الفن والسياسة.. في سيرة التشكيلي وفنان الكاريكاتير المصري أحمد طوغان

السبت 18-10-2014 AM 11:12
الفن والسياسة.. في سيرة التشكيلي وفنان الكاريكاتير المصري أحمد طوغان

رسام الكاريكاتير المصري أحمد طوغان - صورة من صفحته على فيس بوك.

كتب

في السيرة الذاتية للتشكيلي وفنان الكاريكاتير المصري أحمد طوغان صورة فوتوغرافية من أول احتفال بحصول الجزائر على استقلالها تلخص انحيازه لقضايا التحرر الوطني، حيث يظهر طوغان في الصورة مع تشي جيفارا وفي منتصف الصورة يقف أحمد بيلا أول رئيس للجزائر يخطب في الجماهير.

ويسجل طوغان (88 عاما) -في كتابه (سيرة فنان صعنه الآلام)- أنه قبل أن يذهب إلى الجزائر قابل بعض رموز الثورة حيث "خصصت مصر" طابقا في بناية بحي جاردن سيتي في القاهرة تضم ثلاثة مكاتب.. الأول للمغرب والثاني لتونس والثالث للجزائر حين كانت دول المغرب تناضل للاستقلال عن الاحتلال الفرنسي.ويقول إن السفر من القاهرة إلى الجزائر كان من "عداد المستحيل" فحصل من السفارة الفرنسية بالقاهرة على تأشيرة كرسام يرغب في زيارة معارض الفن التشكيلي بباريس وكان قبل ذلك زار إيطاليا لمدة أسبوع للتغطية على الرحلة إلى فرنسا التي انتقل منها إلى الرباط وتمكن بعد أسبوعين من التسلل إلى الأراضي الجزائرية.

ويضيف أن فرنسا ما كان لها أن ترحل عن الجزائر إلا بالثورة التي اندلعت في أول نوفمبر تشرين الثاني 1954، حين تواعد ستة شبان منهم الرئيس السابق محمد بوضياف "وتمكنوا من التسللل إلى الجبل مسلحين بثلاث بنادق... وكانوا نواة الثورة" التي انضم إليها فلاحون وعمال وطلاب يقدمون أنفسهم للثوار ومنهم تأسس (جيش التحرير الوطني الجزائري) إلى جانب (هيئة التحرير) حتى تحقق الاستقلال عام 1962.

ويضم كتاب طوغان نحو 30 صورة أغلبها في الجزائر، ومنها الصورة التي يظهر فيها مع بن بيلا وتشي جيفارا بعد نجاحه مع فيدل كاسترو في إنهاء حكم فولجنسيو باتيستا في كوبا عام 1959.

وكتاب (سيرة فنان صنعته الآلام) -الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة- يقع في 436 صفحة كبيرة القطع ومنها نحو 50 صفحة لبعض رسومه الكاريكاتيرية وصور فوتوغرافية مع رموز الثورة الجزائرية، وإحدى الصور مع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات "أمام بروفة العدد الأول من جريدة (الجمهورية)" التي صدرت عام 1953 في العام التالي لثورة 23 يوليو 1952 وتولى السادات رئاسة تحريرها.

ويضم الكتاب مقالا عنوانه (فنان صنعته الآلام)، كان السادات كتبه مقدمة لكتاب (قضايا الشعوب) الذي صدر لطوغان عام 1957 ويروي فيه السادات لقاءه الأول بطوغان عام 1948 وكيف توثقت علاقتهما.

وطوغان -الملقب بعميد رسامي الكاريكاتير في مصر- ولد يوم 20 ديسمبر كانون الأول 1926 في مدينة المنيا بصعيد مصر وتوجت مسيرته بحصوله في يونيو حزيران 2014 على جائزة النيل أكبر الجوائز في البلاد.

وفي فصل عنوانه (اليمن.. بلاد السحر والخيال) يستعرض رحلته إلى اليمن بصحبة القوات المصرية المساندة لثورة 26 سبتمبر أيلول 1962، ويرى أن مصر اشتركت "في إخراج اليمن من العزلة التي توقفت به داخل دائرة القرن الرابع عشر."

ويبدي إعجابه باليمن قائلا إن من يزوره "يقع في غرامه... ما زلت أتمنى العودة إليه. سمعت فيه الشعر والرواية والتاريخ."

ويروي طوغان -في كتابه- أنه في عامه الأول بالمدرسة الابتدائية في الصعيد اكتشف مدرس الرسم وليم أفندي جريس قدرته على التعبير بالخطوط وحدثه عن فن الرسم وتنبأ بأن يكون رساما، حيث قال له المدرس "إن مجد الفنان المصري مسجل... بدأ يأتيني بكتب تحتوي على لوحات وتماثيل فرعونية ويشرح لي طريقة الرسام في التعبير بالخطوط" ولكن المدرس انتقل من المدرسة في العام التالي كما انتقل طوغان إلى مدينة الجيزة التي نال الشهادة الابتدائية من إحدى مدارسها.

وتسجل السيرة الذاتية لطوغان جانبا من الحياة العامة في مصر أوائل الثلاثينيات..

فيقول إنه بدأ دراسة الإنجليزية في المدرسة الابتدائية، وإن مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة الأورمان الابتدائية بالجيزة كان بريطانيا ويهوى الرسم ويتقنه وفي تلك السن "قرأنا" -في إشارة إلى أقرانه- أعمالا من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي ومنها (هاملت) و(الملك لير) لوليام شكسبير و(قصة مدينتين) لتشارلز ديكنز وأعمالا لأوسكار وايلد.

ويكاد طوغان يلخص سيرته في الإخلاص لقيمة الحرية قائلا "لا أستطيع تحمل القيد ودائما ما تمنيت ألا يأتي يوم أحرم فيه من حريتي."

تعليقات الفيسبوك