السيسي لصحيفة سعودية: الجيش المصري جاهز ومن يقفون وراء مخطط الفوضى سيدفعون فاتورة باهظة

الثلاثاء 28-10-2014 PM 02:56
السيسي لصحيفة سعودية: الجيش المصري جاهز ومن يقفون وراء مخطط الفوضى سيدفعون فاتورة باهظة

رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للجزائر 25 يونيو 2014 - صورة من رويترز.

كتب

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الجيش المصري جاهز معنويا وقتاليا لحفظ أمان الوطن وحماية حدوده، وإن المناورة "بدر 2014" هي الأضخم في تاريخ القوات المسلحة من حيث استخدام الذخيرة الحية وتوافر ظروف مشابهة للحرب الحقيقية.

وأضاف السيسي خلال حواره مع صحيفة عكاظ السعودية، اليوم، أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيدا بما سماه "المواقف الشجاعة والمشرفة لخادم الحرمين الشريفين إزاء مصر وشعبها".

وأعلنت القوات المسلحة عن إجراء أكبر مناورة استراتيجية "بدر 2014"، في 11 أكتوبر الجاري وتستمر حتى 6 نوفمبر المقبل، في إطار التخطيط التدريبي الاستراتيجي التعبوي لعام 2014، وقال المتحدث العسكري إن المناورة تجرى داخل حدودنا وليست موجهة ضد أحد.

وأوضح السيسي، خلال الحوار الذي نشرته الصحيفة السعودية على حلقتين، أن جميع الأطراف التي وقفت وراء مخطط "الفوضى الخلاقة" في المنطقة العربية بغية تفتيت بعض الدول وإعادة ترتيبها من جديد، تسدد الآن فاتورة الفوضى التي شاركت في إحداثها.

وقال الرئيس المصري الذي وصفته الصحيفة بـ"الرجل الذي يتصدى لأكبر تحديات تواجه بلداً كبيراً"، إن بعض الدول الإقليمية والدولية تظن خطأ بأن إنشاء نظام إقليمي جديد سيتيح لها دورا فاعلا وموطيء قدم على خريطة القوى الفاعلة، لكن الفوضى لا يمكن أن تنتج سوى المزيد من الفوضى ولا يمكن الوقوف ضد إرادات الشعوب.

وتوترت العلاقات بين مصر وكل من قطر وتركيا، عقب عزل الجيش للرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين- في يوليو 2013.

وردا على اعتبار مصر -في عهد السيسي- غير متحمسة للحرب على الإرهاب، قال إن "مصر كانت من أوائل الدول التي حذرت من لجوء بعض الأطراف الدولية لإيجاد جماعات متطرفة تساندها في مواجهة أطراف دولية أخرى في المنطقة... وليس أدل على ذلك من مشاركة مصر في الاجتماع الذي عقد مؤخرا في واشنطن لمواجهة الإرهاب، في الوقت الذي رفضت فيه أطراف إقليمية أخرى المشاركة".

وسعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف يضم دولا عربية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وطالب الرئيس الأمريكي الذي أمر بتوجيه ضربات جوية على مدى أسابيع لوقف تقدم الدولة الإسلامية في العراق، دول الخليج العربية بالتفكير في القيام بعمل عسكري أيضا.

وأشار عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فقط على الشق العسكري، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، بما يضمن عدم تكرار ظهور وانتشار الجماعات المتطرفة التي تستهدف مقدرات الدول وتسيء إلى الإسلام.

وعن تأثير وقوع أحداث عنف على عوائد السياحة المصرية، قال السيسي "بعض الاضطرابات الأمنية والمبالغات الإعلامية أعطت السياح في مختلف دول العالم انطباعا بأن هذه الحالة من عدم الاستقرار منتشرة في كافة ربوع مصر وهو انطباع خاطئ تماما ومجافٍ للواقع".

وأضاف أن المقاصد السياحية المصرية كانت آمنة تماما حتى في أصعب الأوقات التي شهدت فيها العاصمة بعض الاشتباكات والاضطرابات والتظاهرات، فقطاع السياحة المصرية كان وسيستمر أحد أهم مصادر الدخل القومي المصري.

وتأثر القطاع السياحي في مصر سلبا بالاضطرابات والانفلات الأمني المستمرين منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011، وتذيلت مصر قائمة الدول القادرة على توفير الأمن الأمان للسائحين بسبب اندلاع موجة عنف سياسي دامي عقب فض قوات الأمن لاعتصامي أنصار الرئيس مرسي في ميداني رابعة والنهضة أغسطس 2013.

وعن طبيعة علاقة مصر مع القطبين المتنافسين أمريكا وروسيا، قال السيسي إن "زيارتي إلى موسكو جاءت استجابة لمصلحة الوطن وليست خصما من علاقات مصر مع أي طرف، وكذلك فإن لقاءاتي مع الرئيس الأمريكي أو المسؤولين الأمريكيين ليست خصما من علاقاتنا مع أي طرف آخر.. مصر الجديدة تتحرك وفق مصالح الوطن والشعب".

وحول دور القاهرة في إدارة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أوضح الرئيس المصري أن هناك ضرورة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم فإن التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقا أصيلا للشعب الفلسطيني وتصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي أيضا.

وأضاف أن "مصر لا تلتفت إلى أية محاولات يائسة للتشويش على دورنا الإقليمي في القضية الفلسطينية التي ستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية"، مستشهدا بتوصل مصر إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإقرار الهدنة بين الطرفين.

واستضافت مصر، مؤتمرا دوليا بشأن فلسطين تحت عنوان "إعادة إعمار غزة"، مطلع أكتوبر الجاري، بمشاركة الحكومة النرويجية وحضور الرئيس الفلسطيني.

تعليقات الفيسبوك