مصر واستدعاء السفراء.. تركيا وقطر في الصدارة منذ عزل مرسي

الثلاثاء 01-09-2015 PM 05:47
مصر واستدعاء السفراء.. تركيا وقطر في الصدارة منذ عزل مرسي

مبنى وزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتلفزيون ماسبيرو على النيل في القاهرة - رويترز

كتب

لم يكن استدعاء السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، من قبل وزارة الخارجية المصرية، الحدث الأول من نوعه منذ ثورة 30 يونيو التي عزلت الرئيس الأسبق محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية واسعة، حيث تكرر حادث الاستدعاء 11 مرة لسفراء خمس دول وكانت قطر هي الدولة العربية الوحيدة بينها إلى جانب استدعاء سفير مصر لدى الدوحة ورئيس بعثة المصالح الإيرانية بالقاهرة.

ولم تشهد مصر في عهد الإخوان المسلمين، الذين استمروا عاما في السلطة من يونيو 2012 وحتى يونيو 2013، هذا الكم من الاستدعاءات التي قامت بها الخارجية المصرية لسفراء بعد الانتقادات الشديدة من قبل بعض الدول وخاصة المعارضة لمصر مثل قطر وتركيا، حيث حظيت أنقرة بنصيب الأسد من حجم الاستدعاءات التي قامت بها الخارجية للسفراء الأجانب في البلاد.

وترصد "أصوات مصرية" تسلسل استدعاء مصر لسفراء منذ ثورة 30 يونيو:

10 يوليو 2013.. استدعاء سفير تركيا بالقاهرة حسين عوني بعد انتقاد بلاده للأحداث في البلاد.

15 أغسطس 2013.. استدعاء السفير المصري من أنقرة وردت تركيا باستدعاء سفيرها في مصر.

7 أكتوبر 2013.. استدعاء السفير التركي بعد عودته مجددا لمصر.

12 نوفمبر 2013.. استدعاء السفير التركي قبل المطالبة برحيله.

23 نوفمبر 2013.. أبلغت الخارجية المصرية السفير التركي أنه شخص غير مرغوب فيه في مصر.

4 يناير 2014.. استدعاء السفير القطري سيف بن مقدم البوعينين.

5 يناير 2014.. استدعاء رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية مجتبي أماني.

4 فبراير 2014.. استدعاء القائم بالأعمال القطري ياسر عبد الله احتجاجا على تدخل بلاده في الشأن المصري.

8 فبراير 2014.. استدعاء السفير المصري من قطر ولم يعد للدوحة بعد.

15 أبريل 2014.. استدعاء رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بسبب تزايد التشيع في مصر.

26 مايو 2015.. استدعاء القائم بأعمال سفارة باكستان في القاهرة احتجاجا على تدخل بلاده في الشأن المصري بسبب العملية العسكرية في اليمن.

6 يونيو 2015 مصر.. استدعاء السفير الأمريكي بالقاهرة روبرت بيكروفت بسبب استقبال عناصر الإخوان في واشنطن.

30 اغسطس 2015.. استدعاء سفير بريطانيا في القاهرة جون كاسن وإبلاغه برفض تعليقه على أحكام القضاء.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية، لأصوات مصرية، إنه لم تحدث في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك استدعاءات كثيرة للسفراء الأجانب، حيث كان الاستدعاء المتكرر للسفير الإسرائيلي بسبب الانتهاكات التي تمارسها بلاده في القدس، كما استدعت الخارجية في عهد مبارك السفير الدنماركي ردا على الرسوم المسيئة للنبي محمد، وآخر استدعاء كان للسفير الجزائري في مصر بسبب أحداث العنف في أم درمان عقب مباراة مصر والجزائر في السودان عام 2009، وقامت مصر أيضا في نفس التوقيت باستدعاء السفير المصري في الجزائر للتشاور بعد الأحداث.

ولم تكتف مصر باستدعاء السفراء بسبب مواقف بلادهم، بل أصدرت بيانات عدة في عامي 2013 و2014 ردا على الخارجية الأمريكية خاصة والتي كانت تنتقد التضييق الأمني وأسلوب التعامل مع المتظاهرين، حيث شهد عام 2013 تصريحات متبادلة بين الخارجية المصرية والأمريكية في هذا الملف خاصة، فضلا عن البيانات التي تصدرها مصر باستمرار للرد على تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرهما.

وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ، إن استدعاء مصر للسفراء خطوة دبلوماسية متعارف عليها في كل دول العالم حسب اتفاقية فيينا للمعاملات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن السفراء الذين تم استدعاؤهم ينحصرون في خمس دول فقط تتصدرها تركيا وقطر وأيضا الولايات المتحدة التي استضافت الكثير من عناصر الإخوان وبريطانيا التي يوجد بها مقر التنظيم الدولي للإخوان والأمين العام له إبراهيم منير.

وأضافت الشيخ، لأصوات مصرية، أن استدعاء السفراء لا يؤثر على العلاقات بين الدول بل هو تصحيح مسار، حيث ترغب مصر في لفت نظر الدولة إلى أنها ترفض التدخل في شؤونها وأن استمرار الأمر يؤثر على مسار العلاقات بينهما.

وقال سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الروؤف الريدي إنه يوجد مبدأ دولي تتعامل به مصر والدول الأخرى وهو استدعاء السفراء لإبلاغهم رفض مواقف دولهم بشأن حدث محدد، وهو ما لا يؤثر على العلاقات، ولكن حدة اللهجة والحوار بين الطرفين أثناء الاجتماع هو ما يؤثر على العلاقات، فهناك اجتماع تقول فيه مصر للسفير المستدعى إنها ترفض التدخل فحسب وينتهي الأمر، ولكن في موقف مثل استدعاء السفير البريطاني فقد تم تحذيره بلهجة شديدة بأن مصر لا تقبل دروسا من أحد مما يمكن أن يؤثر على شكل العلاقات بين البلدين فيما بعد.

وقال الريدي، لأصوات مصرية، "إنه لا يتوقع تغيير العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وبريطانيا بعد استدعاء السفراء، لاعتبارهما شركاء أقوياء لمصر."

تعليقات الفيسبوك