أهالي رفح والشيخ زويد بين نارين.. العنف والغربة

الثلاثاء 28-07-2015 PM 09:04
أهالي رفح والشيخ زويد بين نارين.. العنف والغربة

عمليات عسكرية في شمال سيناء- صورة من رويترز

كتب

يبدو أن آثار الوضع المشتعل في سيناء لا تقتصر على أعداد القتلى والجرحي التي تنشر كل يوم، بل تمتد لتشمل أسرا بأكلمها نزحت من رفح والشيخ زويد باتجاه مدن العريش وبئر العبد هربا بحياتها ومصير أبنائها من جحيم القتال والقصف الدائر هناك، لتقابلها معاناة البحث عن سكن.

ويشن الجيش بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء، بعد أن كثف متشددون من هجماتهم التي تستهدف الجيش والشرطة في سيناء منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.

ولم تقتصر معاناة الأسر النازحة على العثور على سكن ملائم فقط، بل شملت شعورهم بالعزلة في المجتمع الجديد التي يختلف بطابعه الحضري عن عاداتهم وتقاليدهم.

"اختلاف ثقافة مجتمع العريش الحضري دفعنا للإقامة في مناطق بعيدة عن الكتلة السكنية"، هكذا قال أحد السكان النازحين ويدعى محمد أبو سلامة (55 عاما ولديه 7 أبناء).

وقال أبو سلامة، لأصوات مصرية، إن مجتمع العريش "غريب" على أبناء الشيخ زويد ورفح لاختلاف الثقافات في البادية عن الحضر "عيلتنا اللي كانت ساكنة جنب بعض في الشيخ زويد اتفرقت دلوقتي بعد ما كان الأب بيقعد جنب عياله".

وأشار أبو سلامة، الذي يعمل مزارعا، إلى عدم وجود مكان يتجمع فيه أفراد الأسر، قائلا "كان فيه ديوان أو مَقَعد يتجمع فيه الكل من أبناء العشيرة من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء دلوقتي مفيش".

وقال شاهد من أصوات مصرية إن بعض الأسر "اتخذت المناطق الخالية على أطراف العريش وبئر العبد لتتعايش مع طبيعة صحراوية قريبة من الطبيعة التي كانت تعيش فيها"، إلا أنها واجهت مشكلة عدم توافر الخدمات.

يقول أبو محمد (50 عاما) "مضطرون للإقامة في مناطق فضاء بعيدا عن البنية الإساسية والخدمات بدون ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا غاز".

وأوضح أبو محمود (60 عاما، له من الأبناء والأحفاد 12)، أن هناك عائلات لجأت إلى الإقامة بالقرب من مزارع مقامة بالفعل في منطقة جلبانة كي يتمكنوا من تربية الماعز والأغنام والعمل في المزارع للإنفاق على الأسرة، وأخرى فضلت شراء أراض مسورة أو بالإيجار في العريش أو بئر العبد "كي تعيش بحريتها".

"أما الأثرياء ففضلوا شراء قطع كبيرة من الأرض، وقاموا بالبناء عليها على مسافات متباعدة هم وأبناؤهم ليسترجعوا المجتمع القبلي في مكانه الجديد".

وطالب سكان بحلول سريعة لأزمة عدم توافر مقاعد لأولادهم في الفصول "لأنها كاملة العدد"، ومن هؤلاء أبو محمد الذي يقول "لابد من وجود حل سريع من جانب المحافظة لاستيعاب الزيادة في العام القادم حتى يواصل أبناؤنا مراحل التعليم".

وقال أبو سليمان (45 عاما من الشيخ زويد) إن "الايجارات ارتفعت إلى 1500 جنيه للشقة في الشهر.. وده عبء كبير خاصة أننا فقدنا الدخل العائد من الأراضي الزراعية".

وبحسب التقديرات الأولي لمحافظة شمال سيناء، بلغ عدد الأسر التي تركت منازلها في رفح والشيخ زويد طواعية حتى الأول من يوليو نحو 800 أسرة، إلا أن شهود عيان قالوا إن العدد تضاعف عقب أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها المنطقتين وأسفرت عن مقتل 17 من رجال الجيش وأكثر من 100 متشدد.

وشكلت محافظة شمال سيناء لجنة لعمل حصر بعدد الأسر، التي لا تمتلك المقدرة على الحصول على مسكن ملائم، لتوفير أماكن إقامة لهم، حيث تتلقي اللجنة أسماء الأسر وعدد أفرادها لتقوم بعمل دراسة ميدانية عن أحوالها المادية.

وقال شاهد من أصوات مصرية "الأهالي اللي لسه المحافظة مجبتلهمش أماكن للسكن قاعدين في عشش".

وقامت اللجنة بحصر 114 أسرة كمرحلة أولى تضم 466 فردا حتى الآن، وقال محمد فهمي رئيس مدينة العريش "مازالت عمليات الحصر جارية.. أعداد كبيرة من الأسر اختارت الإقامة في منطقة سباقات الهجن والكيلو 17 ومنطقة السبيل غربي العريش ومدينة بئر العبد وجلبانه والصالحية".

ووافق محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور، على إقامة نحو 40 أسرة في شاليهات المعسكر الدولي للشباب وبيوت إقامة القبائل في مكان سباقات الهجن بشكل استثنائي بعد "وفاة أو تعرض بعض أفرادها للإصابة نتيجة العمليات الأمنية".

وقال الشاهد "المحافظة قامت بتوفير احتياجاتهم من الفرش والأثاث المنزلي والمواد الغذائية والتموينية".

تعليقات الفيسبوك