طالبوا السيسي بسحبه..حقوقيون: قانون تأمين وحماية المنشآت العامة.. "حالة طوارئ غير معلنة"

الخميس 30-10-2014 PM 09:10
طالبوا السيسي بسحبه..حقوقيون: قانون تأمين وحماية المنشآت العامة..

شاب يهتف ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين أمام قصر رئاسة الجمهورية - رويترز.

كتب

أعرب 15 منظمة حقوقية، اليوم، عن قلقها البالغ إزاء قانون تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية، ما يترتب عليه توسيع مجال اختصاص القضاء العسكري على نحو يعرض حق المواطنين في محاكمات عادلة للخطر، ويفاقم من أزمة منظومة العدالة التي تشهدها مصر حاليًا.

وطالبت المنظمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بسحب هذا القرار بقانون في أسرع وقت، مؤكدة أنه بمثابة "حالة طوارئ غير معلنة"، إذ يتم الالتفاف على هذا القيد الدستوري عن طريق تكليف القوات المسلحة بحماية المنشآت والمرافق العامة بالتعاون مع الشرطة، مما يستتبعه مثول المواطنين أمام قاض عسكري، وليس قاضيهم الطبيعي، ما قد يؤدي إلى إحالة الآلاف إلى محاكمات عسكرية تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة والمنصفة، وترسيخ نظام قضائي مواز.

وكان الرئيس السيسي أصدر في 27 أكتوبر قرارًا بالقانون رقم 136 لسنة 2014، والذي يوسع من اختصاص القضاء العسكري، ليشمل جرائم التعدي على طيف واسع من المنشآت والمرافق العامة، بما فيها “محطات وشبكات وأبراج الكهرباء وخطوط الغاز وحقول البترول وخطوط السكك الحديدية وشبكات الطرق والكباري وغيرها من المنشآت والمرافق والممتلكات العامة وما يدخل في حكمها” على أن يمتد العمل بهذا القانون لمدة عامين.

وشددت، في بيان أصدرته اليوم، المنظمات على أن أحكامه تسمح "بمحاكمة أي مدني متهم بتخريب الممتلكات عامة المشار إليها، أو قطع طرق عامة، أمام محكمة عسكرية، وهي الاتهامات التي كثيرا ما توجه إلى المتظاهرين المتهمين بمعارضة الحكومة".

ورغم أنه تم إدخال بعض التعديلات على قانون القضاء العسكري في فبراير 2014، ليسمح بالاستئناف في قضايا الجنح والنقض في قضايا الجنايات، إلا أن إجراءات المحاكم العسكرية ما زالت تتجاهل ضمانات أساسية للمحاكمات العادلة أمام قضاء مستقل ومحايد. 

وقالت المنظمات إن توسيع اختصاص المحاكم العسكرية في محاكمة المدنيين خرق للمادة 204 من دستور 2014، والتي اشترطت لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري أن يكون هناك اعتداء مباشر على المنشآت العسكرية أو معسكرات القوات المسلحة.

ويخضع القضاء العسكري لسلطة وزير الدفاع، وجميع القضاة وأفراد النيابة هم أفراد عسكريون مختلفو الرتب، يخضعون لكافة لوائح الضبط والربط المبينة في قوانين الخدمة العسكرية. ويقوم وزير الدفاع، بناءً على توصيات رئيس هيئة القضاء العسكري، بتعيين القضاة العسكريين الذين لا يتمتعون، بالتبعية، بنفس درجة الاستقلال التي يتمتع بها القضاة في دوائر المحاكم المدنية.

وحذرت المنظمات من تبعات ما سمته "تقويض نظام العدالة المدني بدعوى محاربة الإرهاب"، داعية السلطات إلى سحب القانون والسعي إلى الحفاظ على التوازن الضروري بين الإجراءات الفعالة لمكافحة الإرهاب والاحترام اللازم لحقوق الإنسان الأساسية، بموجب الدستور المصري والاتفاقيات الدولية المصدقة عليها مصر.

تعليقات الفيسبوك