حقوقيون وإعلاميون: لا يوجد إعلام مهني.. والمواقع المستقلة أكثر جذبا للقاريء

الإثنين 03-03-2014 PM 02:09
حقوقيون وإعلاميون: لا يوجد إعلام مهني.. والمواقع المستقلة أكثر جذبا للقاريء

مقر قناة الجزيرة في قطر - رويترز

كتب

كتبت: أمنية طلال

رأى إعلاميون وحقوقيون أنه لا يوجد إعلام مهني يتيح فرص متساوية للجميع ويعبر عن المواطن بشكل حقيقي، معتبرين النظام الحالي أعاد ما أطلقوا عليه دولة الاستبداد التي تدعم الصوت الواحد.

قال جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن الإعلام المصري لا يتمتع بأي مهنية، موضحا أن المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير حاول توظيف إعلام الدولة لصالح خطابه وقام بتعيين أشخاص ينتمون إلى المؤسسة العسكرية في ماسبيرو.

وأوضح عيد لأصوات مصرية أن نظام مرسي والنظام الحالي أعادا دولة الاستبداد وجعلا من الإعلام منبرا للصوت الواحد وحملات التخوين والتشويه، مؤكدا أن الأمر وصل لحد التحريض في بعض الأوقات دون اتخاذ أي إجراءات من القضاء تجاه ما يحدث في الإعلام.

وكانت 13 منظمة حقوقية شكلت الائتلاف الوطني لحرية الإعلام في مايو 2011 بالتعاون مع 20 إعلامي، بهدف تحرير الإعلام المصرى من السيطرة والرقابة الأمنية والحكومية، واستبعاد مختلف مصادر الهيمنة والاحتواء السياسي والاقتصادي للإعلام.

وأطلق الائتلاف مبادرة "الشعب يريد" لتأسيس قناة مملوكة للشعب بمساهمات شعبية، تهدف إلى تقديم إعلام يعبر عن المواطن.

وقال عيد إن أغلب القائمين على إنشاء القناة أصوات غير مرغوب فيها من قبل السلطة، موضحا أن هناك معوقات وضعت أمام إطلاق القناة على الرغم من إطلاق قنوات كثيرة تابعة لرجال أعمال، مشيرا إلى أنهم مستمرون حتى يتم إطلاق القناة.

وطالب عيد الدولة برفع يدها عن الإعلام، وتشكيل مجلس مهني يضم كفاءات يقوم بإدارة إعلام الدولة، مؤكدا على أهمية وجود إعلام مهني ونزيه.

وأوضح عيد أن الدولة تملك 35% من وسائل الإعلام، مؤكدا أن التزامها بالمهنية من شأنه إصلاح المؤسسات الخاصة وإجبارها على الرجوع للمهنية بهدف جذب المشاهد والتعبير عن كل المواطنين.

وقال عيد إن "الإعلام الشعبي-فيس بوك وتويتر ومواقع مستقلة- قبل الثورة وعقبها وحتى الآن هو الأكثر مصداقية وهناك إقبال عليه من الشباب تحديدا لأنه أكثر جرأة وشفافية"، مشيرا إلى عودة رجال الإعمال المدافعين عن مصالحهم من خلال بعض وسائل الإعلام.

وشهدت السنوات الثلاث الماضية إطلاق عدد من المواقع المستقلة التي فتحت الباب أمام الشباب من التيارات السياسية المختلفة منها، موقع "مدى مصر"، و"يناير"، و"قل"، بالإضافة إلى المدونات وفيس بوك وتويتر.

ورأى أحمد الفخراني، عضو مجلس تحرير موقع "قل"، إن الإعلام بعد الثورة مر بعدة مراحل، قائلا إنه "تنفس حرية حقيقية بعد الثورة مباشرة أثناء فترة حكم المجلس العسكري من خلال قوة الثورة التي كانت أقوى من رغبة السلطة القديمة في التحكم في الإعلام".

وموقع "قل" هو موقع مستقل متخصص في مقالات الرأي تأسس منذ شهر ونصف الشهر، رافعا شعار "ضد الصوت الواحد" محاولا إتاحة المساحة لكل التيارات السياسية لعرض آرائها.

وأضاف "في نفس التوقيت الدولة القديمة والمحافظين من رجال الإعلام ضخوا أموالاً ضخمة في قنوات فضائية حتى يستعيدوا الشارع في صفهم ضد الثورة".

وأوضح الفخراني أنه خلال حكم الإخوان المسلمين تم القضاء على الأصوات الأخرى والضغط على رؤساء الصحف لمنع كتاب بعينهم، مؤكدا "بعد 30 يونيو افتضح زيف حرية الإعلام وعاد الإقصاء والتهميش".

وقال الفخراني إن الإعلام البديل استطاع أن يحقق تعويضاً نسبياً لأنه يفتقد للتمويل والانتشار مثل الصحف والقنوات التلفزيونية، مؤكدا أنه استطاع تحطيم الصوت الواحد من خلال طرح أكثر جرأة وجاذبية.

وتوضح مريم عيسى، الباحثة المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الإعلام البديل سيستمر وجوده وسيزداد انتشارا لكن يقل تأثيره خلال الفترة المقبلة، قائلة إن "دورهم سيكون أقل تأثيرا خاصة في حالة الحراك السياسي مقارنة بدور الشارع".

وأرجعت عيسى قوة مواقع التواصل الاجتماعي قبل الثورة لكونها منبرا للمعارضين فقط وبالتالي اتضح تأثيرها على الشارع، لافتة إلى لجوء كل التيارات السياسية بما فيهم الإخوان ومؤيدي مبارك لهذه المنابر بعد الثورة ولم تعد مقصورة على المعارضين.

وقالت عيسى إن التأير الأكبر سيكون من الشارع إلى الإعلام البديل وليس العكس، مستشهدة بحركة تمرد التي بدأت في الشارع وانتقلت إلى الإنترنت.

ويتجاوز عدد مستخدمي موقع "فيسبوك" في مصر أكثر من 16 مليون، طبقاً للأرقام الصادرة عن وزارة الاتصالات المصرية في 2012، بينما يصل عدد مستخدمي "تويتر" لأكثر من نصف مليون مستخدم والرقم مرشح للزيادة.

وأوضحت زنوبيا، مدونة وصاحبة مدونة زنوبيا، أن خلال الخمس سنوات الماضية ظهر دور الإعلام البديل من خلال مواقع فيس بوك وتويتر، مشيرة إلى أن الإعلام الرسمي أصبح يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات كمصدر للأخبار.

وقالت إن "الإعلام البديل لعب دورا كبيرا في عدد من القضايا وحولها إلى قضايا رأي عام"، مشيرة إلى قضية دهب المعتقلة، وقضية وفاة أربع شباب خلال رحلة في سانت كاترين، مضيفة أن اهتمام الفيس بوك وتويتر بهما دفع الإعلام الرسمي للحديث عنهما.

وأشارت زنوبيا إلى عيوب الإعلام البديل والمتمثلة في نقل شائعات ومعلومات خاطئة تضر بعض القضايا، مؤكدة أن الحل في إتاحة المعلومات وصدور قانون لحرية تداول المعلومات والوصول لها، بالإضافة إلى إطلاق حرية الإعلام وعدم تقييد الصحفيين وتهديدهم بالسجن في حالة التطرق لبعض القضايا أو المسؤولين.

وأكدت زنوبيا على دور الإعلام الشعبي والبديل في المحافظات المهمشة إعلاميا، مستشهدة ببعض التجارب الناجحة منها موقع "ولاد البلد" الذي عرض قضايا هامة محلية في عدد من المحافظات، وموقع "المندرة" الذي اهتم بقضايا الصعيد.

تعليقات الفيسبوك