إلى جانب الدعم المالي.. مؤتمر شرم الشيخ يعكس "دعما سياسيا" لمصر

الجمعة 13-03-2015 PM 09:21
إلى جانب الدعم المالي.. مؤتمر شرم الشيخ يعكس

الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر الاقتصادي، 13 مارس 2015- صورة من الرئاسة.

كتب

صفق حضور مؤتمر دعم الاقتصاد المصري الذي بدأت أعماله اليوم الجمعة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر أكثر من مرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته التي افتتح بها المؤتمر.

وبدا المؤتمر -الذي تحضره وفود عشرات الدول وممثلو عدد من المؤسسات الدولية وعدد كبير من الشركات متعددة الجنسية- دعما سياسيا لمصر التي يقول السيسي إنها تخوض معركة طويلة وصعبة مع التشدد الإسلامي.

وجلس السيسي في القاعة بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهد السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز يليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس وزرائها وحاكم دبي.

والدول الثلاث هي أكبر جهات الدعم المالي والسياسي لمصر منذ أعلن الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما.

لكن ممثلي دول أخرى تحضر المؤتمر قدمت عبر كلمات ممثليها دعما سياسيا بارزا لمصر.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موجها حديثه إلى السيسي "سوف نعمل معكم لتحقيق الأهداف الطموحة التي عرضتموها... ما من شك في أن ظهور مصر قوية ومزدهرة وديمقراطية أمر حيوي بالنسبة لقوة وازدهار المنطقة."

وقال ولي عهد السعودية في كلمته التي كانت الثالثة بعد كلمتي السيسي وأمير الكويت "تدين المملكة وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية تهدف إلى تعكير صفو الأمن والتشويش على مسيرة الاستقرار والنمو التي تسعى إليها حكومة مصر."

وأضاف أن بلاده ثابتة على موقفها الداعم "لتثبيت الأمن والاستقرار ووضع الاقتصاد على مسار التعافي والازدهار" في أكبر الدول العربية سكانا.

ويبدو أن ولي العهد السعودي ينفي زعم مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين أن المملكة غيرت موقفها من مصر بعد تنصيب الملك سلمان بن عبد العزيز خلفا للملك الراحل عبد الله الذي كان قد اقترح عقد المؤتمر.

ومنذ عزل مرسي كثف إسلاميون متشددون ينشطون في محافظة شمال سيناء هجماتهم على قوات الجيش والشرطة في المحافظة وقتلوا مئات المجندين والضباط. وتقول الحكومة إن قوات الجيش والشرطة قتلت مئات المتشددين في حملة واسعة عليهم.

وعلى الجانب الاقتصادي أعلن ولي العهد السعودي أن بلاده ستقدم بمناسبة مؤتمر (مصر المستقبل) حزمة مساعدات بأربعة مليارات دولار بينها وديعة مليار دولار في البنك المركزي المصري.

وأعلن حاكم دبي عن مبلغ مماثل نصفه وديعة في البنك المركزي. كما أعلن أمير الكويت أن "أجهزة الاستثمار الكويتية ستوجه أربعة مليارات دولار للاستثمار في مصر دعما لاقتصادها."

وكان السيسي قال في كلمته الافتتاحية إنه يسعي إلى "توفير الاستقرار والازدهار لشعب طامح للتنمية."

وأضاف أنه يريد أن يجعل مصر نموذجا لدولة "تنبذ العنف والإرهاب والتطرف.. دولة تعزز الاستقرار والأمن الإقليمى.. تحترم جوارها.. تدافع ولا تعتدي.. تقبل وتحترم الآخر."

وتمر مصر باضطراب سياسي منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. ومنذ عزل مرسي تحول كثير من احتجاجات إسلاميين على عزله إلى عنف قتل فيه مئات من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بجانب رجال أمن ومواطنين.

وكانت مصر حظرت الجماعة وأعلنتها تنظيما إرهابيا نهاية 2013.

ويعقد المؤتمر وسط مخاوف عربية وإقليمية ودولية من تمدد تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أجزاء من العراق وسوريا الصيف الماضي وشارك في هجمات على مدينة عرسال اللبنانية.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في كلمته إلى المؤتمر "إننا نخوض في لبنان معركة ضارية مع الإرهاب ونجحنا حتى الآن في التصدي لهذه الهجمة الشرسة." وأضاف "نراقب باهتمام ما تتعرض له مصر على أيدي قوى التطرف والظلام ونحن واثقون من أن مصر ستدحر الإرهاب... وستنجح في إقامة السلام والاستقرار."

وكانت جماعة أنصار بيت المقدس أبرز جماعة إسلامية متشددة في مصر أعلنت مبايعتها لزعيم الدولة الإسلامية ابوبكر البغدادي في نوفمبر تشرين الثاني وغيرت اسمها إلى ولاية سيناء.

وفي كلمته قال مانويل خوسيه نائب رئيس وزراء إسبانيا "الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب ليست فقط حرب مصر (بل) إنها حرب لمصر ولكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره."

وتشارك إسبانبا في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تعليقات الفيسبوك