة عن أحمد بسيوني

توفى يوم 28 يناير 2011 "جمعة الغضب"، تخرج من كلية التربية الفنية عام 2000، وحصل على الماجستير عام 2007، وعمل مدرس مساعد بقسم الرسم والتصوير بالكلية، متزوج ولديه طفلين.

قتل بسيوني إثر إصابته بطلق خرطوش في الرأس بالقرب من مجمع التحرير طبقا لتقرير الطب الشرعي وقتئذ.

مارجعش تاني

قالت سوسن محمود فؤاد، والدة الشهيد زياد بكير، إن "اللي بيحصل فينا دا من بعض وسائل الإعلام حاجة رهيبة.. حرام عليهم.. ابني من أشرف شباب البلد".

وأوضحت سوسن فؤاد "لم ابكي على زياد حتى الآن من الصدمة.. ومش هانسى أنه سألني يوم 28 يناير (انزل يا ماما).. فقلت له بسرعة طبعا انزل.. نزل ومارجعش تاني.. راح مني فجأة".

وأضافت والدة بكير "مكانش سعيد في حياته.. وكان بيشتغل فنان تشكيلي في الأوبرا بمرتب ضعيف جدا.. وكان عايش قبل استشهاده بمرحلة حزينة جدا".

واختتمت سوسن فؤاد حديثها بتوجيه رسالة إلى نجلها قائلة "أنا حاسة أنك بخير... ومصر أكيد هاتنصفك".

نبذة عن زياد بكير

توفى زياد بكير مصابا برصاصتين خلال الأحداث الأولى لثورة 25 يناير 2011، كان يعمل فنان تشكيلي ومصمم جرافيك بدار الأوبرا المصرية، وهو أب لثلاثة من الأبناء، ليس له أي صلة بحركات أو أحزاب معارضة.

كانت الحكومة أسست المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين وأطلقت لقب "شهيد" على ضحايا ثورة يناير خلال أحداث مختلفة. 

تعليقات الفيسبوك