كتبت: أمنية طلال

لم تحقق ترشيحات الأحزاب السياسية للمرأة في الانتخابات البرلمانية المقبلة آمال وطموحات المنظمات النسائية، التي عملت لسنوات من أجل زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية، أملا في غد أفضل وحقوق أكثر.

وأرجعت بعض الأحزاب انخفاض نسب ترشح النساء على قوائمها إلى عزوف النساء أنفسهن عن المشاركة، خوفا من "شراسة المعركة" على المقاعد الفردية، بينما فتك انسحاب قائمة "صحوة مصر" من الماراثون الانتخابي بأحلام أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، ومن على قوائمهم من نساء.

وبلغ عدد المرشحات لعضوية البرلمان 308 سيدات، من إجمالي من تقدمن بأوراقهن على مقاعد الفردي والقوائم، وفقا للمتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات.

جاء حزب الوفد في مقدمة الأحزاب من حيث الأفضلية في ترشيح النساء في البرلمان المقبل بنسبة 11%، بواقع 22 سيدة من بين مائتي مرشح، ويليه حزب النور "السلفي" الذي التزم بترشيح النساء على قوائمه فقط بنسبة 9.6 من مجموع مرشحيه بواقع 26 سيدة من بين 270 مرشحاً.

وعلى الرغم من أن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي لم يرشح سوى سيدة واحدة فقط في الانتخابات؛ إلا أنها مثلت 9% من مجموع مرشحيه البالغ عددهم 11 مرشحاً، ويليه بفارق كبير حزب التجمع الذي رشح سيدة واحدة من بين 22 مرشحاً، بنسبة 4.5%.

وفي الوقت الذي ارتفع فيه عدد المرشحين عن حزب المصريين الأحرار للانتخابات البرلمانية إلى 235 مرشحاً، لم تستحوذ المرأة سوى على 4.2 % منهم.

وجاء في ذيل القائمة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي رشح سيدتين من بين 75 مرشحاً، بنسبة 2.6%، رغم حصول النساء على 44% من مقاعد الهيئة العليا بالحزب في آخر انتخابات لها، والتي جرت في أول أكتوبر الجاري.

* النساء عازفات

وتقول د. ولاء عز الدين، أمينة إعلام الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن لجنة الانتخابات داخل الحزب لم يتقدم لها سوى عدد محدود جداً من عضوات الحزب، مؤكدة "الستات هما اللي مش عاوزين يترشحوا مش توجه من الحزب".

 ويوضح مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن انسحاب قائمة "صحوة مصر" في الساعات الأخيرة أدى إلى خروج عدد من مرشحي الحزب من بينهم ثلاث سيدات.

 ويشير جمال محمود، عضو لجنة الانتخابات بحزب الوفد، إلى خوف النساء من الترشح على المقاعد الفردية بسبب "شراسة" المعركة الانتخابية، موضحاً أن النساء لا يجازفن بالترشح على المقاعد الفردية لاعتمادها على المال في المقام الأول.

وتعترض سناء السعيد، البرلمانية السابقة، -التي رفضت الترشح - على نظام القوائم، معتبرة أن القائمة بشكلها الحالي لا تتيح لأي مرشح التعرف على باقي مرشحي القائمة، والتأكد من جديتهم.

وتضمن التعديلات التي أجريت على قانون الانتخابات، 70 مقعداً للمرأة في البرلمان المقبل، فضلاً عن المقاعد التي تُنافسن عليها خارج الكوتة.