توقعات بمزيد من التخفيض في سعر الجنيه يصاحبه موجة تضخمية جديدة

الأحد 05-07-2015 PM 05:40
توقعات بمزيد من التخفيض في سعر الجنيه يصاحبه موجة تضخمية جديدة

رجل يجلس أمام متجره في بورسعيد - رويترز

كتب

كتب: عبدالقادر رمضان

توقع محللون مزيدا من التخفيض في سعر الجنيه، لجذب تدفقات دولارية، وحدوث موجة تضخمية جديدة خلال الفترة المقبلة، مع زيادة فاتورة الواردات، خاصة الغذائية.

وسمح البنك المركزي، اليوم الأحد، بانخفاض الجنيه أمام الدولار 10 قروش للمرة الثانية على التوالي بعد عطاء يوم الخميس الماضي الذي تم أيضا فيه تخفيض الجنيه 10 قروش. لتسجل العملة بذلك أدنى مستوياتها منذ بدء نظام العطاءات في ديسمبر 2012.

وبلغ سعر الدولار في عطاء اليوم الأحد 7.73 جنيه مقارنة بـ 7.53 جنيه قبل عطاء الخميس.

ووصل الدولار في البنوك إلى 7.83 جنيه، اليوم الأحد، حيث يسمح المركزي لها بهامش ربح يصل إلى 10 قروش إضافية على سعر العطاء.

وقال بلال خليل، نائب رئيس الشعبة العامة للصرافة، إن الدولار وصل في بعض الصرافات إلى 7.88 جنيه بزيادة 5 قروش عن سعره في البنوك.

وأشار إلى أن حركة الطلب على الدولار في الصرافات "ضعيفة جدا"، قائلا "الناس هتاخد الدولار تعمل بيه إيه.. في ظل سقف الإيداع الدولاري الذي فرضه المركزي على البنوك".

كان المركزي قد فرض حدا أقصى على الإيداع النقدي بالدولار في البنوك، في فبراير الماضي، عند عشرة آلاف دولار يوميا للأفراد والشركات وبإجمالي 50 ألف دولار شهريا.

وقال محمد أبوباشا، محلل الاقتصاد الكلي في المجموعة المالية هيرمس، إن انخفاض سعر الجنيه سيخلق موجة تضخمية جديدة خاصة مع اتجاه الحكومة نحو التطبيق الكامل لضريبة القيمة المضافة خلال العام المالي الجديد.

وارتفع معدل التضخم السنوي إلى 13.5% في شهر مايو الماضي مقارنة بـ 11% في أبريل.

وتوقع أبوباشا أن يستمر البنك المركزي في تخفيض الجنيه خلال عطائي الثلاثاء والخميس، "غالبا المركزي سيواصل تخفيض الجنيه خلال الأسبوع الجاري وقد يصل إلى حدود الثمانية جنيهات".

وبدأ البنك المركزي طرح عطاءات بيع الدولار للبنوك في ديسمبر 2012، وتتحدد الأسعار المسموح للبنوك بتداول الدولار بها بناء على نتائج عطاءات المركزي.

وقال هاني فرحات، الخبير الاقتصادي في سي آي كابيتال، إنه على الرغم من توقعات بنكه بقيام المركزي بتخفيض الجنيه ليقترب من قيمته العادلة مقابل العملات الأخرى، إلا أن "التوقيت الحالي غريب لهذه الخطوة خاصة في شهر رمضان الذي يشهد عادة أعلى زيادة في معدل التضخم أو بعد الحادثة الإرهابية فى سيناء والتى من الممكن أن يتم ربطها بتحرك الجنيه على أنه بمثابة تعويض عن زيادة المخاطرة الاستثمارية  وهو أمر غير صحيح".

وقال إن استمرار المركزي في تخفيض سعر الجنيه دون أن يتزامن ذلك مع رفع تدريجي للقيود التي يضعها على التعاملات الدولارية فإنه لن يكون له تأثير مهم على جذب الاستثمار غير المباشر فى سوق الأوراق المالية.

وقال فرحات إن آثار انخفاض الجنيه ستظهر هذه المرة على التضخم، على خلاف ما جرى في يناير الماضي عندما تم تخفيض الجنيه أيضاً، فوقتها لم تظهر آثار تضخمية كبيرة لأن الشركات والأفراد كانوا يتعاملون أصلا بأسعار السوق السوداء.

وقال محمد النجار، رئيس الشعبة العامة للمستوردين باتحاد الغرف التجارية، إن زيادة سعر الدولار لا ترفع فقط تكلفة المنتجات المستوردة، وإنما أيضاً المنتجات المحلية التي تعتمد على خامات ومكونات مستوردة.

وتوقع أن ينعكس تأثير زيادة سعر الدولار على أسعار السلع في غضون شهر، خاصة في ظل القيود التي يفرضها المركزي على فتح الاعتمادات الدولارية للاستيراد للحد من الواردات وتقليل الضغط على العملة الأجنبية.

"زيادة سعر الدولار عادة ما تنعكس على أسعار السلع والخدمات خاصة في ظل ضعف أدوات الحكومة الرقابية في السيطرة على الأسعار" تقول هبة الليثي، أستاذة الإحصاء في جامعة القاهرة.

وترى الليثي أن "الحكومة عليها أن تفرض مزيدا من الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار وزيادة الكميات المعروضة من السلع المخفضة في المجمعات الاستهلاكية لتقليل الآثار التضخمية على الفقراء".

ورغم أن قرار تخفيض الجنيه أمام الدولار قد يجذب مزيدا من الاستثمارات الأجنبية ويشجع أكثر على التصدير مقابل الاستيراد إلا أنه في نفس الوقت قد يساعد على ارتفاع أكثر في أسعار السلع.

موضوعات متعلقة:

الجنيه يتراجع إلى 7.73 في السوق الرسمي

تعليقات الفيسبوك